الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسني أبو المعالي ، دائماً في الذاكرة

سناء الموصلي

2008 / 5 / 15
سيرة ذاتية


المكان: مديرية رعاية الشباب بجامعة بغداد في الوزيرية
الزمان: صيف العام 1969
النشاط: رحلة الى شثاثة وقصر الأخيضر في محافظة كربلاء، نظمها قسم السياحة والسفر الذي كان يشرف عليه مصطفي زيني آنذاك.
حافلتين تابعتين لجامعة بغداد مملوءة بطلبة من مختلف كليات ومعاهد الجامعة– الادارة والاقتصاد ، الطب والصيدلة وطب الأسنان وأكاديمية الفنون الجميلة والهندسة والتربية الرياضية ....الخ. الجميع يغنون وينشدون أغان طلابية نظمت وحورت ولحنت على ضوء أغاني عراقية شعبية معروفة. قارب عددنا الخمسون ولكن سرعان ما تعارفنا وتآلفنا ونشأت علاقات طلابية حميمية بيننا على الرغم من اختلاف الاختصاص وبعد كليات الجامعة عن بعضها وكذلك اختلاف أهوائنا ومشاربنا. شاءت الظروف أن نفترق بعد التخرج من الجامعة. ولكن مع ذلك كنت أستقتصي أخبار الأصدقاء أينما حللت وذهبت ومنهم زميلنا أبو المعالي. اثناء دراستي العليا في الاتحاد السوفيتي أواسط السبعينات أخبرني أحد الأصدقاء أن حسني قد سافر الى الجزائر سنة1976 ومن ثم الى المغرب العربي حيث استقر هناك في العام 1978. وبعد هذا الوقت انقطعت عني أخبار حسني أبو المعالي. ولكن في سنة 2000 علمت من الأخ الفنان التشكيلي علي رشيد الموسوي الذي ساهم في معرض ( فنون تشكيلية من بلاد الرافدين) الذي نظمه مشروعنا في النرويج أن أستاذه حسني أبو المعالي الذي كان قد درسه الرسم في ثانوية كربلاء للبنين في بداية السبعينات يقيم في الرباط بالمغرب والذي زودني مشكوراً بعنوانه ورقم هاتفه. ألتقيت بحسني في شهر مايس سنة 2001 بعد فراق يقارب 30 سنة في الرباط حينما كنت هناك من أجل طباعة كتاب "النومينكلاتورا- الطبقة الحاكمة في الاتحاد السوفيتي " الذي صدر عن دار الزمن في نفس السنة.
كان لقائتا حميمياً تذكرنا فيها أيام الجامعة ونشاطات مديرية رعاية الشباب. صورت لوحاته على أمل أن أقيم معرضاً لأعماله في النرويج في وقت لاحق.
يشغل أبو المعالي الصفحة 93 من كتابي باللغة النرويجية "تطور الفنون التشكيلية في العراق من عبد القادر الرسام 1916 الى وقتنا الحاضر ". وتمتاز أعماله بتوالف وتناغم موسيقي بين الألوان المنثورة على اللوحة والتي تتمتع بأصوات ساحرة حيث ينتقل المتلقي الى عالم ساحر. وهذا ليس بغريب على حسني الذي فاز بجوائز تقديرية في تلحين أغاني الأطفال في المغرب. كتب حسني في مقالة نشرتها الصحافة المغربية في 2001 تحت عنوان "تجربتي الفنيةفي الرسم والموسيقى":(وبموازاة شغفي بالرسم والألوان، سكنتني الموسيقى منذ صباي، كنت أستمع اليها بشوق وأرددها بعشق ..... كانت الموسيقى تسافر معي في رحلتي مع الألوان وأحلق معها وأنا أرسم، لوحات عديدة حملتها أسماء لعناوين أغنيات أحببتها. كانت متعتي في أن أحلق بجناحين وأبحر بمجذافين، فعلاقتي مع التشكيل والموسيقى أصبحت علاقة معايشة كعلاقة المياه بالأنهار وحميمية كعلاقة الفراشة بالأزهار...)
أن معظم أعمال أبو المعالي تجريدية ويلعب الظل والضوء دوراً أساسياً فيها. نفترش ألوان قوس قزح معظم لوحاته فالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر ومزيجهما تشكل العناصر الأساسية فيها حيث تتداخل مع بعضها البعض بانسيابية هادئة وتطليها جمالية خاصة. وقد أكد الفنان ذلك في مقالته:(الظل والضوء هما مصدر بحثي في اللوحة وتجربتي الفنية تنحصر في محاولة المزج بين قطبين متباعدتين هما الواقعية والتجريدية...)
لقد خسرت الفنون التشكيلية العراقية فناناً قديراً حمل الوطن معه أينما ذهب ونبض قلبه بحب العراق، تألم لألمه
وفرح بفرحه. أن ظروف وفاة حسني أبو المعالي جاءت ليست بمعزل عما يمر به وطننا الغالي. ولا أريد هنا أن ألوم جهة ما، ولكن كل متتبع لما يجري في بلاد الرافدين يفهم ذلك ولايحتاج الى دليل. فطالما الوطن محتل من قبل الأجنبي سيتعرض مواطنيه لويلات ومصائب كبيرة نفقد فيها العزيز والغالي. سوف يبقى أبو المعالي معنا كما بقى جواد سليم واسماعيل فتاح الترك وحافظ الدروبي واسماعيل الشيخلي وفائق حسن وفائق حسين وغيرهم من التشكيليين العراقيين التي تزين ساحات العراق أعمالهم الخالدة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء