الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط نجاح المصالحة الوطنية

سلام خماط

2008 / 5 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان سياسة المتاجرة بالدين التي تقوم بها بعض الإطراف والتيارات وبالتعاون مع مؤسسات وشخصيات ودول جوار ,قد خلقت أوضاعا ساهمت في تمزيق النسيج الوطني وخلقت أزمات ساهمت في تأييد حالة التخلف التي شملت قطاعات كبيرة منها فكرية واجتماعية واقتصادية لذا جاءت هذه التصرفات منسجمة مع المخطط الاستعماري الأمريكي ,هذا المخطط الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة من اجل إضعاف وطمس الهوية الوطنية وإرساء قواعد الفرقة والتمزق داخل المجتمع العراقي ,فنجد إن العلاقة غالبا ما تتحول إلى نوع من الوفاق يستخدم فيه الإسلام ستارا لتنفيذ مخططاتها,لذا يجب فضح الدور التخريبي الذي تلعبه هذه الأطراف باسم الدين,فيصبح لزاما علينا اليوم إن نبحث عن منهج بديل في قراءتنا للتاريخ والتراث الإسلامي لشكل خاص ,منهج يعتمد على البحث العلمي يجعلنا نتحدث مع المتلقي بموضوعية لا تحمل أي دليل على التعصب ,وهذا المنهج الجديد يحتاج إلى متابعه لاية ظاهرة من ظواهر التاريخ الإسلامي ,إلا أن المشكلة تكمن في ان التيار السائد في محيطنا الثقافي لا يمتلك الشجاعة الكافية لاختيار هذا المنهج .
فعندما تصل هذه الظواهر إلى منحى خطير ومتصاعد في مجتمع يريد إن يتقدم إلى أمام فان سكوت المثقفين سيكون سكوتا باطلا,وتسترا على الحقيقة,هذه الحقيقة التي تتجاوز الرغبة في احترام عقائد الآخرين ,لأنها الشاهد الوحيد على مدى الانحطاط الفكري الذي انحدرت إليه الأطراف المتصارعة باسم الدين ,هذه الممارسات التي جعلت من الدين حجر عثرة في طريق النهوض والتقدم,وتتضح سلبيات هذه الظاهرة أكثر عندما تقوم بعض الأنظمة الرجعية برعايتها ,وبالتعاون بين الأطراف مجتمعة يتم إقامة المؤسسات وتنفيذ المشاريع على حساب الأهداف الملحة التي تطرحها الحياة بلا توقف ,هذا التحالف الوثيق بين هذه المؤسسات وبقايا التخلف نرى انهم يقفون في جبهة واحدة مشتركة على الرغم من تباين الشعارات المرفوعة لكل واحدة من هذه القوى وفي ظل المزايدات السياسية الرائجة هذه الأيام خاصة وان الانتخابات قد أصبحت على الأبواب ,ان الأطراف التي ذكرتها في بداية المقال إنما تتقاسم مسرح الصراع السياسي مما جعل من علاقتهم ببعضهم لا تقل عدائية عن علاقتهم بالمعارضين لهم ,ولهذا السبب كانت تمارس نشاطها بمعزل عن بعضها ,إلا أنها تلتقي عندما يكون الهدف واحد (تقاسم السلطة)لهذه الأسباب ولغيرها أطلق السيد نوري المالكي رئيس الوزراء الدعوة للمصالحة الوطنية ,ولكي تنجح أي دعوة للمصالحة حسب اعتقادي فان هنالك شروط يجب تطبيقها قبل الشروع بهذه الدعوة, فالشرط الاول:يجب ان تكون الخلافات مما يمكن تذويبها أو على الأقل تأجيلها ,وتهيئة الجو المناسب للبحث عن نقاط الالتقاء ,لان هذه الخلافات قد تكون من الحدة بحيث يتعذر حلها وبتعذر معها عدم تحقيق أي شكل من أشكال المصالحة لبن الفئات السياسية المتنافرة ,والشرط الثاني هو وجود قيادات ناضجة تمتلك من مستلزمات العمل السياسي ما يؤهلها لانجاز هذه المصالحة ,إلا إننا نرى إن الخلافات بين الذين يحضرون هذه المؤتمرات تبلغ حدا يجعل من المصالحة امرأ عسيرا إن لم يكن مستحيلا ,والسبب في ذلك ان بعض قيادات هذه الوفود يغلب عليها التعصب وضيق الأفق, الأمر الذي ليس فقط أدى إلى ضعف إمكانات التقارب وإنما كان أيضا احد العوامل الرئيسية في الانشطارات المتلاحقة داخل الكتلة الواحدة والتي أدت أخيرا إلى تحويل هذه الكتلة الى مجموعات صغيرة متناحرة يخطأ بعضها البعض ,من هنا استطيع القول :اذا كان الخلاف مقصورا على اسلوب العمل أو اسلوب الوصول الى الهدف ,وما دام الهدف واحد فلا معنى للصراع المسلح لمجرد الاختلاف على الوسيلة ,يقول الإمام علي (ع):(ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طاب الباطل فأدركه).
لذا يجب إن تكون الدعوة قائمة للمصالحة الوطنية عسى ان تتحقق شروط نجاحها ,بل وما دام هنالك طرف ثالث يعمل من اجل هدف معاد لهم جميعا وهذا الطرف يشمل كل أعداء العملية الديمقراطية في العراق الجديد من صداميين وتكفيريين ودول جوار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى