الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات

جواد الديوان

2008 / 5 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التغير في العراق وسقوط نظام صدام حسين اذهل الكثيرين، وحينها تمتع الساسة بالحرية والديمقراطية (اصدار الصحف وحرية التعبير والراي وانتشرت الفضائيات وتكاثرت البرامج الحوارية واستخدام الانترنيت واستعملوا الموبايل وغيرها). وانطلقوا لتكوين الاحزاب، وكانت احزاب ببرامج عمل متشابهة بل مستنسخة.
فكان الصراع بين افكار النصف الاول من القرن العشرين ومفرداتها (الاستعمار والاحتلال والتحرير والمقاومة وغيرها)، وما يلمسه السياسي في حرية تعبير وراي (اصدار صحف واطلاق فضائيات وتاسيس احزاب وحدوث انتخابات واستفتاء على الدستور) حصلت بعد تواجد قوات اجنبية على ارض العراق. واخذ يلمس ويشارك في تلك التغيرات (يلوم فشل وتاخر لجنة التعديلات الدستورية مثلا).
وترعرع بعض او معظم ساسة العراق في القرن العشرين بل دفع سنوات من عمرهم في سجون العهود السابقة (حكم عراقي في ظل استقلال وعزة عربية وكرامة). ويتذكر تفاصيل حرمان واضطهاد العهود السابقة (حقوق وحريات الموطن واصدار الصحف وتكوين جمعيات للخدمة الاجتماعية ناهيك عن الاحزاب). والخطوط الحمراء الكثيرة مثل الانتقاص من الرمز (القائد)، وكيف تخلص من الرموز الممثلة للامة والفكر القومي والديني.
ومن حرية تكوين الاحزاب (حرية مطلقة حيث لم يصدر قانون ينظم الاحزاب وتكوينها) ظهرت تجمعات وتكتلات مثل قوى اللقاء الديمقراطي، وبذلت لجنة دعم الديمقراطية في العراق جهودا لتنسيق جهود تلك القوى في تشكيل واحد ولم تنجح حتى في زرع الامنيات لمثل ذلك التجمع.
قصر النظر والتخوف على الكيانات الحديثة وكذلك ذات التاريخ العريق من الانصهار، من اول المعوقات التي تحول دون ظهور ذلك التشكيل او التجمع. وربما كانت معاناة انصار الكيانات ذات التاريخ اكبر من ظلال الافكار عليهم.
رحم الله الدكتور علي الوردي حيث تبرز اطروحته في ازدواجية الشخصية لدى العراقي في الوقت الحاضر بشكل واضح. فهناك رغبة جامحة لدى ساسة العراق في التمتع بالديمقراطية وتعميق ممارساتها لتنعم الاجيال الاحقة بها، وفي نفس الوقت لا زالت تحمل كراهية ومعاداة من صدر الديمقراطية للعراق، بل لمن فقد المال والدماء لينعم سكان العراق ببوادر الديمقراطية (معاداة تاريخية). ومن الامثلة ما خطه سياسي عمل في مجلس الحكم ويتغنى بالاجواء الديمقراطية فيه، ليكتب في مقال افتتاحي بمناسبة بدء العمليات العسكرية 2003 كلمة اجتياح!. والمثال الاقرب ما يردده المسؤولون من كلمة الاحتلال! ودولة محتلة ويتلقى بعضهم اتصالات هاتفية من رئيسها بل يستقبله رئيسها في عاصمتهم ويقدمه لصحافة العالم.
وبمناسبة قرب انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية تبرز اسئلة بين القوى الديمقراطية عن اهمية التحالفات والائتلافات، بل تسفه بعض رجالات الاحزاب والحركات الديمقراطية اهمية التحالف والائتلاف!. فمنهم من يضمن اصوات كافية وعندها لا يجد اهمية للتحالف ابدا.
وربما لم يستوعب السياسي العراقي اهمية التحالف والائتلاف او لنقل التعاون السياسي. ولم يلتفت الى ان التحالف والائتلاف والتعاون تمرين مهم لتحديد اهداف للشعب بل وتوحيد تلك الاهداف لتسهيل السعي لتحقيقها. وفي التراث العربي التاكيد على القوة من الاتحاد فقط، وتحث الاية الكريمة على التحالف والاتحاد والتعاون "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" (سورة المائدة- الاية 2) والمعنى واضح، وهذا اساس السنة الاسلامية ويحدد المفسرون البر بالايمان والاحسان في العبادات والمعاملات. وتعاونت الدول العربية ابان حروب 1948 و 1967 و 1973 في قيادة الجيوش لتتحدد اهدافها وتضيق افعالها وتتحقق الخسارة.
وربما ستواجه مدنيون اشكالية حجوم الاحزاب، وكم وددت الا اشير الى مدنيون بالقوى الحزبية فكانت لافراد ديمقراطيين، ووقعها ساسة من مختلف الاتجاهات. ان العراق اكبر من الحزب والشخصية والمنصب، والمشاركة في صناعة برنامج تستحق العناء، ويتقدم برنامج لكل العراقيين. وعندما ظهرت مدنيون على الانترنيت والصحف، ورددت ملاحظات من كتاب لامعون بعضهم قدم نصائح للحزب الشيوعي لتوسيع اطار القبول بالطرف الاخر، ومنهم من اشار الى ان نشاط حزب اكبر من غيره، وتركوا جميعهم الاهداف وتحديدها ناهيك عن تقسيمها الى مديات طويلة وقصيرة.
ربما لا زلنا بحاجة الى مفكرين وساسة يتمتعون بنكران ذات اكبر في هذا المجال. ومن بقايا الفترات السابقة التي ركزت على الاتجاه لتقديم افكار من رحم الامة وتركوا دراسة تجارب الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية عمار أبو شيبة: أهمية استراتيجية خاصة لمنطقة جب


.. مداخلة مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شينكر بشأن




.. مداخلة القيادي في حركة فتح منير الجاغوب بشأن التطورات الفلس


.. لبنان على شفا الحرب مع إسرائيل.. ومخاوف أميركية من -صراع بلا




.. -يفتح باب التغيير- في إيران.. خاتمي يدعو للتصويت للإصلاحي مس