الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى بنت الطباخ

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 5 / 20
كتابات ساخرة


في ظهيرة نيسانية – ارمد غبارها عين الرب –
اغتصبت بغداد ... وسكر (الوطنيون) بدم بكارتها !
في ظهيرة ، اسقطها القوادون من حساب الشرف الوطني ،
أمت العمة ( كوندي ) – حاشيتها من وكلاء الرب – لصلاة الظهر ، تحت نصب الحرية – من دون سراويل !
( ماذا تفعل عمائم وسراويل حماة الفضيلة تحت سرير بول بريمر ،
تساءل بلؤم احد صعاليك ارصفة شارع المتنبي الخبثاء ) !

""""""""""""

ليلى موحان ، ابنة طباخ القصر الجمهوري ،
لرهافة حسها (الوطني! ) باوجاع الشعب –
بل لرهافة خصرها الفاتن وتلع ردفيها ، يدمدم الصعلوك الفاجر –
عينها مسؤول ما امينة ( لشأن ) النسوان !
ليلى موحان ، لسحر خطوتها على لحم ابناء العامة ،
صار كعب حذاءها ختما لمراسيم الرفاه الوطني في عهد التحرير !
وبصمة فخذيها ، تميمة لتحرير العامة من لؤم نوازعها !
ليلى موحان ، ولشراسة الالسن
التي لاكت سمعتها –
وحتى قبل ان تمسح فخذيها ، عقب نصر لمجد الديكة على سرير احد خدام الرب –
امرت باطلاق النار على ذوي المهن الرثة لتشويههم جمال ارصفة الديمقراطية العصماء !
... لا مكان للعاطلين ، في زمن الحرية ، على شوارع بغداد !

""""""""""""""""
ليلى موحان ..
ومن اجل الايقاع بغدر الزمن المرقوم ،
استثمرت كل صرخة في جسدها ،
وكل وعد اندلق مع لعاب الشهوة
على ساحة نهديها ،
في اشعال حروب التنظيف الوطني ،
وتصفية الرؤوس العفنة من حيف الاوهام !
فحررت نواب الشعب من قماط جببهم ،
والسادة الوزراء من قسم وعودهم - امام شاشات التلفزيون -
لشرف الوطن المثلوم !
فصار لكل (وهم) فتوى تحريره
من عقال التحنيط :
من دماء العمال المعيقين لمسيرة النهوض الطبقي
الى مظالم التاريخ الغادر ووصايا الاجداد !
ومذ يوم التحرير الاكبر ،
في التاسع من نيسان ،
سقط – مع كل ومضة من عري ليلى او هزة لردفيها –
قيدا او ورقة قانون مصفرة الى مزبلة الاوهام !

"""""""""""

موحان الطباخ ، ولاسباب تتعلق بوضعه الطبقي ،
وصمه حساد احياء الصفيح بفقر الايمان ؛
وبيع نهدي ليلى اللدنين ،
في دهاليز السقوط الاخلاقي،على ابواب ثكنات المارينز وابواب الوزراء !
رافلا بهامش الحرية ، رد الطباخ بحكمة :
ليتكم تعلمون أي جهد تبذل ليلى
في مطبخ الوطن الملغوم ،
وبأي زيت تضيء
مراسيم الانعتاق وقرارات اطفاء الفتن !
صدقوني يا احبائي
لولا تضحيات ليلى على سرير الخدمة الوطنية ،
لشهدت المسافة بين قاعة المراسيم وغرف نوم المسؤولين ،
كل يوم الف حرب وانقلاب
ولماج الوطن الحبيب بكل انواع الخراب !
استكينوا واطمئنوا يااحبائي ،
فمن اجلكم فقط ،
تعيد ليلى ، بتضحياتها المضنية ،
رسم ابعاد الروح الوطنية على خارطة الوطن !

"""""""""""""""""

(( فخذاي بوابة الزحف المقدس ،
ونهداي ساحة نصر الديكة المخصية !
لو يعلم الشعب
لأي انتصارات يصنع التأريخ –
الذي يرسم له ملامح ذاكرته –
على صلبان التقوى ...؟
لو يعلم الرب ، لأي قيامة
يمجد اسمه ، على مذابح التطهير ...؟
ليعلم الاثنان ان مصيرهما
تخطه لحظات الذهول بين نهدي
ودغدغات الاشنات النابتة
على جبين صرح خطاياي ...!)) .

""""""""""""""""""

هامش صعلوك شارع المتنبي الفاجر ..

((ايها الرب ،
ومن اجلك يا وطن الاحتباس ،
الذي ضيع – بتقلباته - هدى بوصلة السماء ..
من اجل مجد مسيرتك الهادرة
بدعوات رموز الوكالة الالهية ،
وعفة الوجوه التي لم تألفها ارصفة المتنبي ،
أنعم على ليلى بالمزيد من فنون حرفة الوطنية ،
وجداول حساب الاقدار ومخارج تقلباتها ،
كي تعلمنا كيف نتساقط في مهاوي الخنوع دون تذمر او شكوى ..،
وكيف ندلج في خيبات تأريخ تردينا
دون حسرات ..
وان نطهر قلوبنا من غصات احقادنا
واحلام الحانات وارصفة البطالة ...
المعيقة لمسيرة الديمقراطية .
ايها الرب انصرنا على هواجسنا البدائية
كي نتقبل منطق الدوران حول مواهب ليلى وانجازاتها الخرافية ،
دون سؤال يعكر صفو مزاج ابطال عهد الحرية والاستقلال !
المجد والخلود لليلى بطلة التضحيات السخية
والخزي والعار لغوغاء الشعب من اعداء الحرية !)) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا