الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرق الثقافة

محمد شحات ديسطى

2008 / 5 / 15
الادب والفن


يسترخى على مقعده الوظيفى ....ينكب على جريدته اليومية ..... تدخل عليه المكتب ملاك غاية فى الرقة والجمال تسأل على زميلته بالمكتب..... ترك الجريدة برهة وأخذ يتفحص هذا الملاك القادم...... رمته بنظرة خاطفة أهاجت بداخله مشاعر شتى وأتبعت النظرة بابتسامة عابرة فذاب من فرط عذوبتها وجمالها...... أخذ يحاصرها بنظراته ولكنها من فرط حيائها أغضت عنه الطرف .... خشى أن يرهقها بنظراته المستمرة ...أو بالأدق خشى أن يفسرها الزملاء بتفسيرات أخرى وخاصة وهم يبحثون له عن عروسة ..... ولكنه عاشق للجمال فى كل مكان وفى أى زمان .... قرر أن ينكب ثانية فى جريدته اليومية حتى يحجب عنه نظرات الآخرين وهو المعروف عنه الجدية ...لم ير فى الجريدة حروف ولا كلمات ... فقد أهاجت فيه شجون وآلام قد نسيها ... تذكر فتاته الأولى فكان الرسول بينهما النظرات ..تقرب منها وأراد الدخول إلى عالمها ....منحته الفرصة... كانت لاتبخل عليه بالنظرات وتمنحه الابتسامات بسخاء .....فرحت أن يكون لها محب من هذا النوع من البشر بالذات .... كانت مشكلته أنه لايحترف فنون الهوى ولا أن يكون مهرجا لأميرته ......طلبها للقاء ذهبت إليه وكلها شوق إلى استماع كلمات العشق والهوى .....وكان أيضاً فى انتظارها ومعه شعر " قيس ولبنى " ليكون الرسول بينهما.... يتنقى منه كلمات مختارة.... تتحدث عما بداخله ...فليس هناك خير من قيس ليتحدث نيابة عنه ....
سلى شباب الحى ينبئك الذى كانا كم رأنى دامى الأحشـاء ولهانا
ماضمنى اللــيل إلا نازعاً أرقا نبا به المضجع المجفو أســـوانا
لولا هـــواك وآمال حييت لها لكنت أضيع خلق الله إنسـانا
أردف باسماً : إيه رأيك...
قالت : مش فاهمة حاجة ... فضحك واستغرق فى الضحك وقال : الشعر مفسر بعضه ..
نهضت عابسة ... بعد إذنك...
ماذا حدث ؟
قالت بنبرة ساخرة : "معلش أصل عرق الثقافة بينقح عليا "...
عندها ايقن أنه استخدم الوسيلة الخطأ فى التعبير عن مشاعره ....هى تحب الحياة ...تريد منه أن يقتحهما بمشاعره ... بكلماته البسيطة المباشرة ...وليس بشعر قديم .... أيقين أن الحل هو فى الهجوم واقتحام المشاعر واقتناص الفرصة بنفسه دون الإستعانة بقيس كى يتحدث عنه .
عندئذ أدرك أنه لامجال لهذا الستار الذى اختلقه ليحول بينه وبين هذا الملاك .... إنها الفرصة سانحة له هذه المرة ليظهر لها إعجابه ....ولاداعى أن تكون الجريدة هذه المرة هى الحائل بينه وبين ملاكه ....وبسرعة وبحركة عصبية ضم الجريدة ودسها فى درج مكتبه...... فى تلك اللحظة وجدها تمد يدها إليه .......
بعد إذنك .... فرصة سعيدة ...
هنا ارتعشت يداه وهى تلامس يداها وتلعثمت الكلمات على شفتيه وهو يقول : داحنا الأسعد ..
خرجت من مكتبه تابعها بنظراته حتى غابت عنه وأفاق على قول زميله : "كان دا وقته قراءة الجريدة الآن؟!!
رد بنبرة حزينة :" معلش أصل عرق الثقافة بينقح عليا " !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي