الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختطاف -الأنوار- في ابن كرير؟!

أحمد الخمسي

2008 / 5 / 15
الصحافة والاعلام


لجريدة الأنوارالصادرة في تطوان حكاية مع وزيرالداخلية الأسبق في المغرب ادريس البصري، حكاية سنة 1996، ومن سوء الطالع أن سطوا على رمزيتها بالإسم وخط كتابته، جرى في منطقة السيد فؤاد علي الهمة، الرجل القوي في داخلية اليوم.....يسيئ له وللمنطقة العزيزة الرحامنة. ويخيف المغاربة من عودة تجربة الراحل ادريس البصري......؟؟؟

* * *

عبر الهاتف صباح الأحد أخبرني نجيب بحادث "السطو" على جريدة الأنوار في المناطق الجنوبية وفي وسط المغرب. ويوم الإثنين توصلت بنسخة من "الأنوار" الصادرة في "ابن كرير"، عن طريق ادريس الآتي للتو من زاكورة، اشترى النسخة من هناك وهو راجع من محاميد الغزلان. عندما أمسكت بالعدد الأول الصادر في أبريل الأخير، لم يتمكن أصحاب "الأنوار" في ابن كرير من تشكيل خط عنوان الجريدة سوى بالفوطوكوبي للشكل المعروفة به الأنوار الصادرة خلال الشهور الأخيرة من سنة 1996؟ إذ عجزوا عن إبداع خط عنوان يليق بمبدعي ابن كرير، ولو أن تطوان تشرفت بالعدوى الجميلة التي أصابت مناطق أخرى عندما برزت في مدن أخرى نوادي سينمائية وجمعيات متيمنات باسم الأنوار.

* * *

الأستاذ ادريس بن يحيى، مكناسي يشتغل بتطوان ويتابع دراسته بالسوربون. والأستاذ نجيب زغلول تطواني يشتغل بطنجة، وكلاهما كتب واشتغل بجريدة ألأنوار التي انقلبت على ادريس البصري سنة 1996.
يوم السبت الماضي، ساهمنا جميعا في تهيئة فيلم لفائدة الشباب، من أصل تلفزي كندي حول المغرب. بالاعتماد على الخبرة التقنية للطيف البكوري. ويوم الأثنين الموالي انطلقت ثانويتي القاضي عياض وجابر بن حيان وإعدادية الأندلس ( قبل ذلك)في أسابيع ثقافية ثقافية تكذب تقرير المجلس الأعلى للتعليم حول خمول التلاميذ والمؤسسة التعليمية العمومية من حيث مواردها البشرية.

شرفني الحاج باستدعائي للاندلس، وتكررت الدعوة في شكل تكليف بعرض حول "الإعلام والتربية"، في الثانوية التي تتلمذ فيها محمد العربي المساري وأمينة السوسي ومحمد بنعيسى وغيرهم من الأطر.....

وفي الدرس الافتتاحي للأسبوع الثقافي للقاضي عياض، اقتطفت للتلاميذ النجباء، يوسف الحايك ( ورفيقاته ورفاقه) من نصوص:
ـــ "حول التربية" لجون لوك (1693)
ـــ "حول حرية الصحافة" لدافيد هيوم (1752)
ـــ "أي صحافي لمغرب الغد" محمد العربي المساري (2003)

حول التربية ينطلق جون لوك من المعادلة الشهيرة المؤكدة "للعقل السليم في الجسم السليم"، ثم ينطلق من مقدمة تؤكد على ثلاث نقط: كون "التعلم في الصغر كالنقش على الحجر" وبالتالي يعتبر الأخطاء في ميدان التربية (المنزلية منها والمدرسية) من أخطر ما يعترض تبلور شخصية الفرد، بسبب استحالة نسيان ما ينتاب ذاكرة الطفولة من عوامل مؤلمة. ثم انتشار ظاهرة تشكي الكبار من العجز عن تربية الصغار. وأخيرا إفساد النشأ بسبب سوء تدبير التربية من طرف الكبار.

وحول الحرية كانت مناسبة لأكرر إعجابي بالوضوح السياسي الذي امتلكه دافيد هيوم منذ منتصف القرن الثامن عشر، في كون حرية الصحافة منذئذ، وفرت للانجليز مكيفا ورقيا تنشر فوقه مواقف المجتمع والدولة معا. مما جسد دائما وسيلة يتبخر فوقها غضب كل طرف ضد الثاني تبخرا ناعما. يستحيل بعده الغضب إلى دخان متصاعد في سماء الرأي العام. مما يؤثر على اتخاذ القرار عبر ممرات الاعتدال والمراجعة. وبعد تصبح استحالة الغضب إلى حرب أمرا مؤكدا. فتساعد حرية الصحافة في أنجلترا على تجديد التوافقات عبر تكييف قرارات وسياسات الدولة باتخاذ مواقف المجتمع بعين الاعتبار. والعكس أيضا.

وبصدد تصور محمد العربي المساري لصحافي المغرب اليوم وغدا. كان الهدف هو الربط بين تلميذ سابق في نفس المؤسسة، بفضل التربية الجيدة أولا. ثم عبر الفهم الديناميكي للتعلم الذي لا ينتهي للصحفي، والذي لا يتوفر عبر الدبلوم سوى على رخصة السياقة، بينما تبقى المتاعب أثناء السياقة نفسها حيث لا تنفع الرخصة ولا تعوض مثقال ذرة عن ضرورة الانتباه أثناء السياقة.

وكوننا في عصر الثورة التكنولوجية التي لا تتوقف، فالتحدي أمام ذوي الطموح لا يتوقف ابدا مثل سائق الدراجة الذي بمجرد ما يتوقف يسقط.

لم أنس التوقف عند مراوحة مبيعات الصحافة في بلدنا، عبر التساؤل عن مختلف الأسباب؟ سواء تلك التي تضع سيف ديموقليس على رقاب الصحفيين والتي تبتز حرية عملهم مقابل مصير رزق العيش واستقرار المهنة. وهو ما يؤكد جهل المسؤولين المدعين لليبرالية وأفكارها لما كتبه أحد كبار الليبراليين حول ضرورة ترسيخ الحرية أمام العمل الصحافي.
وهنا، لا بد من اعتبار النقد الصحفي دواء مرا يبلعه الجسد الديمقراطي لتقوية المناعة الذاتية ضد كل أمراض التسلط.
مما يتطلب من الوزراء والقوى التقنوقراطية والحزبية الاجتهاد عن مواطن الضعف الأصلية بدل القفز على السور القصير في بلادنا، أي القفز فوق الجسد الصحفي.

فالصبر على "القهر" الصحفي، دليل للخارج على توفر ذاك المكيف الهوائي، تلك الرئة التي تصفي للجسد الأوكسجين بالقدر الكافي. صحيح أن محطات البنزين قد لا توفر للمحركات سوى سائل حيث نسبة عالية من الرصاص أو كل ما يساهم في إغلاق الشرايين المعدنية في المحرك. لكن سوء التدبر من طرف الصحفيين لا يوفر السبب للدولة كي تستغني عن دواء حرية الصحافة المر.

فحرية الصحافة نظام حمية قاس، لكنه يعود الجسد، بواسطة عوامل داخلية، على تقوية قدراته الإقناعية في مستوى العلاقات الخارجية.

وبما أنه كذلك، فقد تعلمنا أن نواجه القرصنة بأساليب الهدوء وحسن التدبر. فما الأنوار في الأصل؟ جواب ايمانويل كانط، هو القدر على الخروج من نفسية القصور وامتلاء الروح بنفسية الرشد والبلوغ والفطام عن كل نظام مغلق. لذلك، كل من تطاول على الأنوار في مستوى الإسم، لا بد أن يفكر في المعنى قبل المبنى.

فخطف الإسم من السهولة بالقدر الذي تتكرر فيه أشكال القرصنة كل يوم. لكن بناء الذات بقيمة مضافة حقيقية، غير ممكن إذا لم يقم ذلك على الاستناد إلى قيم أصلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة