الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تسرع حزب الله

حسين علي الحمداني

2008 / 5 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إلي أين يسير حزب الله إذا استمر في عملياته العسكرية التي بدأها ؟ ولماذا لا يستخدم حزب الله الشعب والجماهير في إسقاط حكومة السنيورة الذي يتهمها بالتأمرك والخيانة ؟
المعروف عن حزب الله أنه استمد شرعيته وشعبيته في داخل لبنان وخارجه من هويته وشخصيته المقاتلة المقاومة التي اكتسبها من تصديه ومواجهته لإسرائيل ، وانطبع في ذهن الشعوب والجماهير شخصية البندقية المقاتلة المقاومة التي لم تنزلق لتهديد أمن لبنان إلي الخطر ، وهو ما شهد له أنصار حزب الله والمعارضون له ولهويته المذهبية ، وعليه فإن انزلاق بندقية حزب الله للمستوي الذي شاهدناه سيعيدنا لحلقات لم نلمسها من قبل . وربما تجعلنا نعيد التفكير كثيراً في شخصية هذا الحزب , والمتابع للوضع اللبناني ومنذ انسحاب القوات السورية وما تبع ذلك من حملة اغتيالات طالت العديد من القوى السياسية والإعلامية البارزة في لبنان وتوجيه أصابع الاتهام علنا لسوريا بالتدبير والتخطيط والتنفيذ , نجد أن ثمة ثنائية جديدة ظهرت على الساحة اللبنانية وهذه الثنائية هي حزب الله ومستوى الدعم اللوجستي والعسكري والسياسي والمادي من إيران وسوريا ، وتيار 14 آذار المتحصن بالولايات المتحدة والمؤسسات الدولية كمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة تيار الأغلبية الذي صعد للسلطة بعملية ديمقراطية انتخابية والذي يتلقى دعم آخر من السعودية ومصر والدول المعتدلة في المنطقة .
وهذه الثنائية البارزة للعيان هي ما يمكن ان نسميه القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أية لحظة يختارها إحدى طرفي الثنائية وربما كان حزب الله قد أدرك هذه الحقيقية فغامر وجر لبنان لحرب تموز الأخيرة التي وان لم يخسر فيها الا انه لم يربحها بالتأكيد ولكنه وحسب تصورات الإعلام (( السوري – الإيراني)) خرج منتصرا رغم الدمار الكبير الذي طال البنى التحتية للكثير من ضواحي لبنان وفي مقدمتها الضاحية الجنوبية التي تمثل معقل الحزب.
ولان الحرب كانت مع إسرائيل لم يجرأ أحد في طعن المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله لأنه ببساطة سيتهم بالعمالة لإسرائيل ولن يجد من يصطف معه أو يقف محايدا على أقل تقدير.
وكما هو معروف وعربيا وإقليميا أن منطقة الشرق الأوسط يعاد صياغتها من جديد بعد سقوط الصنم في العراق وبروز توجهات أمريكية جديدة للمنطقة وثمة صراع معلن بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وهذا الصراع اخذ جوانب عديدة منها سياسية وفكرية وجغرافية وعسكرية أما الجانب السياسي منه تمثل على المستوى المنظور بتجريد المنظمات والأحزاب الموالية لإيران ومحاولة أمريكا عزل هذه المنظمات في زاوية ضيقة جدا في محاولة للقضاء عليها وبالتالي تجريد إيران من بعض قوتها المتمثلة فيها ونقصد هنا (( حماس وحزب الله )) ولا يمكن في أي حال من الأحوال ان نستبعد أن ثمة أصابع خفية قد سارعت بإجبار حزب الله على الإسراع في تنفيذ خطواته وأنه بتحركه وتصرفه الأخير قد دفع إلي الأمام مجبرا ليتخطي العديد من المراحل في إستراتيجيته التي كان ينفذها بتكتيكات مرحلية ، وربما أن عملية القفز عن المراحل المخطط لها كانت إجباريا دُفع إليها دون أن يحن موعدها ووقتها المناسب ، هذا الدفع ولدته قرارات حكومة السنيورة الأخيرة . التي ربما وجدت الوقت المناسب حسب وجهة نظرها للتخلص من الخطر قبل ان يستفحل خاصة إذا ما عرفنا انها مدعومة ليس من دول إقليمية فقط بل من المجتمع الدولي المتمثل بأمريكا وفرنسا ومجلس الأمن .
ومن الناحية العسكرية وبحكم الدعم اللوجستي الكبير المقدم من إيران وسوريا لحزب الله أرادت هاتين الدولتين أن تؤكد للولايات المتحدة وفرنسا ودول الاعتدال العربي انها قادرة على صناعة الفوضى وقادرة على أحياء الانقلابات العسكرية خاصة وان الكثير شبه ما حصل في بيروت بانقلاب عسكري كان قادرا على إذاعة البيان رقم (1) .
إذن لبنان يدفع فاتورة الصراع ما بين أمريكا وإيران خاصة وان لكليهما جذور قوية في المنطقة فإيران بدأت تتوسع ثقافيا مع توسع جغرافي جزئي حيث امتدت ثقافيا إلي لبنان وفلسطين واليمن وعُمان والبحرين وسوريا وأجزاء من السعودية , في حين أن الولايات المتحدة تتوسع وفق الأدوات المتوفرة لديها اتبعته بتوسع محدود ذو شكل قواعد عسكرية في الكويت وقطر والسعودية وأفغانستان وباكستان وهذه القواعد تشكل دولة بداخل دولة لها من السلطات والسيطرة ما يتعدي سلطة الدولة الأصلية إضافة إلى تمركز قواتها في العراق بكثافة يجعل المتابع يستنتج أن أمريكا تحيط بإيران من جميع الجهات .
نعود للسؤال الذي طرحناه هل اختار حزب الله الطريق الأسرع والأسهل؟ بالتأكيد بما ان ثمة ثنائية في لبنان اشرنا اليها فان الحكومة اللبنانية وقوى 14 آذار دفعت حزب الله ليفعل ما يفعل لإلقاء الحجة علية بعيدا عن نظرية المؤامرة التي تهيمن على العقلية العربية منذ أكثر من نصف قرن والتي دفع العرب ثمنها باهضا في الكثير من المناسبات , وهذه القوى تدرك جيدا الإمكانيات العسكرية المتوفرة لهذا الحزب وهي بالتالي تمهد الطريق أمام أمريكا وفرنسا والمجتمع الدولي لإعادة صياغة المنطقة وفق مخططات جديدة خاصة وان الصراع ما بين أمريكا وإيران في السنوات التي اعقبت سقوط الصنم في العراق كان على الساحة العراقية وبالدم العراقي وهذه الساحة اختارتها إيران وجاء الآن الدور على أمريكا لأختيار ساحة الصراع ليس مع إيران وحدها بل إيران وسوريا معا وفي لبنان بالذات التي ربما ستكون الشعرة التي ستقصم ظهر البعير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون