الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية التاريخ وجاهزية الأفكار مؤشر على وقف الإجتهاد..

خالد ديمال

2008 / 5 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إن الحراك الإجتماعي الذي يتولد عبر إحداثيات مرصوفة سلفا ،والمرتكزة بالأساس في المخيال الجماعي ،كثقافة سائدة ،لا يمكن له أن يتنحى بعيدا كبراكسيس اجتماعي إلا على هذا المنوال ،أعني تجذر الثقافة كبنية سائدة ،لكن مشفوعة برغبة جمالية غالبا ما تأله محتواها الباطن،وتتدافع فيها الجماعة باستماتة كي تكون هي السائد دوما ،بصورة تأكيدية ..
التصانيف تتعدد،وهي ما يمكن أن نسميه بتجزيئات الثقافة،أي تلك اللغة البينية المعضدة بارتباطات أخرى ،وهي مرتكزمؤسسي ثابت،وبديهي،أي ترابط الأنساق،في تناه مطلق،أي ارتباط الإقتصاد بالثقافة في التدافع الإجتماعي المنمط،أي المصوغ في قالب ( أو شاكلة معينة)..
هذا التماهي ،ينجر نحو الإنجذاب في شكل تصور حول الحياة،وكيفيات العيش،وطرائقه،هذا إذا أضفنا إليه المحكي اليومي،الذي يطور الجانب السيكولوجي،إلى متداول استهلاكي ينمط هذا المعيش بحد ذاته ،وربما أحيانا أسطرته،لدرجة التماهي القيمي( أو الأخلاقي)،على أكبر تقدير.
في الوصف الذي سبق ،هناك نماذج عدة ،تتطور في السيرورة التاريخية ،حيث انهزمت القوالب المادية ،وبالتحديد الماركسية،لصالح ميزان قوى السوق،وإذكاء حماسته في المخيال الفردي (وتثبيته فيه)،وليس فقط الجماعة،حيث تمت الإستعاضة عنها( أي الجماعة)،فتكسرت روح التضامن..
لن نقول بأن ما تسيد بشكل أكبر هي الليبرالية ،كقيم ثقافية،حيث بالإمكان الحديث عن الديموقراطية،وما يتفرع عنها من حق في الإختلاف،واحترام الرأي الآخر ..ومن حريات أخرى فرعية،لكنها أساسية،كحق التعبير ،وحرية الفكر والتفكير،إلخ...كمنظومة داخلة في التركيبة الحقوقية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان ،في أي مكان في الأرض،كبرهان ساطع على المساواة،وتطبيق روح العدالة،بنزاهة شفافة..
لكن بالإمكان تحويل مسار التحليل بقليل من الجرأة،والقول أنه" حينما نأله هذا الحق ،فإننا نلغي الإرادة الإنسانية كموجود باحث في جوهر الوجود،على الأقل في هذا الجانب الفلسفي بالذات،خاصة وأن هناك من ربط بين( اللبيرالية والرأسمالية)،واعتبر أن (ارتباطهما حتمي)،ومؤشر على نهاية التاريخ،أي نهاية الصراع بين الأفكار والمشاريع المجتمعية ذات التأثير الإيديولوجي..
هذه صفعة أولية للإجتهاد،مادام الإستغلاق وتصادم المصالح هو الباعث على البحث،وإعمال أسلوب التفكير العقلي،وحينما نضع نهاية من هذا القبيل ،فإننا نسقط دون إرادة في الحتمية الميتافيزيقية التي تمجد الحقيقة المطلقة،وجاهزية الأفكار ،وتلغي كذلك العقل البشري والإرادة الإنسانية في طرح البديل المستجد حول أزمات العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟