الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستطل شمس الوطنية على ساسة لبنان؟

بشار السبيعي

2008 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


خمدت نار الحرب التي كادت أن تودي بأمن وسلامة لبنان إلى الهاوية وأثبت اللبنانيون مرة أخرى أنهم جميعاً لايريدون أن يعيدوا ذكريات الحرب الأهلية التي ذهب ضحيتها ألاف الأرواح من المواطنين اللبنانيين.

تعالت أصوات الشؤوم في أوائل أحداث العنف المنصرمة الأسبوع الماضي، التي كانت نتيجة مواجهة محتمة ومتوقعة بين فريق حكومة السنيورة وكتلة النائب البرلماني سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط و خصومهم في المعارضة الممثلة ب"حزب الله" و قائد الجيش اللبناني السابق ميشيل عون. وسمعنا من المحللين السياسيين على شاشات الأقمار الإصطناعية، التي إنقسمت في منظورها كل حسب ولائه للدولة العربية الممولة لتلك المحطات، أن الجحيم أتٍ لامحالة، وأن نار الحرب الأهلية والفتنة الطائفية قد أوقظت و لم يعد في إمكان أحد أن يطفئها. ولكن سرعان ما رأينا التنازل والرجوع عن القرارات الحكومية الصادرة بشأن شبكة الإتصالات السلكية ل"حزب الله" و إحالة رئيس أمن مطار رفيق الحريري الدولي العميد أمين شقير تعيد النزاع والوضع إلى ماكان عليه قبل الأحداث.

منهم من قال أن الفريق الرابح في هذه الجولة هو "حزب الله" وحلفائه لأنه أظهر أنه الأقوى في طرف المعادلة العسكرية و أنه لايطمع في السيطرة على الدولة، وقد أثبت ذلك بسحب قواته من المواقع المدينة التي إحتلها خلال بضعة أيام وتسليم تلك المواقع للجيش اللبناني. وأن اللوم الحقيقي يجب أن يقع على فريق الحكومة اللبنانية للقرارات الإستفزازية التي إتخذتها بحق "حزب الله"، متجاهلين مافعله مسلحين ذلك الحزب من تخريب وتدمير مرافق المدينة و حرق مراكز الصحافة والإعلام للموالاة.

ومنهم من قال أن الرابح الحقيقي هو فريق الحكومة وكتلة المستقبل وحلف 14 أذار، لأنهم إستطاعوا أن يتراجعوا عن قراراتهم محكّمينَ في ذلك العقل والحكمة عندما إحتاج لبنان لقلوب وطنية تفكر في سلامته وأمنه قبل أن تفكر في مكاسبها السياسية من تلك المواجهة. وأن اللوم الحقيقي يجب أن يقع على "حزب الله" و حركة أمل والعماد ميشيل عون لأنهم إتخذوا من السلاح وسيلة لنيل مالم يستطيعوا أن يحصلون عليه بالعقل والمنطق.

واليوم تتجه قادة الأطراف اللبنانية جميعها إلى الدوحة في قطر، لتجلس على طاولة المفاوضات مرة أخرى لتجد حلاً توافقياً يصون وجوه قادتها ويجنب لبنان حرباً لايربح بإشعالها ومخاضها أي فريق أو جهة.

بعد إتفاق الطائف في عام 1989 وإسدال الستار على حقبة تاريخ دموية في لبنان، بدأت مظاهر الوعي العام عند الشعب اللبناني تنبت في أفكار ذلك المجتمع بمختلف طبقاته وطوائفه، وترعرت تلك المشاعر الوطنية ووجدت المأوى لها في قلب إبن لبنان الأصيل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي راح يبني ويزرع الحب في بلده ليمحي معالم الدمار والحرب ويقول لأبناء بلده أن لبنان الأرز لكل اللبنانيين، إلى أن أتته المنية على أيدي الغدر والكراهية في عام 2005. ومع أن تلك الساعة التي أطفأت مشعل الحب والعطاء في لبنان كانت مأساة وطن ومجتمع بأكمله، إلا أن ماولدته بعدها تحول إلى أول ثورة بيضاء سلمية في تاريخ لبنان والوطن العربي أجمع التي كان نتاجها تحرير الأراضي اللبنانية من جميع القوات المسلحة الأجنبية.

في لحظة حاسمة في تاريخ الشعوب تطل الشمس على الأفكار الظلامية لتطرد سواد الليل وتطارد أخر ماتبقى من عتمته في زوايا القلوب وضمائر البشر. فبعد الحرب العالمية الثانية، نهض الشعب الياباني والألماني من هزيمته ليثبتوا للعالم أجمع أنهم على مقدرة من الوعي والنضوج الفكري ليبنوا دُوِلهمْ ويصبحوا من قادة العالم المتحضر. الشعب اللبناني اليوم أشرقت عليه تلك الشمس لتنبت في قلوب أبنائه زهورالوطنية وشعائر العيش المشترك، فهل ياترى ستصل تلك الشمس إلى قلوب قياديهم ورجال ساستهم؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24