الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبكةُ حزبِ الله..

حسام محمود فهمي

2008 / 5 / 21
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


شبكاتُ الاتصالاتِ هي عصبُ الحياةِ في عالمِ اليومِ، اتصالاتٌ تليفونيةٌ واتصالاتٌ بين الحواسبِ، سلكيةٌ ولاسلكيةٌ، ثابتةٌ وجوالةٌ، لنقل الصوت والصورة والمعلومات المكتوبة؛ امكانُ الاتصالِ تحت أي ظرفٍ مقياسٌ لتقدمِ الدولِ، مرآةٌ هو لآخرِ ما وصلَ إليه العلمُ. نقلُ المعلوماتِ السلميةِ يختلفُ تماماً عن نقلِ المعلوماتِ العسكريةِ والأمنيةِ، في الأجهزةِ المستخدمةِ وفي طرقِ تأمينِ المعلوماتِ، تدخلُ فيه الأقمارُ الصناعيةُ والحواسبُ فائقةُ السرعةِ، وكذلك العاملُ البشري راقي التدريبِ والمقدرةِ. شبكاتُ الاتصالاتِ تنقلبُ وبالاً إذا كانت كثيرةُ الأعطالِ لتهالكِ أجهزتِها أو لضعفِ تقنيتها، ما أكثر ما كانت وسيلةً للتدميرِ الذاتي في زمنِ الحروبِ، وما أكثر ما روي التاريخُ عن شفراتٍ تمَ كسرُها ومعلوماتٍ ظُنت سريةٍ بينما هي معلومةٍ تماماً، ما أكثر الهزائمِ والانكساراتِ التي تسببَ فيها الدخول علي شبكاتِ الاتصالاتِ.
شبكةُ اتصالاتِ حزب الله في لبنان كادت تتسببُ في حربٍ أهليةٍ بعدما أرادت الحكومةُ إزالتَها، لبنانُ يعيشُ حالةَ الدولةِ داخلَ الدولةِ، شبكةُ الاتصالاتِ وغيرُها حُججٌ لإثباتِ الذاتِ، الوجودِ. من الناحيةِ التقنيةِ يستحيلُ أن تكون شبكةُ حزبِ اللهِ وسيلةً لتأمينه، فمن مولوها وأقاموها يفتقدون التقنيةَ الحديثةَ التي تجعلُها فعلاً مصدرَ أمانٍ ومعلوماتٍ. علي العكسِ تماماً فإن وجودَها مصدرُ خطرٍ علي كلِ مكانٍ توجدُ به، بدءً بالمطارِ الذي سيكون أولَ هدفٍ لأي عملٍ عسكري، أما التنصتُ عليها فما أيسره في ظلِ التقنيات المهولةِ في عالمِ الاتصالاتِ الحديثةِ. الاتصالاتُ ليست ما نمارسُه من كلامٍ في الهواتفِ ولا في الدخولِ فائق السرعةِ علي الانترنت، إنها فيما لا نراه ولا نسمعُ عنه في حياتِنا اليوميةِ، لكنه يراقبُنا دون أن ندري. لقد دمرَت اسرائيلُ المفاعلَ النووى السوري في غمضةِ عينٍ بعدما تمكنَت من التنصتِ علي ما ظنوه سراً خطيراً، تصوروا في غفلةٍ من جهلٍ أنهم أهلُ منعةٍ وحصانةٍ، بينما هم عرايا تماماً، صورُهم في كلِ مكانٍ، لم تسترهم شبكاتُهم ولا أوهامُهم.
ما اكثر من يروجون للخداعِ ويعيشون فيه، من فرطِ احترافِ الهزائمِ تخيلوا أن الهزيمةَ الأقلُ انتصاراً تُقامُ له الأعراسُ، تباري من أعماهم التعصبُ في تبريرِ شبكةِ حزبِ اللهِ باعتبارِها تأميناً له في نضالِه. ضد من؟ لم يقولوها صراحةً، فضحَتهم الأيامُ التي ما كذبَت يوماً. نفسُ منطقِ التباهي بالانتصارِ علي اسرائيل بعدما أُجلي الحزبُ كَرهاً عن الجنوبِ اللبناني.
مرحباً بالانتصارِ الحقيقي، في أي مجالٍ، ويا حبذا لو كان في العلمِ الذي يفتقدون تماماً مقوماتِه وأسسَ التقدمِ به، بلا سطحياتٍ وقشرياتٍ وصراخاتٍ ومغالاطاتٍ، بلا خداعٍ ولا غشٍ، بلا شبكاتٍ هشةٍ وبالُها كاسحٌ، عليهم وعلي المجتمعِ الذي يدمرونه باصرارٍ وترصدٍ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 50 شهيدا من الأطقم الطبية وفرق الإسعاف فى جنوب لبنان خلال ال


.. رينو ألبين جي تي إيه | وحدة إنقاذ السيارات | ناشونال جيوغراف




.. غداً الأحد 6 أكتوبر | رحلة علاج في القطب الشمالي | ناشونال ج


.. الدفع لصناع المحتوى المصريين بالجنيه بدل الدولار.. قرار غوغل




.. وصول مساعدات طبية أرسلتها منظمة الصحة العالمية إلى لبنان