الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار في ذكرى النكبة

عديد نصار

2008 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إن الوقوف على أعتاب القدس و يافا و عكا و حيفا و كل مدينة و دسكرة و سهل و واد في فلسطين المغتصبة.. في هذه المناسبة التي عشناها و نعيشها على مدى ستين عاما طويلة طويلة يجب أن لا يغرقنا في رومانسية قاتلة .. بل يجب أن يجعلنا أكثر حماسة للتعلم و المعرفة و التبصر في الأسباب المادية لحصول هذه النكبة و تراكمها و استمرارها رغم النضال المتواصل و الصمود و التضحيات غير المسبوقة للشعب العربي الفلسطيني و لكثيرين كثيرين من مناضلي الشعب العربي و مناضلي الأممية التحررية من كل أنحاء العالم..

سؤال:
في مثل هذه الأيام و منذ 60 عاماً .. قامت العصابات الصهيونية، بعد أن ذبحت و هجّرت آلاف الفلسطينيين و اغتصبت أراضيهم و اعتدت على حرماتهم و أرزاقهم و سلبت حقوقهم، قامت هذه العصابات بإعلان قيام دولة عنصرية صهيونية سُمّيت ب"إسرائيل" أرادوا جعلها "الوطن القومي لليهود" ..

إجابة:
إن ما عاناه الشعب الفلسطيني منذ ستين عاما قد يكون أقسى معاناة أذيقت لشعب بعد إبادة الهنود الحمر في أمريكا.. و لكن خسارة فلسطين و نكبة ال48 لم تكن خسارة و لا نكبة للفلسطينيين وحدهم بل خسارة و نكبة للشعب العربي كله و معه للإنسانية جمعاء.. كما أن العصابات الصهيونية لم تأت من فراغ و لم تكن وحيدة على الساحة، بل إن وجودها و تسلحها و حمايتها و انطلاقها في عملية ذبح و إبادة و تهجير الشعب الفلسطيني جاءت بمساعدة و دعم و حماية لا محدودة من الامبرياليين الذين زرعوها كون الصهيونية بالأساس المادي منتج إمبريالي يخدم على المديات المختلفة مصالح و استمرارية و تجدد النظام الرأسمالي العالمي. و كلنا يعرف مدى الارتباط المصلحي بين الصهاينة و الامبرياليين منذ تمويل الصهاينة لحروب الامبريالية البريطانية وصولا إلى وعد بلفور و سايكس بيكو و تهجير اليهود بالجملة إلى فلسطين.. فلسطين القابعة في قلب الوطن العربي تكرس الصهيونية فيها تجزئته و تمنع شعبه من التوحد و استثمرا مقدراته و ثرواته لبناء وطن و تحقيق كيان حر مزدهر و متقدم..

سؤال:

ستّون عاماً مرّت، حافلة بالصراعات و السلام و الاستسلام، مليئة بالنكسات و الهزائمة مع شعاع نور ضئيل يصاحب الانتصارات القليلة ..

إجابة
لا بد من قراءة مادية نقدية لكل هذه المرحلة لتظهر لنا كيف استغلت القضية الفلسطينية من أجل تكريس التجزئة و أنظمتها خصوصا تلك القابعة على أكبر مخزون للطاقة في العالم و الذي أشبه نزفه الغزير اليوم كما حال شريان أبهر مفتوح تماما نفقد من خلاله دماءنا و نهدر الدماء التي هي حق لكل الشعب العربي و الانسانية جمعاء و لكل الأجيال .. السعودية وحدها تهدر أكثر من 12000000 برميل نفط يوميا من ثروات الأجيال القادمة !!! أليست هذه وظيفة من وظائف الكيان الصهيوني؟؟!!

سؤال:
ستّون عاماً، و فلسطين في الأسر .. و أهل فلسطين موزّعين بين متعلّقٍ بوطنه في ظلّ وجوده في بلاد الشتات، و بين مناضلٍ و ثائرٍ يأبى الضيم و الاستسلام، و بين ساعٍ للسلام و (ربّما) للاستسلام، و بين أسيرٍ و معتقلٍ ألِفت أسوار السجن صوته النابض بالحياة ..

إجابة:
القضية الفلسطينية قضية الفلسطينيين بامتياز .. و لكن مفاعيلها الهدامة تطال البشرية جمعاء .. و تطال بشكل وثيق جماهير أمة عربية تعاني - رغم وجودها على ظهر أكبر ثروات العالم - من الجوع و القهر و الاعتداءات و التفتيت و التخلف و النزاعات التي هي من خارج التاريخ مذهبيا و عرقيا و عشائريا و طائفيا تعززها الارتباطات بالمشاريع الامبريالية التي نجحت بكل تأكيد في تحويل الشعب العربي إلى قطعان من الذئاب الجائعة يأكل بعضها بعضا.. لقد نشأت الأجيال الفلسطينية ، و لألسف سايقا ، العربية و كثير من قوى حركات التحرر العالمية على النضال البطولي ضد الصهيونية إدراكا منها( هذا أيضا سابقا ) أن إزالة الكيان العنصري الصهيوني تشكل مدخلا للإجهاز على الامبريالية العالمية للنظام الرأسمالي.. فاحتشد ألوف الشبان و الشابات العرب و من كافة الأمم لنصرة القضية الفلسطينية و القتال ضد الغاصب المحتل و الاستشهاد في سبيل دحره و استعادة الشعب الفلسطيني لدياره..
و الأمر لم يتغير أبدا حتى الآن.. فمسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية عربية أولا ( أقصد الشعوب العربية المضطهدة ) و إنسانية ثانيا ( كذلك أقصد الشعوب المضطهدة ).. و لا يمكن ترك الشعب الفلسطيني يتحمل وحده مسؤولية تحرير العالم و ثرواته من سيطرة الصهاينة و الامبرياليين..
غير أن أنظمة الارتباط العربية بالامبريالية أغرت منظمة التحرير الفلسطينية بوحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني و قضيته تمهيدا للتخلي الرسمي عن تلك القضية ( رغ أن التخلي الفعلي عنها من قبل تلك الأنظمة كان أبكر بكثير ) فكان أن ترك الشعب الفلسطيني وحده في معمعة الصراع عاريا مكشوفا أمام الوحوش الامبريالية و الصهيونية و الحصار الفاضح الواضح من أفرب الدول إليه كما يحصل الآن في غزة و الضفة ما أدى إلى ذلك التراجع المخيف للموقف الرسمي لمنظمة التحرير عن المواثيق السابقة و عن الحقوق الطبيعية التي لا يمكن لأي جهة أن تتخلى عنها .. و بدأت سبحة التنازلات تكر ..

سؤال:
ستّون عاماً، و العرب تنازلوا تدريجياً عن حقّ هذا الشعب المظلوم، حتّى بات بعض العرب لا يجد مشكلة في بناء علاقات مع محتلّ الأرض و مغتصب العرض ..

إجابة:
أعتقد أنه علينا رؤية الأمور على الشكل التالي تبعا لقراءة مادية تقوم على المصالح .. أرى أن هناك سيبة ثلاثية الأرجل تدعم بعضها بعضا تتشكل من الامبرياليةو الصهيونية و أنظمة التجزئة العربية لا يمكن لأحدها أن يتخلى عن دعم و تمكين الآخر لأت في ذلك إسقاطا لذاته .. الطرف الأقوى في المعادلة هي الامبريالية و الأضعف هي الانظمة العربية لأنها مفككة بفعل الأولى.. لذا فالامبريالية تحافظ على تلك الأنظمة بالجملة و لكنه لا تتوانى عن استبدال أي منه عندما يشكل لها مشكلة بنظام أكثر كفاءة في حفظ مصالحها .. و هذا يجعل العصا مسلطة فوق رؤوس الملوك و الأمراء و الرؤساء الذين عليهم السمع و الطاعة .. كما أن استمرار الكيان الصهيوني ناتج عن استمرار تلك الأنظمة و استمرار الدعم الامبريالي غير المحدود .... فتخلي الأنظمة ليس تخليا بقدر ما هو مصلحة عضوية مادية لهذه الأنظمة .. و هذا لا صلة له من قريب أو بعيد بمصلحة الشعوب أو إرادتها ..

سؤال:
ماذا تقولون لفلسطين و أهلها في ذكرى مرور 60 عاماً على احتلالها من قِبل الصهاينة ؟
ماذا تعني لكم ذِكرى النكبة ؟ هل هي مجرّد ذكرى تاريخية عابرة ؟ أم هي الأساس الّذي تنطلق منه كلّ موضوعات نضالنا و ثورة شعبنا و أمّتنا ؟

إجابة:
كلما حصرنا قضية النكبة بالشعب الفلسطيني وحده، رغم أنه المصاب الأول بها و بمفاعيلها، و كلما حصرناها بالعرب وحدهم، رغم أنهم أكثر الشعوب تضررا بمفاعبلها و كلما حصرناها بالمسلمين أو بالمسيحيين الذين لم يتبق منهم إلا أعداد رمزية في فلسطين، وحدهم، نكون قد أسهمنا و لو بغير علمنا في استمرار هذه النكبة و تراكم النكسات .. علينا أن نعمل و نناضل بكل ما نستطيع من قوة أن نعيد تلك القضية قضية إنسانية تخص البشرية جمعاء .. أن نجعلها أولى المداخل الضرورية لخلاص البشرية من كل ظلم و استغلال و تفتيت و اقتتال ..

سؤال:
هل توافقون على تقسيم فلسطين و إقامة دولة للفلسطينيين موزّعة بين الضفّة الغربية و قطاع غزّة ؟

إجابة:
و هل يقبل الكيان الغاصب بذلك ؟؟!!

سؤال:
أم تؤمنون بعودة فلسطين "من النهر إلى البحر" كامل أرض فلسطين ؟

إجابة:
لا وجود لأي دولة فلسطينية ، لا الآن و لا في أي وقت في وجود الكيان الغاصب !!

سؤال:
هل تعتقدون بأنّ "الديبلوماسية" فقط هي الّتي ستعيد الشعب الفلسطيني إلى أرضه ؟

إجابة:
الصراع يأخذ أشكالا مختلفة .. و لكن أعداؤك دائما هم من يحوله إلى صراع عنيف!!

سؤال:

ما هو موقفكم من المقاومة الفلسطينية ؟ هل هي قادرة على تحرير فلسطين أو بالحدّ الأدنى ارجاع حقوق الشعب الفلسطيني ؟
هل تؤمنون بأنّ فلسطين ستُحرّر في يومٍ من الأيّام ؟

إجابة:
لا يمكن لأي مقاومة فلسطينية وحدها أن تصل بالشعب الفلسطيني إلى إزالة من يعترض طريق تحرره ، رغم أنها ستشكل دائما رأس الحربة في ذلك.. على أن تكون دائما مقاومة وطنية تستلهم المبادئ العلمية و المادية الجدلية و إنسانية النضال الأممي في سلوكها كافة.. ما يمكنها أن تشكل جزءا لا يتجزأ من حركة النضال الأممي المتواصل الصلب في وجه الامبرياليين و الصهاينة .. و إلا فحراكها قد يعيق بدل أن يساعد ..
إن مأساة شعبنا العربي في فلسطين ليست إلا خلاصة و تركز مأساة الإنسانية مع هذا النظام الرأسمالي المتوحش الذي لا يعطي أي اعتبار لا لحياة الشعوب و لا لمستقبل الأجيال و لا لمستقبل الحياة على هذا الكوكب.. و كما أن التاريخ لا يتوقف عن التقدم، و كما أن النظام الرأسمالي سيسقط تحت أقدام العمال و الشعوب المضطهدة، فإن الكيان الصهيوني سيتهاوى حتما تحت أقدام أطفال فلسطين و مناضلي الشعب الفلسطيني و لو بعد حين..
المحاور:
نرجو المشاركة و التعليق .
عديد نصار:
أشكرك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ