الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفينة نوح) سينمائية تظهر في جمهورية الشيشان

صلاح سرميني

2008 / 5 / 16
الادب والفن


حوارٌ مع مديرة المهرجان الدولي للسينما في غروزني
يبدو بأنّ خبرتي (المهرجاناتيّة) لا تكفي لمعرفة كلّ ما يحدث في المشهد السينمائي العالمي, فكما لعبت الصدفة يوماً بمتابعتي للمهرجان الدولي لسينما الشعوب المُسلمة (المنبر الذهبي) الذي انعقدت دورته الثالثة في قازان, عاصمة تاتارستان إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية( ويُعاني من صراعاتٍ داخلية ما بين موسكو, وقازان ـ القدس العربي بتاريخ 04/04/2008 ـ), فإنّ صدفةً مُماثلةً قادتني اليوم للتعرّف على مبادرةٍ جديدة في تلك المنطقة, ويعود الفضل في الحالتيّن إلى (مراد عبد القادر سكاكمية), شابٌ جزائريّ مواظبٌ, نزيهٌ, نظيفٌ, وشفافٌ, ...يعيش في روسيا, ويقرّب المسافات السينمائية ما بين جمهورياتها, والعالم العربي.
في مكالمةٍ هاتفية معه, حدثني عن المُبادرة الجديدة, ولم أخفِ دهشتي, مهرجانٌ سينمائيٌّ باسم (سفينة نوح), ماذا يحدثُ في تلك الجمهوريات بالضبط ؟
لم أستفسرَ كثيراً, وكنت أظنه مشروعاً على الورق ينتظر موافقاتٍ طويلة.
بعد عودتي من تونس(المُلتقيات الدولية للفيلم الوثائقي), عاودتُ الاتصال به, فأخبرني عن دعوتي إلى غروزني, شعرتُ بانقباضٍ شديد, ووافقتُ على مضض, حتى بدون التحقق من أجندتي, وبسذاجةٍ, أو خبثٍ, سألته :
ـ بالطبع, سوف تأتي معنا إلى المهرجان؟
وعندما سمعتُ ردّه الإيجابي, أخبرته :
ـ آه...في هذه الحالة, بإمكاني السفر مطمئناً.
ضحكَ, وشرحَ لي بأنّ غروزني أكثر أماناً من أيّ مكانٍ آخر في العالم.
ـ حسناً, المدينة آمنة يا مراد, ولكني, مازلتُ أتذكر قلقي في جوف تلك الطائرة الصغيرة التابعة لطيران جمهورية تاتارستان التي نقلتنا من موسكو إلى قازان, فكيف سوف يكون الحال عندما نسافر مع طائرةٍ تابعة لجمهورية الشيشان ؟
خلال تلك المكالمة الهاتفية كشفتُ ل(مراد) عن بعض التساؤلات المُضحكة, فاقترح طرحها مباشرةً على مديرة المهرجان, وبدوري وجدتها فكرةً مفيدة.
ليس من عادتي محاورة أحدّ, ولكن, هذه المرة, وكي أتغلب على صور تحقيقاتٍ تلفزيونية مُنطبعة في ذاكرتي عن مدينة غروزني, وما يحدثُ/حدثَ في جمهورية الشيشان, شعرتُ بحاجتي لطرح بعض الأسئلة على المديرة العامّة للمهرجان السيدة (زويا مخائيلوفنا زاليسكايا) قبل المُتابعة الحقيقية, والمُباشرة لهذا الحدث السينمائيّ الجديد.
في مطار شارل ديغول, وبانتظار المُغادرة إلى دبيّ (مهرجان الخليج السينمائي), قرأتُ بإمعانٍ نصّ القانون الداخلي للمهرجان, ومن فقراته, استخلصتُ بعض المعلومات, والأسئلة.

****
يُعتبر المهرجان الدولي للفيلم (سفينة نوح), والذي سوف تنعقد دورته الأولى في غروزني/جمهورية الشيشان خلال الفترة من 13 وحتى 19 يونيو 2008 ملتقىً سينمائياً إضافياً, يطمح بأن يكون مكاناً خصباً للحوار,
وتبادل الخبرات, وفرصةً للتعاون بين السينمائييّن من جميع أنحاء العالم.
ويتضمّن مسابقةً للأفلام الروائية, والتسجيلية, الطويلة, والقصيرة, وقسماً إعلامياً.

ما هو الهدف الأساسيّ من انعقاد المهرجان الدولي للفيلم في غروزني ؟

يسعى المهرجان إلى تحقيق معادلة ثرية في الاهتمام بالأديان الثلاثة معاً, وتحقيق تواصل سينمائيّ, ثقافيّ, فنيّ في ظلّ الأزمات الدينية التي تُكرس حالة الاحتقان, والصراعات, والتعصب.

*ما هي الخطة التحريرية للمهرجان, هل هناك تيمةُ معينة, أو توجه خاص ؟

ليس هناك تيمة معينة للمهرجان, بل إطارٌ يتمّ ضمنه اختيار الأفلام المُشاركة, وهو عرض الأفلام التي تنشر, وتعمّم العادات, والتقاليد الروحية, والثقافية لدى الشعوب، وإظهار قيّم التعايش بين البشر, بصرف النظر عن الدين, أو العرق في محاولة ليكون جسراً للتواصل بين شعوب العالم.

*ما هو السبب في اختيار ثلاث نوابٍ للرئيس من دياناتٍ مختلفة في مجلس إدارة المهرجان ؟

من المعروف بأنّ قصة نبيّ الله نوح عليه السلام موجودة في الكتب السماوية لهذه الأديان الثلاثة, ومن هنا جاءت فكرة المهرجان بأن ينطوي تحت لواء الأديان السماوية الثلاثة, ومنها تمّ اختيار ثلاثة نوابٍ لرئيس المهرجان يمثلون هذه الديانات !

*لقد أسميتم المهرجان ب(سفينة نوح), هل ستبقى (السفينة) في غروزني/جمهورية الشيشان, أم سوف تتحرك من جمهوريةٍ إلى أخرى في روسيا الإتحادية ؟

كما كان في عهد نوح, حملت سفينته الصالحين, والمؤمنين فقط، المهرجان يسعى لأن يكون محور جذبٍ لكل المؤمنين بقيّم الخير, والتعايش, والتواصل, وجمعهم في مكانٍ واحدٍ أسوةً بسفينة نوح عليه السلام، ومن هنا نستخلص بأن المهرجان سيكون سنوياً في مدينة غروزني, ونتمنى بأن يصل صداه إلى كلّ مكانٍ يسكنه معتنقو الديانات السماوية الثلاثة الني تؤمن بقصة نوح عليه السلام.

*ما هو السبب في اختيار (سفينة نوح), اسماً, وشعاراً للمهرجان, هل تعيش السينما المحلية, أو العالمية طوفاناً كي يأتي مهرجان غروزني ليُنقذ ما يُمكن إنقاذه ؟

لقد أصبح العالم بصفةٍ عامة يعيش في حالةٍ من الفوضى, والانحطاط الخلقي, وخاصةً السينما, حيث أصبح إنتاج الأفلام التي تنشر الرذيلة, وتسخر من رموز الديانات السماوية الثلاثة شيئاً عادياً جداً, بل إنّ بعض المهرجانات لا تعرض هذه الأفلام فحسب, بل تمنحها الجوائز أيضاً, وأيّ شخصٍ عادي لا يمكنه تقبل هذه الأفلام التي يرغمونه على مشاهدتها, ولا حتى المنطق العقلي يتقبل ذلك, وكما كان في عهد نوح حيث حملت سفينته الصالحين, والمؤمنين فقط، فإنّ المهرجان يسعى لأن يكون محور جذب لكلّ المؤمنين بقيّم الخير, والتعايش, والتواصل وجمعهم في مكان واحدٍ أسوةً بسفينة نوح عليه السلام!
كذلك, يحاول مهرجان "سفينة نوح" بأن يقدم نفسه أيضاً كبديلٍ للمهرجانات السينمائية التي تُضخم عيوب المجتمعات, وتركز على قضايا الصراع دون أيّ وعيّ بأثرها السلبي، حيث سيجذب الأفلام التي تتناول قضايا الحوار, والتواصل, والقيم الأخلاقية, والتعايش السلمي.

*في القانون الداخلي للمهرجان, تقبلون في المسابقات المختلفة الأفلام المُنجزة بعد 13 مايو 2005, وهذا يعني بأنها أفلام قديمة عمرها حتى اليوم 3 سنوات, وفي نفس الفقرة, تفضلون العرض العالمي الأول, وهي عادةً الأفلام المُنجزة في عاميّ2007/ ‏2008‏‏-‏

مهما مرّ الزمن على الأفلام الجيدة, فإن رسالتها تبقى خالدة دائماً, وقد حددنا هذا التاريخ, لأنّ هناك أفلاماً جيدة, وذات مستوى فني رفيع, وبحجة عدم نجاحها تجارياً(وهي حجةٌ يتخذها بعض موزعي الأفلام لعدم رضاهم عن موضوع الفيلم)، سوف تكون لها الفرصة في المهرجان, ولكننا بالمُقابل, نفضل الأفلام المُنجزة حديثاً, لأننا نريد تشجيع صُناع الأفلام التي تتماشى مع مبادئ المهرجان!

*هل هناك بنيةٌ تحتية في غروزني لاستقبال مهرجانٍ سينمائيّ دوليّ : صالات عرض, فنادق...

صحيحٌ بأنّ المرافق الثقافية في المدينة تضررت كثيراً بسبب جرّاء الحرب التي دارت هناك في نهاية التسعينات, وبداية الألفية الثانية, ولكن, منذ سنواتٍ كثيرة, والمدينة تعيش في استقرارٍ, وسلامٍ تامّ, وهي تشهد تطوراً مذهلاً, حتى أنّ ممثلي الإعلام الذين زاروا المدينة فترة الحرب, وعادوا إليها في هذه الأيام, لم يصدقوا أعينهم, فقد وجدوا بأن كلّ المرافق الضرورية في المدينة تشتغل أحسن بكثيرٍ من المدن المُجاورة التي لم تشهد الحرب, أو أيّ صراعات, لذا, يمكن القول, بأنه يتوفر في غروزني جميع ما يتطلبه أيّ مهرجانٍ سينمائي عالميّ, ولا أبالغ إذا قلت بأنها أفضل بكثيرٍ من بعض المهرجانات الأخرى.

*هل تتضمّن برامج المهرجان (المسابقات المختلفة, والقسم الإعلامي) أفلاماً من جمهورية الشيشان ؟

نعم, سوف نعرض في المهرجان بعض الأفلام الشيشانية, سواءً في برنامج خاص, أو في القسم الإعلامي, ويوجد فيلمٌ وثائقيّ واحد في المسابقة, وبخصوص الأفلام الروائية, هناك أفلام قديمة, وسوف نعرضها في برنامج خاص !

*ما هي الجوائز المُنتظرة للأفلام الفائزة ؟

سوف تتنافس الأفلام الروائية الطويلة على جوائز (سفينة نوح) الذهبية, وجائزةً مالية قدرها 30 ألف دولار للمنتج، وجائزة(سفينة نوح) الفضية, وجائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار لأفضل مخرج, فيما تحددت جائزة (سفينة نوح) الفضية, وجائزة مالية قدرها 7 آلاف دولار لأفضل ممثل, وأفضل ممثلة, وأفضل مصور سينمائي، فيما تصل جائزة أفضل كاتب سيناريو إلى ثمانية آلاف دولار.
أما بالنسبة للأفلام الروائية القصيرة, فقد حدد لها تمثال (سفينة نوح) الذهبية، وجائزة مالية قدرها 8 آلاف دولار لأحسن فيلم, كما حددت لجنة التحكيم جائزة مالية قدرها 8 آلاف دولار، وتمثال (سفينة نوح) الذهبي جائزة لأفضل فيلم وثائقي طويل, وجائزة قدرها 5 آلاف دولار، وتمثال (سفينة نوح) الذهبي لأفضل فيلم وثائقي قصير يتسلمها المخرج, أو المنتج.
أما بالنسبة للجوائز الخاصة, فقد حددت إدارة المهرجان ثلاث جوائز، الأولى يمنحها رئيس جمهورية الشيشان, والثانية يمنحها عمدة مدينة غروزني, والثالثة يمنحها الراعي الرسمي للمهرجان .

*ما هو حجم المُشاركة العربية في المهرجان ؟

تُعتبر المُشاركة العربية جيدة, من بين 12 فيلماً في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة – لم تتحدد القائمة بصفةٍ نهائية- هناك فيلمان عربيان : "البيت الأصفر" من الجزائر للمخرج عمر حكار، و" ألوان السماء السبعة" من مصر للمخرج سعد هنداوي، وفي مسابقة الأفلام القصيرة, هناك فيلم مصري "ساعة عصاري" للمخرج الشاب, وفي الأفلام التسجيلية فيلم من مصر أيضاً " أرواح تائهة " للمخرجة ريهام إبراهيم, وفي لجنة التحكيم هناك مشاركة المخرج المصري "محمد خان" .


* تمّ إجراء الحوار مع المُديرة العامة للمهرجان السيدة (زويا مخائيلوفنا زاليسكايا) عبر الأنترنت, وترجمه السيد (مراد عبد القادر سكاكمية) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر