الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{البيئه ----- والعنف -----والبيئه الاجتماعيه

هادي ناصر سعيد الباقر

2008 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ليس افضل من الايجاز .. وفي البدايه قصة قصيره تمهد وتوضح للبحث , فليس اصدق من القصص تأثيرا" :
فالأولى : في الزعفرانيه محله 961 في بيت في نهاية زقاق 5 وضعوا عبوه تم ابطالها .. وبعد عدة ايام تم اغتيال صاحب الدار في الشارع وامام الملىء .. وهذا (( عنف )) سببه ضعف الدوله , وهذا ما يشاع عنها دعاية" ..
والثانيه : في شارع البطل – الزعفرانيه – هناك بيت كتب على جدرانه وابوابه (( هذا البيت مطلوب دم عشائري )) ..بعد ان هجموا عليه ليلا" .. وكانت معركه لعلع فيها الرصاص افزع وارهب الناس .. وهذا (( عنف عشائري )) .. ورث مفاهيم عنف الجاهليه حيث كانوا يأدون , ولازالوا , يأدون النساء .
والثالثه : في سوق الهوى – لست ادري الالف المقصوره ام الممدود ه -.. اعجبني منظر رؤوس الخرفان ( الباجه ) . مرصوفه كلوحة تشكيليه وددت ان اصورها .. الاّ ان البائع امتنع باسلوب العنف . ممنوع التصوير .. ولم تمض دقائق حتى هجم عليّ من الخلف اربعة شبان ليكتفوني وهم يستنكرون : (عندك كامرا .. ممنوع التصوير ) .. قلت لهم هذا بالون امريكي يصور كل خصوصياتكم .. وهذا (( عنف الجهل الاجتماعي والتربيه المشوّهه خلقة" وخلقا" )) .. ولعل من اسبابها سلب الانثى حقّها في اختيار الزواج , فتربي جيلا" محبطا", كما هي ,حاقدا" , عدواني , كما هي ..
الرابعه :في منطقة الدوره – عرب جبور والبو عيثه ..حيث القتل على الهويه .. والتمثيل بالجثث شيبا" وشبانا" نساء" واطفالا" .. بشكل يثير الاشمئزاز والاستغراب ؟؟!! وهذا (( عنف مستورد )).. ساعد على التمهيد له (( المحتل ))الذي دعوناه (( كمحرر)) الاّ انه جاء ومعه اجنده الاحتلال ..

نحن شعب توارث العتف متطرفين الى اقصى حدّي التطرف العاطفي في العنف والمسكنه ..

ولابد ان نوجز المفاهيم .. فأقول :
ان البيئه : هي الموطن وحيث نكون .. كبيئه طبيعيه جامده وهي الارض والماء والهواء .. والبيئه الحياتيه : النبات ولبحيوان والمكروبات .. ثم البيئه الاجتماعيه للانسان . لأن هناك بيئات لمجتمعات غير الانسانيه ... والبيئه الاجتماعيه هي نتاج تفاعل الانسان بمفاهيمه مؤثرا" ومتأثرا" بالبيئه الطبيعيه ..
والبيئه اساسا" تكون متوازنه لعناصرها ومكوناتها كما قدّر لها الله القادر بميزان .. واي اختلال او اخلال بهذا الميزان يسمى تلوثا" ينتج عنفا" :.. عواصف ..فيضانات .. براكين .. تصحر .. تغيير او انقراض .. فتؤدي خللا" بتوازن المجتمع .. انحرافا" في المفاهيم .. وانماط اجتماعيه جديده ومختلفه .
والعنف : بالقاموس : هو ضد (( الرفق الذي هو التلطف والعناييه الهادئه ))... فالعنف عندي هو الغضب او مايشبه الجنون .. وهو شذوذ وخروج" عن المألوف .. وهو يبدأ كمفهوم عدائي داخل النفس .. ثم ينتقل ويتحول كسلوك خارجي مخرّب ...
فالعنف العشائري : هو مجموعة التقاليد التي تشكل اعمدة المجتمع العشائري .. الذي يقوم على الاستبداد الفردي المتوارث والذي يسحق الفرد في العشيره ويسلبه حريته في الاختيار وخرق الحواجز الطبقيه , ويسحق المرأه حتى الكرامه ويحولها الى سلعه للمقايضه وهدر لدمها . والاستبداد يخلق مجتمع القطيع الذي يتوارث مفاهيم العنف في الثأر .. والغزو ..وقمع المبادرات الفرديه الاّ اوامر الشيخ ..
اما العنف الناجم عن غياب سلطة القانون : فيؤدي الى مجتمع الغابه وسيادة العنف للاقوى ... والاعتداء على حريات الغير وحقوقهم ... فغياب سلطة الدوله القانونيه : ستطفوا على السطح كل انواع العنف الاخرى ..
ان الكائن الحي لديه هدفان :
الاول : حصوله على الغذاء وهنا يسلك كل الوسائل في سبيل حصولهم على الغذاء ..
الثاني : تأمين الموطن والعائله والتناسل ..
وهذان الهدفان لايمكن ضمانهما الاّ داخل محيط من الامن او وعاء من الامن والطمأنينه .. فاذا ما فقد الكائن الحي ومنهم الانسان عنصر الامن والامان يتم فقد الموطن والغذاء والعائله .. عندها يبدأ العنف والصراع والموت ..
فالقاعده التي يقوم عليها المجتمع هي اساسا" قاعدة الامن والامان ... فعند ضرب وتخريب هذه القاعده يتهدم المجتمع وينهار ويشيع فيه العنف والعدوان بكل انواعه وتتهدم البيئه الاجتماعيه ويشيع فيها مفاهيم العنف .. السرقه ... الارهاب .. والعدوان على حقوق الآخرين ..
اما العنف المستورد : وقد ساعد (( المحتل ))على انتشاره واستشراءه هذا العنف عندما قام المحتل اول ما قام به هو الغاءه لسلطة الامن والجيش .. فعلى سبيل المثال : في الداخل .. طفحت على سطح المجتمع كوامن الحسد والحقد والحرمان والثأر .. فوجد الكثير ان لارادع عليهما .. والتربيه التي غرسها العهد السابق هي تربية لا تردع النفس عن اطماعها وليس لديها الخوف من الله ... فكثرت الجرائم .. والسرقات .. والعنف ..وتدمير وتخريب البنى التحتيه ومؤسسات الدوله .. فحلّ الخراب بالمجتمع .. وبدأ التغييرفي المجتمع بما يتلائم مع مفاهيم العنف الشاذه .. وهذا ما نعاني منه الآن .. من فوضى وتخريب اجتماعي .. وفساد..
واما تأثير فقدان قوّة العراق هو انّ ثغور العراق وحدوده اصبحت مكشوفه بغير حمايه وحراسه , فادفعت امواج الارهابين ممن يحملون افكارا العصر الجاهلي والحجري المعادي للاسلام والانسانيه الحاقدون على هذا الشعب وحللوا قتله وانتهاك حرماته ومقدساته .. وكذلك الدول المجاوره التي تخاف ان ينتقل اليها المفاهيم والنظام الديمقراطي الذي يهدد كياناتهم ..
ما هو الحـــــــــــــــــــل :
حتى نستأصل شأفة العنف وثقافة العدوان... فالحل يكمن فقط في التطبيق الديمقراطي أي في تطبيق النظام الديمقراطي ... أي في تحقيق سلطة الشعب .. أي مشاركة جميع الناس في اتخاذ القرارات السياسيه وغيرها , وذلك لمراقبة السلطات المستمره التي تستلزم حماية الحقوق الفرديه وخاصة" حرية التعبير .. وحرية المرأه في الاختيار ..وحكومة بجميع افرادها تؤمن بالديمقراطيه .. والديمقراطيه يجب ان تعلّم الناس طرق انتقاد السلطه انتقادا"بنّاء""...لان هذا يجنبنا الطغيان الذي يؤدي الى العدوان . .. وفي الديمقراطيه .. الحريه : هي غايه وهي وسيله فرديه واجتماعيه ..والمساواة في الديمقراطيه لاتعني واجهه , بل هي مساواة اجتماعيه .. والغاء التفاوت الاجتماعي والتفاوت الطبيعي .. وان لايحل الاختيار على اساس المولد والمال .. والديمقراطيه تعني الاهتمام بالاقل موهبه وبالطبقات الاكثر فقرا" وتخلفا" .
فالديمقراطيه تحتاج الى شعب نيّر .. بين افراده قاسما"مشتركا" اعظم من الفهم والتعاون المشترك .. وبيت افراده والحكومه قاسما" مشتركا"اعظم من الفهم والتعاون المتبادل ....
الديمقراطيه تحتاج الى شعب نيّر اكثر من حاجتها الى نخبه نيّره ..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA