الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستون عامآ على النكبة

حسين عوض

2008 / 5 / 14
القضية الفلسطينية


بدأ الفلسطينيون في كل انحاء العالم التحضير لإحياء الذكرى الستين للنكبة لما لها من اهمية وخصوصية هذا العام. إن نضال الأباء والأبناء يتواصل جيلآ بعد جيل ويستمر عطائهم من أجل فلسطين, وقد حفظوا الأمانة ووصية الأجداد ولم ينسوا ديارهم واملاكهم التي طردوا منها بالقوة وحرموا من خيراتها على امتداد ستة عقود, ويزداد يومآ بعد يوم العمل المتواصل من اجل حق العودة, وقد تم تشكيل المنظمات واللجان وعقدت اللقاءات والمؤتمرات بعد اتفاقيات اوسلو للحفاظ على حق العودة والتمسك به كمبدأ وخيار لابديل عنه, ويزداد ايماننا بالعودة إلى فلسطين يومآ بعد يوم عندما انخرط الآلاف من الشباب الفلسطيني الذين ولدوا في بلاد اللجوء والمهجر باللجان والمنظمات التي تعمل بلا كلل من أجل حق العودة ورفعوا شعار( لابديل عن العودة ) وقد ابرزت هذه المنظمات في الامريكيتين وفي اوروبا الغربية والشرقية وفي الدول العربية وكل دول العالم ان جوهر القضية الفلسطينية هو حق العودة ولا استقرار ولا سلام في المنطقة إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها بالقوة .
لقد طرد من ارض فلسطين التاريخية اكثر من 750 الف فلسطيني عام 1948 من بيوتهم ومزارعهم, وتركو ممتلكاتهم ولجأوا إلى دول الجوار على امل العودة بعد أن يتم طرد العصابات الصهيونية من قبل (جيش الانقاذ العربي), ولكن هيهات... لقد وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين ال(750 الف) إلى اكثر من ستة ملايين فلسطيني موزعين على دول اللجوء والشتات والمهجر.
لقد ارتكبت العصابات الصهيونية( الهاغانا وارغون وشتيرن) ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني , ومن ابرز هذه المجازر ماجرى في دير ياسين في 9 نيسان 1948 حيث تم قتل 250 من الأطفال والنساء والشيوخ بقيادة الأرهابي الصهيوني مناحيم بيغن, وقد أسست هذه المجازر لنكبة الشعب الفلسطيني وقيام ما يسمى دولة (اسرائيل). حصلت النكبة والعالم يشهد أبشع جريمة في القرن العشرين من خلال طرد شعب يملك الأرض إلى مجموعات بشرية لاتملك الأرض جاءت من اصقاع العالم مدعمة من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لتقيم لها دولة على حساب الفلسطينيين.
إن الشعب الفلسطيني يعاني الكثير من سياسة الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية متمثلآ بسياسات الاضطهاد والتمييز العنصري بالنسبة لفلسطينيي1948 والقمع والحصار الذي يمارس على شعبنا في الضفة الغربية والقطاع مضافآ إلى ذلك القتل والتدمير والاعتقال, وبشكل خاص مايعانيه اهلنا في قطاع غزة من الحصار وقلة المواد التموينية والمحروقات والكهرباء والأدوية ضمن السجن الكبير , كما أن شعبنا يعاني من سياسة جدار الفصل العنصري الذي مزق اوصال الوطن واصبحت بعض القرىأشبه بالكانتونات, وقد ضمت إسرائيل أكثر من 10% من اراضي الضفة الغربية من خلال جدار الفصل هي من اغنى واخصب اراضي الضفة الغربية في المياه كما تم تهجير 1400اسرة فلسطينية, وقد اقامت إسرائيل العديد من المستوطنات التي طوقت القدس الشرقية بالإضافة إلى التهديدات المستمرة لهدم المسجد الأقصى.
إن سياسة إسرائيل الرافضة لقيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع هو دليل واضح لالبس فيه على الرفض الإسرائيلي على امتداد 15 عامآ من اتفاقيات اوسلو مدعمآ رفضها بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية, وبرز من جديد شعار الدولة اليهودية التي ايدتها الادارة الأمريكية في مؤتمر انابولس ويعني ذلك أن ارض فلسطين التاريخية هي دولة يهودية وهذا ما يفتح الأبواب مجددآ امام نكبة جديدة للفلسطينيين, ولكن النضال الفلسطيني المستمر منذ مئه عام لن يمكنهم من تحقيق اهدافهم فالشعب الفلسطيني سيستمر في مواصلة نضالاته حتى دحر وطرد الاحتلال من ارض فلسطين, فالصليبيون احتلو فلسطين اكثر من مئة وخمسين عامآ ولكنهم هزموا ورحلوا إلى الأبد.
إن الوضع الفلسطيني الراهن المتمثل في الانقسام ينعكس سلبيآ على مجمل القضية الفلسطينية بكافة ابعادها ونتيجة هذا الانقسام نحصد الفشل كلما بدأت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ونعود إلى نقطة البدء علمآ أن المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل بدأت واستمرت على مواقف تفتقد القوة في الكثير من جولات التفاوض التي جرت لأن القيادات الفلسطينية المتعاقبة اضعفت الأنتفاضة الأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 من خلال قناعة هذه القيادات بأن المفاوضات هي الحل الوحيد لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وسبب ذلك الأرضية الهشة التي أسستها اتفاقات اوسلو, وقد تبين على مدار 15 عام الماضية أن المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين كانت تحركها اسرائيل وتتحكم بها متى تشاء للبحث عن مخارج لازماتها الداخلية, ومن يعتقد إن اسرائيل تريد السلام مع الفلسطينيين فهو يعيش في عالم آخر.
لابد من أن نتحدث عن وقائع وحقائق حول (إسرائيل) لقد ازدادت حركة الهجرة المعاكسة في السنوات الأخيرة وهذا مؤشر عجز وفشل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من جلب اليهود إلى فلسطين والسبب يكمن حول فقدان الأمن والاستقرار الذي فرضته انتفاضة الأقصى عام 2000, هزيمة الجيش الإسرائيلي في تموز 2006 في جنوب لبنان بالرغم من امتلاكه لأحدث الأسلحة التدميرية في العالم وأدت هذه الهزيمة إلى تراجع معنويات الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى الخوف والرعب الذي اصاب الإسرائيليين في المدن التي قصفها حزب الله.
إن بعض المحللين السياسيين في اسرائيل يتناولون ظاهرة الفساد والرشاوي واستغلال السلطة لتحقيق ثروات شخصية, وبرزت هذه الرشاوي لدى كل من رئيس الوزراء السابق شارون ومؤخرآ حصول أولمرت على اموال من خارج اسرائيل من رجل الأعمال اليهودي الأمريكي وهذا مؤشر له انعكاساته السلبية على الحكومة الإسرائيلية.
في الذكرى الستين للنكبة على القيادات الفلسطينية أن تأخذ دورها في انهاء حالة الانقسام الحاصل بين(فتح وحماس) واستعادة الوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لاستمرار النضال بكافة اشكاله من أجل استعادة الحقوق الوطنية وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها بالقوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان