الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء من الواقع 2

سعيد نعمه

2008 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي وشعب العراق يعيش حالة مأساوية قل نضيرها في العالم و معاناة تفوق الخيال البشري و سجن كبير , حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية و فرض الحصار الجائر و عقوبات اقتصادية ظالمة من قبل مجلس الامن , كان ضحيتها الجماهير العراقية وخصوصا الأطفال والنساء . فرض الحكومة إجراءات معقدة و رسوم باهضة على جوازات السفر مما إعاقة عملية السفر إلى خارج البلاد وهذا بحد ذاته انتهاك لحقوق الإنسان لأنه تقييد للحريات . لكن ما نعيشه اليوم من انفلات امني وسيطرة ميليشيا الأحزاب و نقص الخدمات و مفردات البطاقة التموينية والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وفقدان الوقود و زيادة أسعاره إلى 1000 بالمائة. تحويل مناطق وإحياء بغداد إلى سجون بواسطة الجدران الكونكريتية التي فصلت الحي الواحد إلى مناطق حيث منع التنقل بينها بحجة فرض القانون وبسط الأمن . السؤال هل أن الأمن يستقر بالسجن الجماعي من خلال هذه الكتل ؟ أم أن يبحث المختصون عن أسبابه ومعالجتها لو أنفقت هذه المبالغ التي تم إنفاقها على هذه الكتل الكونكريتية على إنشاء مجمعات سكنية أو مشاريع عمرانية كم وحدة سكنية ستشيد وكم مشروع سينفذ وكم عدد العمال الذي سيعملون وكم سنمتص من البطالة أليس البطالة سبب مهم من أسباب عدم استقرار الأمن وسبب من أسباب الفوضى ؟ كم طن حديد وكم طن سمنت وكم متر مكعب من الحصى والرمل دخلت في تصنيع هذه الكتل ؟ كم مليار دولار كلفت ؟ أكيد أنها تساوي ميزانية دولة . أرى إن هذه الكتل الكونكريتية وضعت لعدة أسباب أهمها تقييد حرية الفرد وسلب إرادته و إضافة معاناة جديدة لتثقل كاهله لكي ينشغل عن الاحتلال ومشاريعه . السبب الثاني هو هدر بالمال العام تحت هذه الذريعة و إتاحة فرصة اكبر للفساد المالي والإداري المتفشي بالعراق و سحب اكبر قدر ممكن من أموال الدول المانحة بحجة أعمار العراق هل هذه الكتل وهذا الجدار هو أعمار العراق أم انه تعجيز للميزانية , غلق الشوارع العامة والطرق بواسطة هذه الكتل لعرقلة السير ووضعها أمام كل دائرة وحزب ألا يعتبر خرقا صارخا لحقوق الإنسان لان الشارع هو ملك عام ولا يجوز التجاوز عليه كيف الحال وانك تجد معظم الطرق العامة و الشوارع الرئيسية مغلقة تحت هذه الذريعة أو تلك وشمل هذا حتى الطريق السريع سوى كان في بغداد أو خارجها بل استخدم الطريق السريع المودي إلى البصرة مطار لقوات الاحتلال . أين هو الاستقلال الذي تتبجح به الحكومة ؟ أين هي منظمة حقوق الإنسان والأمم المتحدة ولدينا ماشالله وزارة لحقوق الإنسان ؟ لو كان هذا يحدث في الولايات المتحدة ماذا سيفعل الشعب الأمريكي ؟ أنها عملية مدروسة لإذلال شعب العراق ولكن هيهات أن يذل هذا الشعب والسبب الثالث هو إشغال المجتمع الدولي عن الجدار العازل التي تنفذه إسرائيل بفلسطين أو هو نقل التجربة بين العراق وفلسطين لان البلديين أصبحتا حقول تجارب لأمريكا وإسرائيل إن هذه المشاريع الاستعمارية واضحة ولكن ما هو دور مجلس النواب المنتخب والحكومة المستقلة هل تستطيع إن ترفع هذه الجداران وفك الحصار عن سكنة مناطق بغداد وهل بإمكانها فتح الطريع السريع الذي يربط بغداد والبصرة عند ناحية الشوملي هنا يبين استقلال الحكومة إذا كانت مثلما تعزم أنها مستقلة . وهل أنها تستطيع إخراج السفارة الأمريكية من القصر الجمهوري العراقي ؟ الذي تسيطر عليه منذ الاحتلال ولحد الآن ومن المعروف إن التعامل الدبلوماسي يكون بالمثل هل إن السفارة العراقية في واشنطن في البيت الأبيض كل هذه أسئلة نضعها على الطاولة عسى إن نجد من يستطيع الإجابة عليها من الأحزاب والكيانات السياسية , التي تعمل لمصلحتها تحت هذه الذريعة أو تلك ملفات الفساد الإداري الساخنة لدى هيئة النزاهة أين وصلت وهل استطاعت هذه الهيئة من الحد من ظاهره الفساد ؟ هل اتخذت الإجراءات القانونية بحق المفسدين وكيف لو كان المفسدين هم من الهيئة ؟ إن الواقع الذي نعيشه في العراق مرير ومأساوي للغاية لان هناك تدخلات من قبل السفارة الأمريكية ومن احزاب الحكومة خصوصا تلك التي تملك مليشيات أما الانفلات الأمني والقتل والاختطاف والبطالة و تدني الخدمات هذه الحالات لم يكن لها مثيل بالعالم إذن لن يتغير هذا الواقع إلا بظهور كيان علماني ديمقراطي يعامل البشر على أساس الهوية الإنسانية وينبذ العنف والطائفية و يتعامل وفق مبادئ الإعلان الدولي لحقوق الإنسان إما حرية الأديان فهي مكفولة للجميع وهذه حرية شخصية يجب إن تحترم وترعى لذا فان المسؤولية الآن على عاتق الشعب عليه أن لا يصدق أكاذيب هؤلاء اللذين لم تهمهم مصالح الجماهير تلك الجماهير التي ثقت بهم ومنحتهم هذه الثقة مثلما يزعمون رغم علمي بان الجماهير ترفض مثل هؤلاء الناس اللذين يصطادون بالماء العكر واللذين لا يخدمون إلا مصالحهم ومصالح أسيادهم وهذا ما أوضحته سنوات ما بعد الاحتلال .إذن علينا كعمال وكادحين ومضطهدين مسؤولية تاريخية وإنسانية لتوحيد وتنظيم أنفسنا لكي نطرد هؤلاء الجهلة والمتخلفين والمستغلين المتسلطين على رقاب الجماهير وجلادي الشعوب من بين صفوفنا . بالوحدة والتنظيم نستطيع تحقيق الدولة الاشتراكية والحكومة العمالية التي هي الطريق لانقاذ المجتمع من هذا السيناريو المظلم والاسود و هذه الحالة الماساوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-


.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية




.. مبادرة مشروع الخيام التعليمية في منطقة دير البلح وسط القطاع


.. ترمب بين القضاء والسباق الانتخابي




.. من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف