الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية إعلان دمشق كإطار جامع

شبلي شمايل

2008 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تسير الأحداث في شرقي المتوسط كما يسميه أستاذي الراحل عبد الرحمن منيف، نحو مجاهيل كثيرة بعد قرار حكومة السنيورة-جنبلاط مصادرة شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة اللبنانية غير شرعية. ومن الجدير بالذكرى أن هذه الشبكة لم يتعرض لها حتى قرار مجلس الأمن المنحاز تماما للمصالح الإسرائيلية بعد العدوان على لبنان. ولعل هذه الأزمة تبين أكثر فأكثر الدور التخريبي لما يعرف بجماعة 14 آذار والنتائج البائسة لربط بعض أطراف المعارضة لمصيرها بالحريري المدلل وجنبلاط الوليد وبأحسن الأحوال باليسار الديمقراطي الذي يدفع الحريري نقدا مرتبات دكاكينه. كذلك توضح وجود معارضات في سورية وليس معارضة واحدة أولا، بعد أن فشلت قيادة إعلان دمشق في تحديد صفة الإخوان المسلمين في بيتها أم في بيت خدام وبعد أن استند الإعلان في تحركات عديدة في الخارج على جماعة العبدة التي ترهن نفسها أكثر بأكثر باللوبي الصهيوني والمحافظ الجديد(تحرك واشنطن كشف الخيوط بين الثلاثة الذين قابلوا بوش ويعيشون من مساعدات مالية ضخمة من المحافظين المتشددين في واشنطن وموظف المعهد الأمريكي للسلام وبين أسامة المنجد وأنس العبدة، وكان المنظر الحقيقي لحركة العدالة والبناء قد غادرها بعد فضيحة اعتبار هذه الحركة منظمة حماس منظمة إرهابية مقابل فتح باب المساعدات الغربية لها). وبعكس الفكرة التي يروج لها خدام والبيانوني والعبدة من أنهم يدافعون عن حقوق أهل السنة المغتصبة من النظام الطائفي، فإن تحركاتهم تعتمد على الأقليات فلا نجد وفدا نسبة العرب فيه تجاري نسبتهم في المجتمع حيث دائما الوجود الكردي أكثر. بل حتى من أهل السنة نجد غياب كل الشرفاء، لحساسية القضية الوطنية في سورية وفشلهم في جر أسماء هامة لتحركاتهم ونشاطاتهم بدءا من التلفزيون الخاص الممول حريريا إلى اجتماعات واشنطن وبروكسل.
إن تأييد العديد من المتبقين في إعلان دمشق لحكومة السنيورة وصيرورة الإعلام السعودي والجنبلاطي مرجعا لمواقعهم (أنظر موقع الرأي لحزب الشعب الديمقراطي الذي أصبح كإعلام الحريري)، والانحياز الكامل لعدة أطراف لمحور السعودية ومصر والأردن (الأمريكي حتى النخاع) باسم التضامن العربي، والتحركات باسم إعلان دمشق للمشاركة في حصار على سورية ليس كسلطة وإنما كبلد فيما يحقق ما تسعى له إدارة بوش. يهدم ما تبقى من خيمة الحرير الضعيفة التي بقيت تجمع الوطنيين والليبراليين الجدد، وتسجل نهاية إعلان دمشق كقاسم مشترك أعلى للمعارضة الوطنية الديمقراطية.
إن عدم القدرة على التميز عن جبهة الخلاص بموقف واضح من الإخوان المسلمين، وتحول منظمات عضو أخرى إسلامية وكردية إلى متنافسين في الحرب العمياء على كل ما هو سوري باسم محاربة النظام، تجعل البقاء مع إعلان دمشق تواطؤ مع سياسة مدمرة لشعبية المعارضة الوطنية الديمقراطية وعازلة لكل من يصمت عن الجماهير الواسعة المناهضة بدمها ووجدانها للسياسة الأمريكية واحتلال العراق والعدو الصهيوني وكل المتواطئين معهم في المنطقة.

من التجميد إلى الإنسحاب

في هذه المناسبة، ورغم أن رفيقنا أصلان عبد الكريم لم يعد يستشهد كثيرا بمعلمه الأول (لينين)، أن نذكر بمأثورة للمحنط بالرغم عنه في موسكو، تحتفظ بكل راهنيتها في الممارسة السياسية: "من أجل أن نتعاون ولكي نتحالف علينا أن نحدد التخوم بيننا بشكل واضح". اليوم يوجد تيار وطني ديمقراطي وتيار مصاب بعمى الألوان في القضية الوطنية. ولم يعد يكفي التجميد، أصبح من الضروري أن يبادر حزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي اضافة لكل الذين يرفضون المشروع الأمريكي في المنطقة من الموقعين على إعلان دمشق، لمبادرة جديدة قائمة على أسس واضحة منذ يومها الأول.
وفي هذا النطاق، من الضروري أن نذكر ثلاثي حقوق الإنسان (هيثم مناع وناصر الغزالي وماجد حبو) الذي لم ينسحب من إعلان دمشق واكتفى بالتجميد، بالتقرير الأخير لأحد أطراف إعلان دمشق عن التشيع في سورية، والذي يعتبر من الجرائم وجود 12 حوزة علمية شيعية في مدينة الست زينب التي تأوي أكثر من 46 ألف مسلم شيعي وكأن من الممنوع على هؤلاء أن يكون لهم أماكن تثقف وعبادة. من المؤسف أن مركز دمشق لم يستنكر هذا الموقف الطائفي من العبدة وجماعته الذين يتعاملون مع ممولي جماعات التبشير المسيحي في أفغانستان ويستنكرون كل ما هو إيراني وشيعي لأسباب مالية وطائفية. أم أن حرية الاعتقاد لا تشمل إلا من يقف مع المعارضة الليبرالية؟.
من يحتج على عدد المساجد لأهل السنة في سورية؟ ومن يسأل لماذا تمول دول الخليج والسعودية بناء مساجد ومعاهد في بلدنا؟ حتى نحن الشيوعيين لم نقبل على أنفسنا نقد أي مظهر من مظاهر الحرية الدينية.
لقد آن أوان بداية جديدة تحمي المعارضة الوطنية الديمقراطية وتضمن لها ما راكمته من رصيد في صفوف الشعب خلال أربعين سنة من البطش والقمع بها، وعدم الانجرار وراء القادمين الجدد الذين يريدون احدى "الحسنيين" بأية وسيلة: المال أو السلطان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل