الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الإعلام في الانتخابات القادمة

سلام خماط

2008 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا يستطيع الانسان عالم السلام والمحبة إلا إذا وضق الطاقة الكامنة في العقل من خلال الإبداع والابتكار والموهبة القادرة على إيجاد قيم الخير كي تقف ندا وخصما قويا لقوى الشر والظلام ، وبدون هذه الوقفة فان الطغيان ومصادرة الحريات العامة ستكون عاملا قد يفضي إلى خراب مستمر وهزيمة نكراء لكل قيم العدل والسلامة ، من هنا تبرز أهمية الاهتمام بشريحة المثقفين التي تتشكل من الأدباء والكتاب والفنانين والتربويين ، أما الإعلام فهو وسيلة التعبير عن هذه الشريحة وكونه كذلك جزءا حيويا منها .

إن حرية الإعلام تعني نشر نتاجات المبدعين وتشجع الآخرين على الإبداع كما وانه ( الإعلام ) يعتبر من اهم منابع الثقافة التي تسهل من عملية المعرفة والاستفادة منها لذا فأن الإعلام له دور مهم وكبير في حماية النظام الديمقراطي الجديد ويعمل على تعزيز قيمه من اجل الارتقاء بالمصالح العليا للبلاد وفي إبراز الهوية الثقافية وإعطائها الشكر الواضح والمحدد ، ولم يقتصر هذا الأمر على دور السلطة الرابعة بل يكون من أولويات عمل منظمات المجتمع المدني كذلك التي يجب إن يكون لها دور في بعث روح التعايش السلمي بين أبناء الوطن اوالبلد الواحد من خلال استثمار كل الطاقات والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي يقوم على أساس القبول والاعتراف بالأخر ، وهذا الشرط هو وحده القادر ان يوفر لأي مجتمع ركائز قوية لبناء ديمقراطية حقيقة ، تحقق العدالة والمساواة وتلبي لبناء الشعب المظلوم طموحاتهم وأمانيهم وحقوقهم التي حرموا منها بسبب تعاقب الأنظمة الاستبدادية التي اذاقته الويلات وحرمته من ابسط حقوق الإنسانية في التعليم والصحة والعيش الكريم .

لذا يتطلع كل العراقيين الى ديمقراطية تجعلهم يساهمون الساسة العامة للدولة ، فلا توجد ديمقراطية بالمفهوم الحديث بعيدا عن الإعلام الحر والمستقل وبعيدا كذلك عن منظمات المجتمع المدني ، فلا يمكن للديمقراطية ان تتحقق اذا لم تكن ساحة مفتوحة لأبناء الشعب بكافة أطيافه لتحقيق المصلحة العليا للبلاد وان هذا الطيف يجب ان ينظر الى ابعد من مجرد مصالح الفئوية ويجب ان يمتلكون حصرا حقيقيا للحفاظ على هذة المصلحة ، وان يكون إيمان الناس بالنظام الديمقراطي يعتمد على معايير موضوعية دقيقة للاختيار الانتخابي الصحيح ، وعلى الجميع ان يتجاوزا الإخفاقات وعوامل الضعف التي مرت بها العملية الانتخابية في ضوء الممارسات السلبية للحملات السابقة وذلك بالاعتماد على العنصر البشري النزيه والمحايد والاستفادة كذلك من تجارب الشعوب في هذا المضمار مع الاحتفاظ بالخصوصية العراقية وتنوعاتها .

ان تجارب الديمقراطية والانتخابية بشكل خاص تختلف في خصائصها حسب طبيعة البلدان ومدى الوعي الثقافي لها ، ففي العراق بعد سقوط الدكتاتور كان للعامل القومي والطائفي دور مهم في الترشيح حتى ان البعض حسب بعض رؤساء الأحزاب العلمانية على طائفة معينة ونضرب مثلا على ذلك عندما حسبوا حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي على الطائفة الشيعية عندما سئل في مقالبه تلفزيونية فقد تخلص الرجل من الإحراج وبطريقة ذكية عندما أجابهم : ان الهوية الشيعية بالنسبة لي هي هوية من مجموعة هويات اعتز بها فأنا عربي وعراقي وشيوعي وشيعي ، من هنا نستنتج ان العراق لم يشهد أي شكل من الإشكال الديمقراطية عبر تأريخه لكن الذي حصل سابقا في ضل الحكم الشمولي ما هو الا عبارة عن ممارسة شكلية زائفة ، لذا لا يمكن ان تعتبر الانتخابات السابقة في زمن الدكتاتور تجربة يمكن الاستفادة منها .

اذن لابد من التركيز على الناخب باعتباره طرفا فاعلا في العملية الانتخابية ويجب ان يكون على علم بمجريات هذه العملية ، وهذه المهمة تقع على وسائل الإعلام الوطنية المستقلة وتقع عليها كذلك مسؤولية حث الناخبين على الذهاب الى صناديق الانتخاب لاختيار ممثليهم ,ان تعريف المواطنين بالمرشحين يعتبر من أهم عوامل نجاح الانتخابات لذا يجب التعريف بسيرة حياة الرشح ومدى نزاهته وكفائتة ومستواه الثقافي والعلمي والتركيز على نقاط الضعف والقوة ونشرها عبر وسائل الإعلام والابتعاد عن الطائفية والمحاصصات المقيتة كي نحافظ على هذه التجربة الناشئة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة