الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء

محمد شحات ديسطى

2008 / 5 / 19
الادب والفن


على الدرب الطويل تقابلا بعد سنوات من الإغتراب .... قد كانا كيانين فى قلب واحد ..عقل واحد ..تذكرا أيام صباهما ..... عندما تركا ما يفعله الرفاق من نفس الجيل وانطلقا إلى الفضاء الرحب البعيد .. ليعبوا من رحيق البراءة والطهر ... لم تكن تشغلهما فى ذلك الحين مشاكل كثيرة سوى أن يعيشا اللحظة بكل ما تحمله من تلقائية ..... كل منهما يحلم بأن يملأ الأرض خيراً وعدلا ... ففى قلب كل منهما حباً يملأ الكرة الأرضية ... كانت المرأة تمثل لهما كائناً مقدساً محاط بهالة من نور ... فهى وإن كانت ألهبت أحاسيس جيلهما إلا انها لم تزدهما إلا رقة وعذوبة ... كانهما طائران محلقان فى الفضاء ...
كان اللقاء حاراً ...كل منهم يفرغ للآخر معاناته وآناته ... أصبحا كهلين فى سن الشباب ترهقهما الأفكار ...... ممارستهما للحياة بكل ما فيها من قسوة أشعرتهما بالأغتراب وسط الناس ... ورغم أن أحدهما اندمج فى الحياة بعض الشىء ويفخر بتوازنه فيها ...ظل الأخر كما هو يعيش فى داخله ولا يخرج عن إطاره ... إلا أن المشترك بينهما مازال الصراع الأزلى بين الإنسان بمادياته والإنسان المثل داخل كلا منهما ..... تناولا قضايا عديدة .......كل منهما لايحمل همومه فقط بل يحمل هموم الكرة الأرضية... سرعان ما أذابت حرارة اللقاء المشاكل والهموم ـ ففى لحظات التوحد والصفاء تذوب الهموم ـ ... تطرقا إلى علاقاتهما بالكائن النورانى اللذان كم حلما به ....لكن المحصلة النهائية لكلاهما الفشل ... رغم ايمان كلا منهما بصدق تجربته .....أخذا يستخلصا فلسفاتهما فى هذا الشان ... من على صواب ومن على خطأ ...العيب فى المرأة أم فى الواقع المادى أم فيهما ...على الرغم أن الموضوع لم يخرج عن كونه تجربة محدودة .....إلا أن قناعتهما الأساسية مازالت هى إحترام هذا الكائن النوارانى ... وأن الفشل لا يعدو أن يكونا هما السبب فيه ....على الدرب تقابلا مع زميلهم الجامعى ... الذى ملأ الجو مرحاً ....فقد عُرف عنه شغفه بالحياة وبكل ما فيها ... فهو متجاوب مع الوسط الحياتى الذى يحياه .... اشترك معهما فى حوارهما ... إلا أنه شعر بالنقص تجاهما بعدما رأى منهما المعرفة والنضوج الفكرى ... وهو المفروض أن يكون مثلهما ... أراد أن يعوض نقصه ....وأخذ يروى لهما عن تجاربه الحياتية وهو المتمرس بها....وعزف لهما على وتر المرأة ... وهو الذى يعرف مدى حساسيتهما تجاه هذا الموضوع ... أخذ يروى لهما قصص الهوى واللهو المباح والغيرمستباح.... وهما لا يصدقان ما يسمعان وإن كان أحدهما توقع ذلك فلم يكن ذلك غريبا عليه وإن لم يجربه أما الآخر كانت الصدمة كبيرة عليه ... أبكل هذه البساطة تكون الحياة ... تحطم الصرح المقدس أمامه ...أنطلقوا فى صمت كل منهم أصابه الذهول وكل منهم تلح عليه الأسئلة وحسد الآخران ...فهذا يحسده الآخران لأنه يمثل النموذج الأمثل للحياة .... ولكنه يحس أنه غريب ومنبوذ فى هذه الحياة فتجاربه البسيطة والضيقية وضعته فى مكان ضيق فى هذا العالم الرحب .... والآخر محسود أيضاً فرغم أنه يعيش حياة وسطية إلا أنه شعر بأنه مسخ ليس له لون محدد ..وإنه كريشة معلقة فى الهواء لا تعلم على أية جهة تستقر .....أما الأخير فلا يحرم من الحسد أيضاً لخبرته الواسعة فى الحياة ولكنه يحس أنه أدنى منهما شأناً ونضجاً ... تفرقوا وكل منهم يشعر أنه لم يجن شىء فى حياته .........مط ثلاثتهم الشفاة وتساؤل يلف رؤسهم وعقولهم تساؤل وحيد يلح على أذهانهم جميعاً أيهم أكثر قدرة على مواصلة الحياة ... ؟!! ودون استئذان تفرقوا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس