الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيروت وحدها أخرجتني من عزلتي

حمزه ألجناحي

2008 / 5 / 18
الادب والفن




عندما شاهدت بغداد تبكي...
قررت ان اكتب لنفسي فقط
ووقعت عهدا على نفسي ان امزق ما اكتبه ولا اسمح لأحد ان يقرأه معي...
قررت كذالك ان انعي بغداد في وسائلي الإعلامية
واكتب أسماء العواصم العربية امام عيني
وأجهش بالبكاء امام اسم كل عاصمة عربية...
كتبت كل العواصم وأبقيت بيروت فلم اكتبها مع عواصم العربي,,,
أحسست انها تعيش مأساتي فتحتاج الى دموعي
ضممت العاصمتين في قصقوصة ورق بيضاء ونمت كما الأطفال هانئا
في الساعة الخامسة والعشرون أيقضني صوت المؤذن ولدغتني اشعة الشمس اللاهبة ,,
استغربت كثيرا واستيقظت مرعوبا
هل يؤذن المؤذن بعد شروق الشمس
تلمست ورقتي البيضاء,,,
الحق هي التي تلمستني شعرت ببلل اصابعي
اوشكت ان اضن انه ماء الوضوء
لكني لم اتوضا بعد...
لكني متأكد ان أصابعي مبتلة ,,,
هممت ان اخرج ورقتي البيضاء لم اجدها
لم اجد ورقة بيضاء لكني رأيت بوضوح ورقة حمراء بلون الدم
سمحت لعيني ان تبكي بكاء الثكلى
عرفت ان بيروت بدات تذبح لكن ليس من الوريد بل من ألخاصرتي,,,
خرجت بغداد من تلك الورقة عارية تبكي كمن فقدت وليدها...
رايت نهدا بغداد وقد جفا من الحليب
رأيت رأسها بلا شعر عرفت ان الجمال قد فارق بغداد
عدت الى الورقة مرعوبا بعد ان غرز السيف كله في خاصرة بيروت
شاهدتها وهي تنظر لي بتوسل ارجع لي بغداد لتوسدني وتقرأ على روحي الشهادتين,,,
أرجعها لي واخبرها اني اريد الرحيل معها ,,
ارجوك لاتدعني ارجوك لاتخبر احد ما شاهدت
فالجرح اعمق من غرز السيف ومن قتل بغداد قتلني ...
كم لي مسموح ان ابكي ...
من يسمع صوتي...
فلقد غادرت بيتي وقررت ان اخرج من عزلتي
بعد ان شاهدت الكون يسقط مقتولا على ارضي والسيف نفس السيف يقتل بغداد وبيروت ولعله ذهب ليقتل دمشق وعمان والرياض...
السيف نفس السيف ملثم بخرقة سوداء
وينتعل صندلا دمشقيا ويرتدي شرولا عربيا ويمتطي مهرا اعجميا...
قالوا لي انك اخطات ان المهر عربي ايضا...
عربي.. اعجمي..من يمتطي مهرا جامحا غير العربي الجامح في فن القتل ...
لابد لي ان اترك اشيائي واعلن ولادتي...
بالامس بغداد ,,
واليوم بيروت وغدا مراكش,,,
لابد ان اقتل عزلتي واعلن جهادي
الا بيروت فهي التي تعزف لحن فيروز الازلي ..
الا بغداد فهي لازالت تعزف لحن السلام ...
اليوم قررت ان اكتب للملئ واجبرهم على قراءة كتاباتي
قررت ان الذي لايقرأ عن بيروت وبغداد سأفقأ عينيه
قررت ان احطم عزلتي وأخرج الى جامعة الدول العربية ...
اجلس على كرسيين مكتوب عليهما بغداد وبيروت...
طلبت منهم ان تكون كلمتي نيابة عن بغداد وبيروت
طلبت منهم ان يستمعوا لي حتى لو توقفت عن الكلام لأقرا سورة الحج
طلبت منهم ان لايبكون علينا لأنهم يبكون كذبا ويقهقهون سرا
طلبت ان يسمعوا من بيروت حتى النفس الأخير
طلبت منهم ان يؤبنوا بغداد بمناسبة رحيلها المائة والخمس سنيين
صعدت الى منصة الحديث أخرجت كل ملفاتي قرأت سورة الفاتحة اولا وضحكت بعد ان مسحت وجهي بيدي المبللة بالدم الأحمر ...
قرأت اول حرف من قافيتي...
ثم نزلت الى مكاني بعد ان شاهدت الجميع قد غادروا القاعة ...
ونزل عمال التنظيف لينظفوا المكان ..
اخبرني أحدهم ان الجميع غادروا خوفا من ان يصابون بوباء اليقظة فالجميع يريد ان يبقى نائم حتى الموت ,,,
بكيت كثيرا ولمت نفسي لأني قد حضرت موت أشقائي ولم احضر موت نفسي
شاهدتهم ينظفون مكاني بعد خروجي
شاهدتهم ينظفون مكاني بعد خروجي ويبخرون القاعة بعطر النفط
هكذا لابد ان اخرج من عزلتي وأمزق تعهدي
هكذا لابد لي ان اكتب حتى الموت



حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]







عندما شاهدت بغداد تبكي...
قررت ان اكتب لنفسي فقط
ووقعت عهدا على نفسي ان امزق ما اكتبه ولا اسمح لأحد ان يقرأه معي...
قررت كذالك ان انعي بغداد في وسائلي الإعلامية واكتب أسماء العواصم العربية امام عيني وأجهش بالبكاء امام اسم كل عاصمة عربية...
كتبت كل العواصم وأبقيت بيروت فلم اكتبها مع عواصم العربي,,,
أحسست انها تعيش مأساتي فتحتاج الى دموعي
ضممت العاصمتين في قصقوصة ورق بيضاء ونمت كما الأطفال هانئا في الساعة الخامسة والعشرون أيقضني صوت المؤذن ولدغتني اشعة الشمس اللاهبة ,,
استغربت كثيرا واستيقظت مرعوبا
هل يؤذن المؤذن بعد شروق الشمس
تلمست ورقتي البيضاء,,,
الحق هي التي تلمستني شعرت ببلل اصابعي
اوشكت ان اضن انه ماء الوضوء
لكني لم اتوضا بعد...
لكني متأكد ان أصابعي مبتلة ,,,
هممت ان اخرج ورقتي البيضاء لم اجدها
لم اجد ورقة بيضاء لكني رأيت بوضوح ورقة حمراء بلون الدم
سمحت لعيني ان تبكي بكاء الثكلى
عرفت ان بيروت بدات تذبح لكن ليس من الوريد بل من ألخاصرتي,,,
خرجت بغداد من تلك الورقة عارية تبكي كمن فقدت وليدها...
رايت نهدا بغداد وقد جفا من الحليب
رأيت رأسها بلا شعر عرفت ان الجمال قد فارق بغداد
عدت الى الورقة مرعوبا بعد ان غرز السيف كله في خاصرة بيروت
شاهدتها وهي تنظر لي بتوسل ارجع لي بغداد لتوسدني وتقرأ على روحي الشهادتين,,,
أرجعها لي واخبرها اني اريد الرحيل معها ,,
ارجوك لاتدعني ارجوك لاتخبر احد ما شاهدت
فالجرح اعمق من غرز السيف ومن قتل بغداد قتلني ...
كم لي مسموح ان ابكي ...
من يسمع صوتي...
فلقد غادرت بيتي وقررت ان اخرج من عزلتي
بعد ان شاهدت الكون يسقط مقتولا على ارضي والسيف نفس السيف يقتل بغداد وبيروت ولعله ذهب ليقتل دمشق وعمان والرياض...
السيف نفس السيف ملثم بخرقة سوداء
وينتعل صندلا دمشقيا ويرتدي شرولا عربيا ويمتطي مهرا اعجميا...
قالوا لي انك اخطات ان المهر عربي ايضا...
عربي.. اعجمي..من يمتطي مهرا جامحا غير العربي الجامح في فن القتل ...
لابد لي ان اترك اشيائي واعلن ولادتي...
بالامس بغداد ,,
واليوم بيروت وغدا مراكش,,,
لابد ان اقتل عزلتي واعلن جهادي
الا بيروت فهي التي تعزف لحن فيروز الازلي ..
الا بغداد فهي لازالت تعزف لحن السلام ...
اليوم قررت ان اكتب للملئ واجبرهم على قراءة كتاباتي
قررت ان الذي لايقرأ عن بيروت وبغداد سأفقأ عينيه
قررت ان احطم عزلتي وأخرج الى جامعة الدول العربية ...
اجلس على كرسيين مكتوب عليهما بغداد وبيروت...
طلبت منهم ان تكون كلمتي نيابة عن بغداد وبيروت
طلبت منهم ان يستمعوا لي حتى لو توقفت عن الكلام لأقرا سورة الحج
طلبت منهم ان لايبكون علينا لأنهم يبكون كذبا ويقهقهون سرا
طلبت ان يسمعوا من بيروت حتى النفس الأخير
طلبت منهم ان يؤبنوا بغداد بمناسبة رحيلها المائة والخمس سنيين
صعدت الى منصة الحديث أخرجت كل ملفاتي قرأت سورة الفاتحة اولا وضحكت بعد ان مسحت وجهي بيدي المبللة بالدم الأحمر ...
قرأت اول حرف من قافيتي...
ثم نزلت الى مكاني بعد ان شاهدت الجميع قد غادروا القاعة ...
ونزل عمال التنظيف لينظفوا المكان ..
اخبرني أحدهم ان الجميع غادروا خوفا من ان يصابون بوباء اليقظة فالجميع يريد ان يبقى نائم حتى الموت ,,,
بكيت كثيرا ولمت نفسي لأني قد حضرت موت أشقائي ولم احضر موت نفسي
شاهدتهم ينظفون مكاني بعد خروجي
شاهدتهم ينظفون مكاني بعد خروجي ويبخرون القاعة بعطر النفط
هكذا لابد ان اخرج من عزلتي وأمزق تعهدي
هكذا لابد لي ان اكتب حتى الموت

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية