الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد وزير الداخلية .. المندائيون بحاجة الى موقف عراقي وطني

زهير كاظم عبود

2008 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك إن للأرهاب وجوه متعددة ، وقد تكشفت جميها فوق أرض العراق ، وقد اخذتم على عاتقكم العراقي الأصيل محاربة كل أشكال الإرهاب في العراق جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة الفتية وكل احرار العراق ، سعيا الى ترسيخ أسس دولة القانون ، دولة العراق الأتحادية الديمقراطية .
ومن ضمن تلك الأشكال القتل الطائفي والأجرامي الذي تقوم به مجموعات خارجة عن الدين والمنطق ، وأشاعة الجريمة في مدن العراق الآمنة ، وتمارس تلك المجموعات العمل الأجرامي الرخيص مستهدفة الإنسان العراقي والأسواق والتجمعات الفقيرة والأطفال ، سواء من يهيء منهم البهائم المفخخة أستيرادا أو تصنيعا ، أو من يرفع السلاح بوجه العراق ، وهي تقصد بذلك تفكيك التلاحم الوطني وتثبيت الشرخ بين ابناء العراق المختلف القوميات والمذاهب والأديان ، ولذا حق على العراق أن ينازلهم ويحمي الإنسان من شرورهم وجرائمهم ، فخاب مسعاهم وساء ظنهم .
يتعرض ما تبقى من أبناء الديانة المندائية العراقية والعريقة الى شكل رخيص من أشكال الإرهاب ، أذ يعمد بعض مدعي الحرص على الدين الى ممارسة الإرهاب والتهديد والوعيد بحق من تبقى منهم في منطقة الدورة ببغداد لغرض تغيير ديانتهم أو مغادرة المنطقة .
المندائي لاعشيرة له ولا ميلشيات تحميه ، فعشيرته العراق ، وسلاحه التمسك بالوحدة الوطنية ، وحيث لامنطقة أخرى تأويه مما يضطره الى مغادرة العراق والهجرة الى الخارج ، وتلك خسارة مضاعفة للعراق حين يخسر أحدة ابناءه المخلصين والعاملين المنتجين على الدوام ، وأذ نتذكر بأن المندائيون من ابناء هذه الديانة العبقة قدموا التضحيات الجسام ، والقوافل من الشهداء من اجل أن يكون العراق ديمقراطيا وفيدراليا ، وكانوا خير ابناء بررة بالعراق ، فمنهم المثقفين والعلماء والسياسيين ، ومنهم الصاغة والعمال والأكاديميين ، وكانو على الدوام حاملين لأغصان الزيتون بالرغم من تهميشهم دستوريا وما تحمله اتباع هذه الديانة العراقية القديمة في كل العهود الغابرة ، لم يذكر التاريخ القديم والحديث واقعة تشير الى اعتمادهم العنف أو القوة في تعاملهم حتى مع ألد أعداء ديانتهم أو انسانهم .
واليوم بعد أن أقر الدستور العراقي بحقيقة المندائية والايزيدية في الفقرة ثانيا من المادة الثانية منه ، وأعترف بهما كمكونات دينية عراقية ، لذا يتحتم على الدولة أن تسعى لتجسيد تلك النصوص بأعتبارهم مواطنين لهم كل الحقوق والواجبات التي يتمتع بها أي عراقي ، ولذا نناشدكم ايها السيد الكريم الالتفات الى هذه الناحية ، وقطع دابر هذه المحالات البائسة المبنية على القسر والتهديد والأرهاب ، ومحاربة هذه العقول المريضة التي تتبرقع بلبوس الحرص على الدين وتمارس العمل الأرهابي .
المندائيون اليوم أمانة في اعناق العراق ، ويحتاجون منا وقفة وطنية في المحافظة على العوائل التي بقيت منهم ، بعد أن تمكن الارهاب من تشريد الالاف منهم من بيوتهم واعمالهم ، فأنتشروا لاجئين في أصقاع الأرض ، أو في دول الجوار ينتظرون زوال محنتهم ، وتمكن أيضا من قتل العديد منهم تحت شتى الاسباب .
أن هذا الأسلوب الرخيص في محاربة المندائيين يدلل على وجود تلك العقول المريضة التي سنحت لها الفرصة في ممارسة امراضها الدفينة ضد أبناء العراق ، وكلنا ثقة وامل أن وزارة الداخلية لن تتوانى عن الالتفات الى مثل هذه الجرائم الوطنية بحق ابناء الصابئة المندائيون وتتخذ الأجراء الرادع والمناسب لحمايتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه