الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستينية النكبة من جديد

نايف حواتمة

2008 / 5 / 13
مقابلات و حوارات


س1: عشية الذكرى الستين للنكبة وأنتم كفصيل فلسطيني أساسي في الساحة الفلسطينية، كيف تنظر إلى الأجواء الفلسطينية السياسية والأجواء في المنطقة في ذكرى النكبة ؟
ستون عاماً في النكبة والصمود والمقاومة، نكبة، احتلال، تشرد ولجوء، منافي ... الخيار أمام شعبنا دائماً هو النضال، الجهاد، المقاومة، ولا خيار آخر حتى يصبح ممكناً أن نستعيد لشعبنا حقوقه الوطنية، حقه بتقرير المصير مثل أي شعب آخر في العالم، حقه في بناء دولته المستقلة عاصمتها القدس العربية المحتلة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم عملاً بالقرار الأممي 194، هذه العملية ستين عاماً في النضال وأربعون عاماً في الثورة والمقاومة المتواصلة وأعوام طويلة في الانتفاضات الشعبية الكبرى، وعليه أن طريقنا إلى إنجاز حقوق شعبنا هو أن نستكمل ما مشينا به على امتداد الأربعين عاماً في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي المقدمة ضرورات إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية الشرط الأساسي للنصر، ولا نصر بدون الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهذا يستوجب بالضرورة إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني على أساس حوار وطني فلسطيني شامل بين جميع الفصائل والقوى عملاً بقرارات إعلان القاهرة وبرنامج وثيقة القوى الأسيرة ـ برنامج وثيقة الوفاق الوطني لجميع الفصائل والقوى، ومن المحزن بدلاً من تطبيق وثيقة الوفاق الوطني ذهبت الأمور باتجاه آخر إلى الخلف، فوقعت عمليات الاقتتال بين فتح وحماس، وانتهت هذه العمليات باتفاق المحاصصة الثنائية الذي لم يصمد أيضاً، وانهار تحت ضغط الاقتتال وجحيم الحرب الأهلية، وكان ما كان ... والآن قطاع غزة منفصل عن الضفة الفلسطينية والقدس، ووحدة المؤسسات الفلسطينية معلقة شبه مدمرة، وكل هذا يلحق أضراراً يومياً بنا وبقضيتنا الوطنية وقضية كل الشعوب العربية والشعب المسلم في هذا العالم، بل كل الرأي العالمي الذي يساند حقوق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والاستقلال والحرية وعودة اللاجئين هذا أولاً.
ثانياًَ: الشرط الثاني للنصر هو التضامن العربي بين الشعوب العربية، التضامن العربي بين الدول العربية، وكنا نتمنا أن تتمكن قمة دمشق من إنجاز هذا التضامن بين الدول العربية على أساس القضية المركزية المشتركة لكل العرب بدعم وإسناد القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، ولكن من المحزن أن قمة دمشق لم تؤدي إلى هذا، فلقد بقيت الانقسامات العربية ـ العربية التي عرفناها قبل قمة دمشق، وتواصلت بعد قمة دمشق.
ثالثاً: الشرط الثالث للنصر هو تضامن جميع الشعوب والدول المسلمة في هذا العالم حولنا وفي المقدمة إيران والتضامن مع الشعب الفلسطيني بكل قواه مع الشعب الفلسطيني بمؤسساته الشعبية (اتحادات، نقابات، جماهير الشعب ...) وأن يكون هذا التضامن العربي والمسلم تضامناً مع كل القوى وليس تضامناً محصوراً بهذا الفصيل أو ذاك. لأن هذه لعبة خطيرة جداً ستقود إلى عمليات مدمرة على الجميع.
رابعاً: ضرورة أن نكسب الرأي العالمي بجانبنا، هذا كله هو الذي يمكن من النصر، وأداة النصر الرئيسية هي المقاومة ضد قوات الاحتلال والمستعمرين المستوطنين، إلى أن نرغمهم إلى الجلاء عن أرضنا ونفتح على حق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة والدولة المستقلة.
س2: كيف تنظرون إلى زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المنطقة ؟ وهل هي تساعد في إقامة دولة فلسطينية في ظل تعثر المفاوضات بين أبو مازن وأولمرت، مع أن أولمرت يواجه الآن دعاوى وقضايا فساد ورشاوى ؟
نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نقول أيضاً أن السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط سياسة منحازة انحيازاً أعمى لحكومات "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، ولذلك كل الوعود الأمريكية التي قطعت لرئاسة السلطة الفلسطينية أو لغيرها تبددت واتضح أنها وعود رملية متحركة لا تستطيع أن تلبي شيئاً من حقوق شعبنا.
بوش وعد عام 2003 بما سماه "برؤية بوش" دولة فلسطينية مستقلة بدءاً من حدود حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس المحتلة، وإيجاد حل لمشكلة اللاجئين، وقال أنه في حزيران/ يونيو 2005 سيكون هذا الوعد قد نفذ والتزم بهذا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بخطابه المعروف، ومع ذلك والآن نحن في العام 2008 لا زال كل شيء يدور في المربع الصفر، وأعلم علم اليقين أن المفاوضات الجارية بين عباس ـ أولمرت وبين ليفني وأحمد قريع/ أبو العلاء كلها تدور في المربع الصفر، لا أفق لها وآخرها جولة رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة التحضيرية لزيارة بوش، وهو قادم للاحتفال مع "إسرائيل" في الذكرى الستينية لقيام "دولة إسرائيل" على 77% من أرض فلسطين التاريخية، متجاوزة هذه الدولة كل قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة. وفي سياق هذه الاحتفالية مع دولة "إسرائيل" بوش سيلتقي في شرم الشيخ كما يقال لقاء يضم (أولمرت ـ عباس ـ الملك عبد الله بن الحسين ـ المصريين الدولة المضيفة وربما آخرين ...).
نحن نقول كل هذا يدور بالفراغ، ولذا ليس أمامنا مرة أخرى إلا أن نعود إلى عناصر القوة الفلسطينية والعربية والمسلمة، والرأي العام العالمي، ومن جديد علينا ضرورة إنهاء الانقسام اليوم قبل الغد، وضرورة إعادة بناء الوحدة الوطنية بالآليات الواردة في وثيقة الوفاق الوطني، والتي تدعو بوضوح إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من جميع الذين وقعوا على وثيقة الوفاق الوطني، تدعو إلى انتخابات تشريعية ورئاسية تقوم على التمثيل النسبي الكامل نتفق على توقيتها الزمني، تدعو إلى إعادة بناء عمل مؤسسات المجتمع المدني (نقابات، اتحادات ...) على أساس التمثيل النسبي الكامل، ورابعاً إعادة بناء مؤسسات م. ت. ف. بانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد داخل الأرض المحتلة، وفي أقطار اللجوء والشتات على أساس التمثيل النسبي الكامل. وخامساً تشكيل جبهة مقاومة فلسطينية متحدة بقيادة ومرجعية سياسية وعسكرية فلسطينية موحدة من جميع القوى التي انخرطت بجبهة المقاومة المتحدة ضد المحتلين والمستوطنين، هذا هو الطريق للوصول إلى حقوقنا وليس بناء الأوهام على الإدارة الأمريكية، وأذكر العالم كله أن قيادات فلسطينية وعربية اعتمدت قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا على ما كان يسمى في ذلك الوقت من الأنظمة العربية ببريطانيا "الحليفة" التي كانت مستعمرة لفلسطين التاريخية، أو كما يسمونها "فلسطين الانتدابية" من بحرها إلى نهرها، واعتمدوا على "الحليفة" بريطانيا ماذا كان الحصاد ؟! ... كان الحصاد إقامة دولة "إسرائيل" على 77% من الأرض الفلسطينية التاريخية، وما تبقى من هذه الأرض جرى تقاسمه بين الإسرائيليين والدولة العربية المجاورة. ومنذ العام 48 نسينا كل العالم وكل الدول العربية، واستعدنا حضورنا على خارطة فلسطين وعلى صدر المجتمع الإسرائيلي، وعلى خارطة العالم بالثورة المعاصرة التي جاءت رداً على هزيمة حزيران/ يونيو 1967، وانتزعنا هذا في العام 74 من القرن الماضي بحقوق شعبنا بتقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، والصراع يدور منذ العام 74 حتى يوم الناس هذا على مضمون هذه الحقوق التي صدرت بها قرارات شرعية دولية كاملة.

حواتمة في حوار مع قناة "العالم" الفضائية

حاوره: محمد خضر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن