الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية

وجيه أبو ظريفة

2008 / 5 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


مؤلم ما يحدث في العاصمة اللبنانية بيروت علي الرغم من عدم غرابته, فالذي حدث من اجتياح عسكري من قوات حزب الله وحركة أمل لبيروت هو النتيجة المتوقعة مع أنها غير الطبيعية لتطور الأحداث في لبنان, فمنذ الرابع عشر من شباط 2005 عندما اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وربما منذ أن صدر قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الذي نص علي انسحاب القوات السورية من لبنان ونزع سلاح الميلشيات المسلحة ، فخرجت سوريا لتترك لبنان يواجه مصيره وليشق طريقة ربما ببطء نحو الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي ، وما تبع ذلك من حملة اغتيالات محمومة طالت رموز السلطة والقوي الوطنية اللبنانية ، وجاء التدخل الإسرائيلي في تموز 2006 بشن حرب علي لبنان عموما وحزب الله خصوصا الذي نجح في معركته العسكرية في منع إسرائيل من تحقيق كامل أهدافها، ولكن الحرب بينت طبيعة الخلاف القائم في لبنان والذي وصل إلي مرحلة استحالة الحل لتبدأ مرحلة الإحلال بديلا عن الحل حيث رغب حزب الله ومعه قوي المعارضة في استثمار ما حققه في المعركة العسكرية مع إسرائيل لتجني مكاسب إستراتيجية في الساحة الداخلية عبر المطالبة بالثلث الضامن في الحكومة اللبنانية أو الثلث المعطل وما تلا ذلك من اعتصامات ومظاهرات وتصعيد إعلامي وخطابي تخويني بشكل غريب لتصل الأمور إلي تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود ومعها تعطيل عمل مجلس النواب ورفض الحكومة واعتبارها غير شرعية بل وقد وصلت لدرجة اتهامها بالعمالة ووجوب إسقاطها علي الرغم من مشاركتهم فيها سابقا

إن ما يحدث في لبنان ألان هو تماما يشبه ما حدث في غزه في استخدام السلاح للسيطرة علي البلاد ومؤسسات الدولة ولكن الفرق أن من يقوم بالحسم العسكري في لبنان هو فريق الأقلية النيابية التي لم تسقط استقالة وزراءه الحكومة فلجا إلي القيام بتأسيس مؤسساته خارج إطار مؤسسات الدولة ليخلق دولة داخل الدولة اللبنانية بل ربما اقوي منها فالمال والسلاح موجود وتأييد أطراف إقليمية هامه مثل إيران وسوريا بل ربما غيرها أيضا وامتلاك شعار سلاح المقاومة ليغطي علي كل محاوله للدمج أو للملاحقة وشعارات مذهبية وطائفية وأحياننا دينية تحشد جماهير من حولها وغياب المشروع اللبناني الوطني في خضم البحر المتلاطم من المشاكل الداخلية والانتماءات الخارجية والصراعات الإقليمية علي ارض لبنان

إن ما جري ومهما كانت المبررات التي قد يسوقها حزب الله وحلفاءه لا يمكن أن تبرر اللجوء لاستخدام السلاح في حل الخلافات الداخلية إلا إذا كانت هذه التجربة هي امتدادا لتجربة حماس في السيطرة علي غزة بقوة السلاح وباستخدام نفس الأدوات وحتي الأسلوب وبالاستناد إلي نفس التحالفات الإقليمية مما يطرح سؤالا كبيرا عن مرجعية هذه الخطوات العسكرية والتي قد لا تكون نهاية المطاف في المنطقة فنظره علي ما يجري حولنا تظهر جليا أن الأمور تزداد سوءا في أكثر من بلد عربي وان اللجوء لأسلوب الحسم العسكري ونجاحه في غزه ولبنان قد يكون مبررا لاستخدامه في السودان أو اليمن اللتان تشهدان خلافات داخلية كبيره وحركات انفصالية قويه وربما أيضا في بلدان أكثر قربا لنا من اليمن والسودان والصومال وجزر القمر

أن المنطقة بكاملها علي شفا الهاوية وهذا ما يدعو إلي التفكير بعمق اكبر في أزمات المنطقة وفي الأزمات الداخلية لكل بلد علي حده في إطار الاستهداف الذي تتعرض له المنطقة فليس من قبيل ألصدفه ما يجري ،إلا إذا كان حسما لصراعات دولية يدفع ثمنها العرب أو تشكل مقدمه لصراعات دولية قادمة علي الأرض العربية وليس بعيدا وفقا ما قالته كونداليزا رايس في 2001 عندما انطلقت ما تسمي الحرب علي الإرهاب إن هذه المنطقة لن تبقي كما كانت وان تغييرات سياسية وجغرافية ستحدث لتغير وجه المنطقة وألان سواء بحسن نية أو غالبا بسوئها فما يجري على الأرض يمثل تنفيذا للرؤية الأمريكية تحت عنوان مواجهة المشروع الأمريكي
فهل يدرك أصحاب الو لاءات الخارجية أن الجميع يتخلص من ألدمي بعد انتهاء زمن اللعب؟

وجيه أبو ظريفة
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
المختص في الشؤون الإسرائيلية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟