الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قارئة الفنجان

وعد العسكري

2008 / 5 / 14
الادب والفن


كانت في الحادية والسبعون من عمرها متهدل فيها كل شيء حتى أن عينيها تهدلت ووصلت إلى أنفها .. لطالما كنت لا أطيق كذبها المفتعل .. كما كنت أتلذذ بالاستماع إلى حكاياتها وقصصها حينما تقص علي مستقبلي المبهم والمجهول في كثير من الأحيان !
أعجبت بفلسفتها اللامنتمية وبعباراتها الشعبية .. تذمرت كثيراً من عبارات حفظتها على قلبي في كل مرة تقرأ لي الفنجان فيها ..إذا كانت جميعها مستهلكة وقديمة جدا (احذر فأن لك أعداء .. احذر من امرأة بيضاء طويلة ورشيقة .. حذاري من المرأة السمراء التي في وجهها علامة !!) و (أمامك طريق) سبحانك ربي في كل مرة يظهر هذا الطريق .. لديك رزق كثير .. وفي النهاية أصل لحد الإفلاس .. لكن وفي ذات يوم مترب جدا كانت مارة بالقرب من بيتنا فطرقت الباب وجلست وعدتها معها (القهوة الرملية) ثم نادت عليّ وعد أقبل لأقرأ لك طالعك وحظك ..! رفضت أول الأمر لكن قلت ليس هناك خسارة في الموضوع سوى خسارة في الوقت وإن اعتبرتها خسارة فالوقت لا يتجاوز النصف ساعة تقريبا .. شربت القهوة ثم قالت لي أقلب فنجانك وصحن الفنجان فوقه أقلبه عليك ليصبح الفنجان بشكل مقلوب .. وبدوري قلبت الفنجان وبعد وقت قليل قالت لي هاته لأرى مافيه .. مددت يدي لأناولها الفنجان وقلبي ينبض في أسرع دقاته تارة من الخوف من المجهول وأخرى من سيء الحظ الذي سيظهر لي .. تأخرت قليلا في الكلام وهي تتمعن بفنجاني جيدا ثم قالت لي أشياء غريبة عجيبة لا يعقلها العاقل ولا يكذبها المجنون !! وإذا بها تصل لبيت القصيد .. فقالت كل ما كان في قلبي وذهني وعقلي وروحي والذي لايعلمه سوى ربي .. قالت أنك ستتعلق بحب فتاة من غير ملتنا (تقصد من غير ديننا) وأنك ستخسر الكثير والكثير بسبب هذا الحب .. وفعلا حدث لي ماقالت العرافة ثم أسهبت بالكلام الكثير .. لكن صدقوني أنا مؤمن بقول الرسول (ص) "كذب المنجمون وإن صدقوا" لكنها صدقت معي 99.9% وكلما يمر بي موقف مع الحبيبة أتذكر كل كلمة قالتها لي بعد أن يمر الموقف بأيام وها أنا اليوم أبحث عن عرافة جديدة فكنت قبل فراقنا (أنا وحبيبتي) لا أهتم بالعرافات ولا أكاذيبهم لكني اليوم بت من أشد المحبين لهن وأتمنى أن أظفر بواحدة كعرافتي أو أحسن منها بكثير .. حتى أنني قد خصصت مبلغا من المال للعرافات اللائي يمنحنني السعادة الوهمية التي بت أشتهيها بسب مرارة الحياة العاطفية السيئة التي أعيشها والتي تأثر على حياتي العامة والخاصة .. فأتذكر ومن خلال تجربتي في الحب والتي تجاوزت الخمس أو الست حبيبات خلال العشرة أعوام الماضية والتي في كل مرة يتقيؤني الحب فيها أشد تقيأ وكأني لست أهلا له ..
في خطوط البن شدنا قصورنا
في عالم الوهم نبنيها خيالا
جادت علينا بالوهم عرافة
صدقت والصدق فيه محالا
تذكرنا في تصديقهم قول نبينا
كذبوا وأن صدقوا قيلا وقالا
أمست جباهنا بالبحث نازفة
عن عرافة حلت بنا إحلالا
نصحنا بالبعد عنهم نصيحة
أقبلنا لأبوابهم إطراقاً وإقبالا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة