الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صافية مثل قلب صافيناز كاظم

زهير كاظم عبود

2008 / 5 / 14
سيرة ذاتية


يمكن لسنوات الجمر التي عاشتها الكبيرة صافيناز كاظم في العراق ، ما جعلها تتعرف على وجع العراقيين ومعاناتهم وتكتوي بها معهم ، وما جعلها تغور في تفاصيل حياتهم وأسرارهم التي اودعوها اليها ، فكانت نعم الأمين على تلك الأسرار والحكايا والأسماء .
خلال عملها في العراق عرفت صافيناز قضية حقوق القوميات ، ومعاناة أهل الديانات الأخرى من العراقيين ، وعرفت كيف تختفي الأسماء وتغيب دون رجعة ، وعرفت ايضا الحق الذي بات متسترا ومختفيا حتى لاتخضعه السلطة الى سيفها وخناجرها المسمومة بالثاليوم ، والباطل الذي يشمخ ويتباهى في زمن القائد الضرورة .
وخلال عملها الأكاديمي في العراق تمكنت صافيناز أن تكتسب محبة واحترام وصداقة طالباتها وطلابها وزملائها في العمل ، كما كسبت ثقتهم ، وربما ليست هي الوحيدة التي تمكنت أن تنجح في مسيرتها الأكاديمية لينبت اسمها في ذاكرة جيل من العراقيين .
التفرد الذي يميز صافيناز كاظم لتلك ا لمواقف التي تدلل على صفاء الضمير و التمسك بالموقف مع الحق والحقيقة ، في زمن شحت فيه مواقف الرجال والنساء ، وضاعت فيه القيم واختلطت المقاييس وتداخلت المواقف ، وليس أكثر دلالة على ذلك الموقف من قضية حقوق شعب كردستان ، والدخول الى حيز الجرأة في طرح تلك الحقوق التي تعاني منها العقلية العربية المتخمة بالشوفينية والعداء للأخر ، والمتسلحة بالخناجر والأتهامات .
وإذا كان الشعب الكردي قد عانى معاناة إنسانية قاسية ، وقدم من التضحيات الجسام في سبيل تلك القضية ، نتيجة السياسة الشوفينية التي أتبعتها السلطات القمعية في البلدان التي تشظت أجزاء من كردستان في أراضيها فجزأت أوصالها وشتتت وحدتها وكلمتها ، وعمدت الى إنكار حقوق الكورد في الحياة ، ولكن بالرغم من كل هذا فقد كانت العلاقة الإنسانية بين الشعبين الكوردي والعربي وشيجة الترابط وقوية التماسك على الدوام ، وساهم العرب من أصحاب الضمائر الحية في نصرة الشعب الكردي والدفاع عن حقوقه المشروعة ، وإذ تصطف صافيناز كاظم في الموقف الإنساني مع هذه النخب التي تحملت ولم تزل تتحمل جراء تلك المواقف الإنسانية التي ستقفها وتساندها كل الضمائر الحية في المستقبل القريب العاجل ، بعد أن تتمكن من نزع ماعلق بها من ثقافة التطرف القومي والمتورمة بالأفكار الشوفينية والمتطرفة والحاقدة ، والتي ستكتشف فداحة العماء الشوفيني الذي يطلي الوجوه ويغطي بؤبؤ العين والحقيقة .
وإذ نتوجه للكبيرة صافيناز كاظم لتنظم مع تلك الأسماء العبقة التي شكلت التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ، نتوجه اليها لتزيدها زهوا وفخرا وتماسكا ، حيث يسعى التجمع العربي لتجنيد الطاقات العربية لنصرة حق شعب ، وللمساهمة في نصرة قضية الشعب الكردي في كل الأجزاء المتشظية ، واستنهاض همم المثقفين العرب في هذا المجال ، ونشر الوعي القانوني والدستوري والتأريخي في هذا المجال و نؤكد بنفس الوقت أن التجمع ليس حزباً ولاتجمعاً سياسياً أو تابعاً لأي طرف ، ويسعى الى التنسيق مع تطلعات ومواقف الشعب الكردي بما يحقق توثيق الروابط الإنسانية بين المثقفين العرب والكرد ، نجد إن هناك تطابقا في الموقف الصريح الملتزم في مناصرة الحقوق التي نتلمسها عند صافيناز كاظم .
أن شروط الانتساب والانتماء الى هذا التجمع ليس له غير شرط مراجعة كل إنسان لضميره، وقياس مدى تقبله لحق الآخر في الحياة والاختيار السياسي ، وأن ينسجم مع القواسم المشتركة في هذا المجال خدمة لقضايا الإنسان وترجمة هذه المواقف عملياً . أن التجمع عبارة عن توحد المثقفين العرب من مختلف الأعمار والجنسيات ومن أجيال متعددة من الراغبين بنصرة قضية الشعب الكوردي ، ويتمتع التجمع باستقلال سياسي ولاينتمي الى أي حزب ولا لأية سلطة ، ويتمتع بالمصداقية لأعتماده على أعضاءه ، ويعمل على الصعيد الشعبي للمساهمة في شحذ الوعي العربي ضد الفكر الشوفيني البغيض ، باعتباره سببا من أسباب الانحطاط الفكري والتراجع الحضاري الذي منيت به المنطقة ، وبما يخدم قضية التفاعل الحقيقي بين الشعبين العربي والكردي .

يسعى التجمع للمساهمة في التخلص من نتائج الفكر الشوفيني الشائع بين العرب والذي نشرته السلطات والثقافة البغيضة والهدامة لغرض بث الفرقة والاستهانة بالشعوب وغمط حقوقها الإنسانية ، ويسعى التجمع العربي لمناصرة القضية الكردية من خلال الإسهام الفعال في عرض الحقائق المغيبة التي فجعت بها الأمة الكردية وتحملتها بصبر وثبات كبيرين

كما يسعى التجمع الى إدانة و تجنب أساليب الحرب والقتال التي تسعى اليها الأفكار والسلطات الشوفينية والمتعصبة والمتطرفة قومياً وشجب أساليب الحروب والقتال ، وتأمين حياة مدنية وآمنة ضمن مجتمع مدني وديمقراطي وموحد يليق بالإنسان . أن الاعتراف بحق الآخر أضحت قاعدة أساسية للحياة الإنسانية في هذا العصر ، وبدون هذا الإقرار سيكون للحقوق تعابير تختلف عن حقيقتها ، لذا فأن التجمع يسعى الى مساهمة الأعضاء المنتسبين إليه بالمساهمة الثقافية والسياسية الفاعلة من أجل أبراز هذه الحقوق
صافية مواقفها مثل ضميرها ، فأعلنت بجرأة قل مثلها في زمن الدكتاتور الذي ملأ الدنيا رعبا وتشويشا للحقيقة وابتزازا وشراءا للذمم ، بقيت صافيناز تبحث عن وجوه طلابها المغيبين ، وتعرف قضية الحقوق عن ثقة ويقين ، لم تغرها كل الدعوات ولا طوابير الواقفين على أبواب السلطان ،ولا الحقائب المتخمة بالأسرار والنقد الأجنبي وصكوك النفط الملوثة ، بقيت متمسكة بموقف يمليه عليها ضميرها ، أن لابديل عن الحقيقة .
لم يبهرها إعلام صدام ولم يتمكن أن يشوش معرفتها أو يتمكن من تضييع الحقيقة ، وأمام أطنان من الشعارات والخطابات كانت ترفع إصبعها أمامهم فترتفع وتنظر لهم من فوقها تشير لهم بالاتهام وتفضحهم ، فكانت صوتا عربيا قويا عجزت سلطة صدام عن تطويعه مثلما تمكنت من تطويع غيره .
وإذ تتمتع الكاتبة والناقدة المصرية الكبيرة صافيناز كاظم باحترام وإجلال كبير في مختلف الأوساط الإسلامية والفكرية والثقافية والسياسية ليس في جمهورية مصر فقط بل على مستوى العرب ، و على المستوى الإنساني بشكل عام ، نظراً لثقافتها العالية وثباتها على التمسك بقضايا الحق ، وفكرها الإسلامي النير والمتطور غير الجامد ، وتمسكها بهويتها وجذورها المصرية الأصلية ، ونظرا لتلك المواقف المساندة لقضية حقوق القوميات .
تخرجت الناقدة الكبيرة " صافيناز كاظم " في كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة ، وعملت بالصحافة حتى لمع نجمها وذاع صيتها بالنظر لاكتسابها تلك الثقافة والفكر النير المتطور ، والقدرة على الاستحواذ على قلوب المستمعين أو القراء ، وحينما وجدت في نفسها حباً للفن العالمي سافرت إلى أمريكا عام 1960م ، وقد حصلت على الماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك ، و عادت لمصر عام 1966م بعد حصولها على شهادة الماجستير في المسرح .
وبعد تجربتها في العراق الذي وصلته في الشهر التاسع من العام 1975 ، تمكنت من انجاز كتاب شهير اسمه " يوميات بغداد " يعبر بصدق عن معاناتها أثناء وجودها بالعراق ، وعن معاناة المرأة العراقية تحت حكم صدام ، وهذا الكتاب أثار جدلا كبيراً في الأوساط الثقافية المصرية والعراقية ، كان مساهمة كبيرة في فضح الطاغية وسلطته وتمكنه من رقاب العراقيين ، ويمكن إن تشكل كتابات صافيناز كاظم من الكتابات العربية الجريئة التي ساهمت في فضح السلطان صدام مع زميلها الدكتور أحمد أبو مطر الذي أصدر كتابه الشهير (( فلسطينون في سجون صدام )) ، وهو عضو فاعل في الهيئة التأسيسية للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية .
وإذ تقاس المواقف الجريئة بمدى انحيازها للحق وقضايا المظلومين ، وإذ تقاس المواقف الإنسانية بالثبات في المطالبة بانزياح الباطل أينما كان وكيفما كان ، فأن ما سجلته الكبيرة صافيناز من مواقف تجاه قضية القوميات شكل لها هوية مكتوب فيها صافية مثل قلب صافيناز كاظم .
نتوجه لصافيناز كاظم بالدعوة لأن تنتسب لتجمع العربي لنصرة القضية الكردية ، والذي ازداد شرفا بانتساب المفكر الدكتور هاني فحص الى مجموعة قيادته اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف