الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال الفلسطيني من السلطتين

ابراهيم علاء الدين

2008 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


لقاء بالصدفة على شبكة الانترنت جمعني بشابة فلسطينية من رام الله عمرها 29 عاما ليست متزوجة تعمل في مجال الاعلام وناشطة في بعض مؤسسات المجتمع المدني. كشفت خلاله الشابة عن مشاعر الناس العاديين بعفوية وصدق على الاقل لانها لم تكن تعرف ان الذي يتحدث معها يعمل صحفيا وان حديثها سيجد طريقه للنشر.

وقد تركز الحوار حول الاوضاع في فلسطين وبشكل خاص حول الذكرى الستين للنكبة، والاجواء التي تسود اوساط الفلسطينيين بهذه المناسبة.
فعبرت الشابة عن استيائها الشديد من الاوضاع واعربت عن قلقها مما تحمله الايام المقبلة من احداث وقالت ان الصورة سوداوية .. لكن الامل موجود .. وفيما يلي نص الحوار..

- هل تعطيني صورة عن مزاج الناس قبل يومين من الذكرى الستين للنكبة ؟

* هناك كثير من الفعاليات وحركة نشطة بالداخل والخارج ، وانا بقترح ان يعم الصمت كل ارجاء الوطن في ذلك اليوم ولا نعمل اي شيء ، لانه من المخزي ان تمر ذكرى 60 عاما على النكبة ونحن في هذا العجز.

- ما هو راي الناس بالفصائل والحكومة وهل ما زال عند الناس امل بالسلام؟
* الناس ناقمون بصورة عامة ولا احدا عنده امل بسلام ليوم واحد مع اسرائيل، لانها تثبت في كل لحظة انها ضد السلام ، وللاسف الجميع لديه شعور باننا ذاهبون للاسوأ لان المفاوضات ورغم التنازلات الكبيرة لم تؤدي الى شيء، والفصائل ذهبت للتهدئة بدون ثمن ويمكنني القول ان سياسة القيادات الفلسطينية هي الاغبى من نوعها .

- هل تعنين ان حالة من التذمر تسود اوساط عامة الناس ؟
* منذ زمن طويل انصرف معظم الناس عن السياسة ، والكل انشغل بهمومه الاقتصادية وتدبير قوت يومه، لقد فقدوا الامل بالسلطة والفصائل في احراز اي تقدم سياسي.

- هل معنى قولك هذا ان الناس لم يعد لها ثقة بالفصائل؟
* الناس لا يزالوا منقسمين بين فتح وحماس ، وهما تنظيمان لا يزالان يحظيان بشعبية واسعة ، لكن هذه الشعبية تراجعت وانصرفت اعداد كبيرة عن مناصرتهما بسبب عجزهما عن تحقيق اي انجاز على الارض ، وصراعهما على السلطة الذي يهدد كل ما حققه النضال الوطني الفلسطيني ، بالاضافة الى الحالة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها المواطن الفلسطيني.

- الا يوجد امل بظهور طرف ثالث اكثر وعيا وادراكا لطبيعة الصراع واحتياجاته؟
* لا اعتقد ان قوى اليسار لديها المقدرة فمعظم قوى اليسار اصبحت على الهامش ولا تمتلك سوى شعبية ضئيلة جدا, واي مبادرات جديدة من اي اطراف اخرى لا تؤخذ على محمل الجد.
- هل انت مع فتح او مع حماس؟
* لست مع اي منهما بل انا ضدهما

- هل انت مستقلة تبحثين كالكثيرين عن طرف ثالث يستطيع قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق بعض الامال ولو كانت صغيرة؟

* لا لا .. انا لا شيء ... ولكن لدي قناعة بان المقاومة هي الحل ، لكن هذه المقاومة لن تنجح الا اذا تم حل السلطة الفلسطينية بشكل كامل، والقيت كافة الاعباء على الاحتلال كما كان الوضع قبل اتفاقية اوسلو. اما المقاومة بشكلها وظروفها الحالية وتنازع الفصائل على السلطة والمناصب فهي مقاومة عبثية وغبية تدمر القضية الفلسطينية.

- هل يتبنى رأيك هذا الكثير من الناس؟
* ليس كثيرا من الناس ولكن هناك فئة واعية تعتقد بذلك ، ولكن للاسف القرار ليس بيدها.
- ان حديثك يشير الى ان الشعب الفلسطيني كانه يعيش في متاهه؟
* صحيح وانا اسفة اذا اعطيتك صورة سوداوية عن الوضع هنا ... لكن صدقني الامل موجود في قلوب الناس .. وهذا لم نجروء على فقدانه على الاقل.

--- هذه المقابلة نقلت وجهة نظر مواطنة فلسطينية وهي لا تعبر بالتاكيد الا عن وجهة نظرها ، ولا تعتبر مقياسا لقياس الراي العام الفلسطيني ، ولكنها بالتاكيد تعكس وجهة نظر شريحة قد تكون واسعة او ضيقة ، ولكن قيمتها الحقيقية وما يعطيها الوزن الذي تستحق معه النشر مستمدة من مجموعة المظاهر والظواهر التي شهدتها فلسطين بمناسة ذكرى النكبة.
فمن ابرز ما يعزز الامل في قلوب الناس وفق وجهة نظري والذي يعتبر تطورا ملموسا ايجابيا ومؤثرا في مسار النضال الوطني الفلسطيني ويمكن المراهنة عليه وعلى تطوره هو ما شهدته الاراضي المحتلة منذ عام 1948 من انشطة وفعاليات لم تشهده تلك الاراضي من قبل.
والذي يدعونا للمراهنة عليه ان قيادة النضال الوطني في فلسطين المحتلة داخل الخط الاخضر كما يقولون هو ان قيادتها اكثر وعيا وتطورا واستقلالية من مثيلتها الموجودة في سلطة الضفة او سلطة غزة.
لكن الذي يؤكد مخاوف الشابة الفلسطينية ويجعل من وجهة نظرها تعبيرا عن الوضع العام في الضفة وغزة هو ما شهدته المنطقتان من احداث في اليوم الذي صادف ذكرى النكبة.
ففي الضفة الغربية وحسب القنوات التلفزيونية شارك نحو 10 الاف شخص في مدينة رام الله بفعاليات احتفالية مهرجانية ، واطلقت خلالها بالونات سوداء بعدد الايام التي مرت منذ 15 ايار عام 48 وحتى 15 ايار 2008 ، وطبعا القيت الخطب وبحت الحناجر وهي تهتف لفلسطين، لماذا عشرة الاف فقط اليس العدد قليل جدا ، خصوا اذا تذكرنا بيانات حزب الخرافة الاسلامي (حزب التحرير الاسلامي) والتي كانت تتبجح باقامة مهرجان بمشاركة عشرة الاف شخص وفي رام الله .
اما في غزة فلا ندري ما هو السبب الذي منعت بموجبه حركة حماس تنظيم احتفالات بالذكرى ، وقامت باعتقال المسؤولين عن تنظيمها ، كما اعقلت ثلاثة من مسؤولي حزب الشعب الفلسطيني والذي اصدر بيانا ندد فيه باجراءات حماس ووصفها بالقمعية ، ودعاها فيه للعودة عن انقلابها على الشرعية الفلسطينية.
نعتقد ان الصورة واضحة واستطيع ان اغامر واتطرف واتفق مع وجهة نظر الشابة الفلسطينية بان الصورة سوداوية بالفعل، والسبب الحقيقي لهذا السواد والتخبط والتراجع هو ضعف قيادة الشعب الفلسطيني ، مما يتطلب والحال هذه بصورة جدية من الشعب الفلسطيني اذا اراد ان يحتفل في الاعوام القادمة بذكرى النكبة وهو بحال احسن ويكون اقرب الى العودة منها الى التشرد من جديد، عليه ان يبذل اقصى ما لديه من جهد لايجاد قيادة جديدة تليق بهذا الشعب وتضحياته العظيمة.
فالشعب الفلسطيني ينتظر مبادرة وانا على قناعة بانها ستجد التفافا شعبيا واسعا بسرعة غير عادية ، فليتقدم البعض منكم لحمل راية النضال الوطني الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت