الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات بلا جدوى

احمد فايق دلول

2008 / 5 / 20
القضية الفلسطينية


مع اعترافنا أن المفاوضات هي احدي أشكال النضال السياسي الذي اتبعته بعض أو الكثير من الحركات التحررية العربية و الغربية كذلك و الذي ربما تتخذه حركة حماي اذا اقتضت المصلحة ، لكن التفاوض يجب أن يكون وفق قواعد و ركائز و مبادئ محدد يجب أخذها في عين الاعتبار ، فهناك أوراق الضغط و هناك تكافؤ القوي و المصداقية و تغليب المصلحة العامة علي المصالح الأخرى التي دونها ، وكذلك الرغبة المشتركة في الوصول إلى حلول تلبي مطالب الأطراف المتفاوضة جميعا بشكل متساوي أو شبه متساوي أو بشكل مرضي علي الأقل .

و حتى تكون قراءتنا للمفاوضات الفلسطينية (سلطة أوسلو) – الإسرائيلية واضحة للجميع لا غبار عليها ، فلا بد هنا من الإشارة إلي نقطتين رئيستين لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلهما أو الإغفال عنهما و هما :
1. النقطة الأولي تتمحور حول النوايا الصهيونية و التي هي معلنة وليست بأدنى حاجة إلي التفسير او التأويل و التي أعلنت مرارا و تكرارا علي لسان قادتها العسكريين و السياسيين و الكثير من القادة و حتى الأفراد العاديين ، و شر مثال علي ذلك ما ورد علي لسان تسيبي ليفني بعد الفراغ من اجتماعها الأخير مع احمد قريع حيث قالت بأنها تعتزم تحديد الخطوط الحمراء أمام المفاوض الفلسطيني الفاشل و التي لن تساوم عليها أبدا ، و هذه الخطوط تدور حول اللاجئين و ما يتعلق بهم و كذلك المقدسات و الحدود التي تتمثل في الجدار العنصري الفاصل الذي بني باسمنت أبي غلاء قريع
2. أما النقطة الثانية المتعلقة بالجانب الفلسطيني أو بسلطة أوسلو علي وجه التحديد ، فهي إدراك سلطة أوسلو إن جميع أوراقها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الإعلامية و الأخلاقية و العسكرية أيضا تحتاج إلي الختم أو الموافقة الإسرائيلية و خاصة حول مستقبل القضية الفلسطينية و الدولة و العاصمة ، فالقضية ستكون بعيدة كل البعد عن قرارات مجلس الأمن و التي كانت قد سقطت مع تقادم الزمن و بقوم التسامح السبات العربي .


تلك المفاوضات لا ترى فيها إسرائيل إلا غطاء لها لمواصلة مخططاتها الاستيطانية وإجراءاتها التعقيدية على الأرض وستاراّ دخانياّ للتغطية على أجندتها الخاصة بشأن المصير النهائي للشعب الفلسطيني وقد جاء ذلك على لسان كبير مفاوضيها صائب عريقات بتصريحه الأخير :
أ. إن الوعد الإسرائيلي الذي قطعه أولمرت بإزالة 50 حاجزاّ وساتراّ ليس سوى كذبة إسرائيلية .
ب. هناك مخططاّ إسرائيليا معتمداّ ويجري تطبيقه على الأرض منذ سنوات لخنق ومحاصرة جميع المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل محكم وتحويلها إلى جزر و معازل .
جـ. إن الحكومة الصهيونية تنشير العديد من المناقصات لبناء المزيد من التجمعات الصهيونية في الضفة المحتلة و في القدس.
د-أن إسرائيل لم تف و لو بالقليل من الالتزامات التي قطعتها علي نفسها في خارطة الطريق و هي تعتمد سياسة المماطلة و التضليل و التهرب من المجتمع الدولي و من مجلس الأمن .

إن إسرائيل لم تف بأي من التزاماتها في خطة خارطة الطريق وتعتمد سياسية المماطلة والتهرب وإدارة حملة علاقات عامة لمخادعة وتضليل المجتمع الدولي
و في الوقت الذي يري فيه بعض السياسيين سلطة أوسلو أن المفاوضات ستؤدِّي في النهاية إلى التوصل إلى شيء ما، أو إلي نوع من اتِّـفاق المبادئ أو الإطار الذي يمكن أن ترافقه بعض الإجراءات على الأرض، لاسيما خطوات نحو تسهيل حركة الفلسطينيين ودفع عجلة الاقتصاد قليلا، نقول إن المفاوضات عبثية و مضيعة للوقت وهي أضواء خضراء تجاه سفك الدماء الفلسطينية و خاصة في قطاع غزة و هي كذلك تكريسا للحصار الصهيوامريكي المفروض علي قطاع غزة ، هذه شهادتي و شهادة الواقع ، أما رأي المحللين السياسيين هنا :
حيث يقول المحلِّـل السياسي علي الجرباوي "ليس هناك مجال للتوصُّـل إلى اتفاق نهائي حول مختلف القضايا ، لكن الظروف لا تسمح بعدم التوصُّـل إلى لا شيء، لأن ذلك سيعني ببساطة انهيار السلطة الفلسطينية ، و أنا أقول أن السلطة منهارة جوهريا و قريبا ستنهار كليا
ولم تفلح جولات المفاوضات المتعاقبة الأخيرة سوى في قيام إسرائيل بالإعلان عن إزالة بعض السواتر الترابية في الضفة الغربية، و هي سواتر إن أزيلت - حسب تقرير للأمم المتحدة، فإنها غير ذات أهمية من ناحية ، و هي سواتر وضعتها قوات الاحتلال قبل إزالتها بوقت قصير كما تقول جمعيات حقوق الإنسان في الضفة .

كان ذلك اللِّـقاءات المكثفة للرجلين -اعتذر- منذ مطلع الصيف الماضي و التي لا زالت نتائجها مجهولة أو صفرا علي الأرجح ، و لكن اعتقد أن النتيجة كانت بالسالب و طريقة الحساب هنا بالوقت الضائع في المفاوضات و عدد الحواجز التي أضيفت ، و بناء التجمعات الاستعمارية السكنية بالقدس و دماء غزة و اشتداد الحصار عليها

و نستمع هنا إلي رأي مستشار الرئيس عباس حيث اعتبر أن كل المفاوضات واللقاءات التي جرت حتى الآن كانت مجرد رياضة فكرية وجس للنبض، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية كانت تأمل أن يتم في لقاء عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الأخير تقدم أو أي انجاز وعلى صعيد ما تم الحوار بشأنه في جلسات المفاوضات السابقة بشيء مكتوب ، إلا أن الإسرائيليين رفضوا ذلك بغباء المفاوض الفلسطيني .

و في اعتقادي إن المفاوض أيّا كان لا بد و أن يفاوض وفق أجندة واضحة منه و من الطرف الصهيوني ، لان الغريب في المفاوضات العبثية أن المفاوض الفلسطيني يفاوض إسرائيل و هي لا تمتلك دستور و لا حدود و لا عاصمة و لا حتى ادني مقومات الدولة ، فكيف يفاوض ؟ و علي أي أساس يفاوض ؟ و أين الجدول الزمني للمفاوضات ؟ و ما هي انجازات المفاوضات ؟ و هناك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -