الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل العراق وجيل من الايتام

رؤى البازركان

2008 / 5 / 17
حقوق الاطفال والشبيبة


نقف امام كبرى المصائب التي يشهدها العراق.. ونسمع اصوات عالية من الاستغاثات .. فالحروب التي عاشها المجتمع العراقي لم تجلب معها غير الكوارث والدمار.. والحصار جار على حق الانسان العراقي بعيش كريم .. وما المحتل لم يمنح العراقين سوى العنف والموت.. واذا ما اردنا ان نتأمل مستقبل العراق.. سريعا تظهر صورة الطفل العراقي لانه هو المستقبل.. لكن ملف الطفولة في العراق مطوي و مهمل ولاقانون يحمي الاطفال من مختلف اشكال العنف الذي يتعرضون له يوميا .. ويشير المختصون في المجال النفسي ان اطفال العراق بحاجة الى العلاج النفسي المكثف نتيجة الاوضاع المأساوية لكن ما نلاحظه ان الرعاية النفسية لاحتواء اثار الصدمات على الاطفال غير موجودة في العراق وان ضحايا هذا العنف الدائر يتشكل من اعداد كبيرة من الاطفال.. هم جيل من الايتام.. جيل المستقبل.. هذه البراءة التي افقدها العنف احد ذويهم او كليهما دون ذنب تعيش واقع يضج بالانين الصامت ولااحد يلتفت لهم.. رغم ان كل التشريعات السماوية والاعراف الاجتماعية تنص على كفالة اليتيم .. لكن اليتيم لم يمنح ولو قطرة من حقه في الفرح بدل الحزن.. كيف يمكن للمجتمع الانساني ان يستوعب اشكالية اليتيم في العراق مع تزايد اعدادهم وعدم توقف اعمال العنف في العراق.. فكثير من المنظمات الانسانية التي تشكلت بعد الاحتلال تحمل عنوان رعاية الايتام وحصلت على دعم الجهات المانحة لكنها لم تحقق غاية يشار اليها ومؤؤسسات الدولة كوزارة العمل والشؤن الاجتماعية تتهم هذه المنظمات بالوهمية مستغلة الاموال لصالحها باسم الايتام.. واما دور الدولة للايتام التابعة لوزارة العمل والشؤن الاجتماعية والتي عددها لايتجاوز الخمسة عشر دار في العراق لايكفي لاحتواء كارثة الايتام .. وتشير تقارير المنظمات الدولية عن قلقها ازاء وضع الايتام في العراق وان الرعاية الانسانية والصحية والنفسية ضعيفة وان الكثير من الانتهاكات تطول الايتام الابرياء .. وفضيحة دار الحنان هي احد الادلة التي تدين مؤسسات الدولة التي من اختصاصها ملفات الايتام .. واما البرلمان العراقي مستم بتهميش القضايا الانسانية المؤلمة التي يعيشها المجتمع العراقي من ملفات الارامل الى مستقبل الايتام وكأن هذه الشرائح غير عراقية..ولم يفعل قانون صندوق اليتيم او حتى مشاريع القروض الصغيرة ..والايتام في العراق مبكرا فقدوا حاجاتهم الانسانية والعاطفية والنفسية.. وتشبعوا بالجوع والحرمان والعنف.. ولم يجدو اليد الحنونة لا من الاقارب ولا حتى المؤسسات الدينية التي تتصارع على السلطة بأسم الدين وتركت دورها الحقيقي لمنهج العدالة والخير.. كل هذه المعانات العميقة ودموع الايتام وجرحهم النفسي الذي لم يندمل باستغلالهم اقتصاديا في العمليات الارهابية ومنهم من زج داخل السجون نتيجة هذا لاستغلال دون مراعات لحقوق الطفل الانسانية التي تبصم العار على من باع العراق.. وسحق الضمير بفقد الحنان والاشباع العاطفي ساقهم الى ترك الدراسة وطلب العلم الى مزاولة الاعمال الشاقة التي لاتناسب اعمارهم يواجهون الاعتداء الجسدي او الجنسي او العوق المستديم.. واذا ما لم تتحرك بجدية مؤسسات الدولة العراقية للاهتمام بأشكالية الايتام المعنفون رغم طفولتهم فأن المستقبل القادم يشير الى جيل قادم يختزل مفهوم انحرافات الشخصية والامراض النفسية التي تحيا مع الجريمة والسرقة لان القيم الانسانية قد تم دفنها مع العراق الموحد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما أسباب توقيف سعدية مصباح رئيسة جمعية تدافع عن المهاج


.. هل تجهض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ؟ |.. سامويل وربي




.. عقبة قانونية جديدة أمام بريطانيا تعرقل نقل طالبي اللجوء لرون


.. نتنياهو عرقل الصفقة ومستعد للتضحية بالأسرى الإسرائـيليين.. ا




.. علم إسرائيل يرفع على الحدود المصرية.. ورفح بين المجاعة والقص