الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من إغتيال الحريري الى اغتيال مغنية الوجه والقفى لإستراتيجية واحدة

سامي العباس

2008 / 5 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


باديء ذي بدء ليس لدي معلومات ..ولست جهة تحقيق ...ما سأقوله مجرد تمرين ذهني للعثور على مخرج من متاهة الأرنب التي وضع فيها المواطن اللبناني بعد الخلطة الجديدة لعناصر
الأزمة اللبنانية المتجددة في بعدها المحلي والإقليمي والدولي التي أحدثتها عملية اغتيال الحريري ..
ورغم أن اختيار هذا اليوم كنقطة على السطر لا يخلو من بعض تعسف مقصود,إلا أن وضع نقطةٍ في نفس المكان الذي اختاره من اتخذ قرار الإغتيال قد يساعد على إجراء محاكمات عقلية قد تفضي الى التعرف عليه .وإلا فالبديل مزيد من الغوص في ركام الحوادث اللبنانية لا ينتهي.وقد يزيد المركّب تركيبا ..
ولكي لا تلتبس الأمورعلى من يملك احتجاجا مزدوجا على تركيبة القوى المصطفة على مقلبي الصراع في بعده اللبناني والإقليمي والدولي"لجهة خطاباتها الأيديولوجية وتموضعاتها الملتبسة على خط الصراع بين الحداثة ومعوقاتها " أقترح عليه أن يجرب التمييز بين ما تسمح بإنزاله الى حلبة الصراع الراهن , الشروط السسيولوجية السائدة في المنطقة , وبين ما يحلم به, من إدارة أكثر عقلانية وجدوى للصراع على الثروات والأسواق والمخانق الإستراتيجية للمواصلات الدولية ..فالرغبة بتحسين أدوات الصراع على مستوى البرامج والشعارات وعلى مستوى القوى الإجتماعية المشاركة فيه , ينبغي أن لا تدفع الى اتخاذ مواقف عدمية تتلطى وراء إصبعين من التذاكي على الضمير .فالجبل مع الوقت والصبر يمكن نقله بالملعقة .
منذ خريف العام -2000 بدأت واشنطن تقرأ من داخل إدارتها كلاماً لمن سيصبح بعد أقل من عامين، من عتاة المحافظين الجدد،" دايفيد وورمسر" عن «ضرورة أن توحّد الولايات المتحدة جهودها في سبيل إطاحة النظام البعثي في سوريا وإطلاق حقبة جديدة من الاتحادات القبلية والعائلية والعشائرية في ظل حكومات محدودة النطاق"بعيد ضربة -11-ايلول واحتلال المحافظين الجدد المواقع المتقدمة في إدارة بوش الابن ,راح وورمسر نفسه يتنقل، أو يترقّى، بين معاون جون بولتون، مساعد وزير الخارجية، ومستشار دوغلاس فايث في البنتاغون، وصولاً إلى احتلاله، بدءاً من تشرين الأول 2003، منصب مساعد ديك تشيني للشؤون السورية. وفي مواقعه هذه كلها، كان وورمسر ينقل من مكتب إلى آخر ملفاً أزرق يعود إلى عام 1996، كتبه لنتنياهو تحت عنوان «التحرر التام». وفي أحد فصوله إسهاب في أهمية «إزالة الدولة القومية العلمانية في دمشق»، وضرب النظام السوري عبر «دعم الهاشميين في الأردن والعراق»، وعبر إخراجه من لبنان، واستعمال الأمم المتحدة... وغير ذلك مما صار بعد أشهر على انتقاله إلى البيت الأبيض، سياسة أمير كية رسمية.. وقد شكل مؤتمر القمة العربية في بيروت -2002- مفصلا مهما في تردي العلاقات السورية –الأمريكية على خلفية التحضير لتأمين الغطاء عربيا لعملية غزو العراق .حيث شكل الموقف السوري داخل المؤتمر عائقا رئيسيا في هذا الإتجاه .. صدر القرار -1559- ثم إغتيل الحريري بعد أن سوقت صورة له كمهندس للقرار الآنف الذكر , ليسهل تلبيس تهمة إغتياله لسورية أمام الرأي العام : لبنانيا وعربيا ودوليا, وتوظيف هذه التهمة لإخراجها عسكريا من لبنان وخلق تداعي للأمور ينتهي بسقوط النظام في دمشق .بعد ذلك تتابعت فصول الاغتيالات المدروسة لشخصيات لبنانية من لون سياسي واحد في إطار المزيد من تحبير لائحة الإتهام لسورية ,سيما ولجنة التحقيق الدولية –وتحت هذا المناخ الثقيل من الإرتياب المسبق بسورية –لاتستطيع أن تهرب من ضب الملفات الجديدة الى الملف الأصلي ..لقد استثمر إغتيال الحريري لتشكيل تسونامي سيكولوجي أغرق الرأي العام في المنطقة..وشكل رافعة لإحداث انقلاب في المشهد اللبناني –السوري لإستكمال تشديد القبضة الإستراتيجية الأمريكية على القوس الجيواستراتيجي الممتد من خليج البنغال الى جبل طارق..
في إطار هذه القراءة للأحداث يمكن موضعة اغتيال مغنية عند المفصل بين المرحلتين الأولى والثانية في المواجهة الأمريكية –السورية ..أي الإنتقال من إطلاق النار تحت الطاولة على خصوم سورية في لبنان ,الى إطلاق النار فوق الطاولة على حلفائها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في