الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الرفاق المشاركين في أعمال المؤتمر التاسع - الحزب الشيوعي اللبناني

جان الشيخ

2004 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تحية رفاقية...
رفاقي الأحباء،
من خضم بركان العاطفة والانتماء إلى حزب الشعب، حزبنا الشيوعي اللبناني- أبعث إليكم بأخلص مشاعر الشوق والتمني بالتوفيق، لكي يكون مؤترمنا التاسع، محطة للانطلاق والاستمرار ولمتابعة الطريق ومنبعاً للأمل وللبرامج العملية والمشاريع المادية، التي نحن وشعبنا بأحر الشوق إليها ولطالما ما انتظرناها.
فنحن وشعبنا أدوات التنفيذ، وفي وحدة مصير طبقية معها، فإن انفصلنا كان لكلانا مصير الموت والاندثار.
ولا طالما رفضنا الموت، ولا بد لنا أن نحرق نبع الخلافات والمهاترات والمناورات التافهة العقيمة. ومن عمق الوعي السياسي الشيوعي المادي، الماركسي، المتجدد، العلمي، التغييري، الثوري، خرجت الممارسة السياسية لحزبنا في الماضي وسنكون بعث روحها في الحاضر وفي المستقبل.
بعد شهور طويلة من الحمل العليل والمتعب والمنتظر خرج المؤتمر التاسع بولادة قيصرية صعبة ولكنها ضرورية وحاسمة. وبالرغم من كل شيء. أبى الحزب، حزب السنديانة الحمراء، الانشقاق حيث أن التصدع كان لحسن الحظ من الغصون اليابسة المتحجرة في الفكر وفي الممارسة، وليس في القاعدة، التي هي الجذور والقوة والحياة.
برهنت الخلافات، أن التباين في الرؤية بين بعض الرفاق في المكتب السياسي والملجس الوطني، والجدل العقيم بين القوى، لا قوة لها ولا حول إلا في الاستقواء على الرفاق وداخل الحزب فقط، لم تمتد لحسن الحظ إلى قاعدتنا الحزبية، وإن أثرت هذه الأخيرة كثيراً في تعطيل وتهميش دور الحزب السياسي والوطني طوال هذه الفترة.
فبدل تجميع الشمل وإعطاء الحزب دوره الجماهيري التغييري وبالأخص في هذه الفترة المعقدة من أشد مراحل الهجمات الإمبريالية والرأسمالية على مصالح هذه الأمة في داخل هذه الدولة المزرعة ونظامها العليل ورموزها الطائفيين المتقنعين بلحى الوطنية والتصحيح. فأين نحن؟
كما في صراعنا العربي الإسرائيلي واشتداد الحملات الإبادية ضد شعبنا الفلسطيني المثال والبطل في مقاومته وانفتضاته الأبية ضد أخطر أعداء الإنسانية جمعاء وشرها النجس. الصهيونية ورموزها وعملائها وأدواتهم المتنوعة، العسكرية، والاقتصادية، والإعلامية والسياسية... وصولاً إلى الاجتياح والحرب ضد شعبنا العراقي الباسل وما آلت إليه تلك المؤامرات والحملات الاستعمارية الإمبريالية من احتلال ومن حكم ابتدائي ومن سلطات لا تمت للوطنية بصلة، عميلة، عليلة، كرتونية، تافهة أضعف من الضعف بأضعاف.
فأين نحن أيها الرفاق من كل ما يجري؟ أين موقفنا من كل ذلك؟ فلسنا حتى بمتفرجين!!!
• خلافاتنا الداخلية العقيمة البيزنطية ليست إلا حجر عثرة بوجه عملنا ودورنا الغائب والمغيب. فمن مصلحة من يا ترى أن نُهمش وأن نندثر؟ فيا لفرحة الصهاينة والإمبرياليين والعملاء!! فالذي لم يستطيعوه في حصار بيروت والاجتياح والاحتلال خلال سنوات،  قدمناه لهم على أطباق من الفضة والذهب والبترول.
• مؤتمرنا التاسع هذا أيها الرفاق ولادة لبرنامج سياسي بنّاء كما حددت نقاطه في الوثيقة المقدمة من المكتب السياسي والمجلس الوطني. برغم نقصها وعدم شموليتها ولكن ليس هذا بسبب كاف لمحي كل النقاط الباقية. أيها الرفاق، للحزب كما لشعبنا وحده، وحدة مصير ومصالح سياسية وطبقية وعملية، والمعارضة لأي برنامج إن كانت فقط للنقض وليس للنقد فهي تدميرية ومميتة ولا يستفيد منها إلا أعداؤنا الطبقيون بالاساس.
• نحن شباب هذا الحزب، نحن روحه ودمه، نحن حياته وممارسته، نحن حاضره ومستقبله. نحن برنامجه ومشروعه، نحن ثورته واستمراره. نريد أن يكون حزبنا أداة لبناء وطن حر، مستقل، علماني، لا طائفي، ديمقراطي، واحد، فلماذا لا يكون أيها الرفاق هذا المؤتمر مفتاح لنا لندخل من خلاله وعبره إلى درب البناء والتغيير ونكون نحن وسيلته وأدواته؟؟
• المصالحة الوطنية يا رفاقي تكون أو لا تكون: مصالحة شعبية، لا طائفية، جماهيرية، وليس فقط مصالحة مصالح حزبية أو مشروع حوار فقط بين أحزاب وطوائف ترفض العيش والتعايش ولطالما كانت هي سبب الأزمة لا بل عقدتها. ولطالما كانت الصراعات والحروب فيما بينها إعادة إنتاج لأزماتها وعلاقاتها وحروبها.
• أما كانت الحرب الأهلية في لبنان (وليس الحرب الأهلية اللبنانية) سبباً ونتيجة لأزمة هذا النظام المهترئ المريض في آن معاً؟؟
فلماذا يا رفاقي نعطي المجال الحيوي لإعادة إنتاج المشاكل والأزمة، في مصالحة بين أطراف الصراع لا يتفقون إلا على إنتاج الصراع والحروب تلو الحروب وما بقائهم إلا استمرار للأزمة.
• لذلك نحن مع رؤية واضحة لطبيعة هذا الصراع ومن نور فكرنا الماركسي العلمي، نستنتج الحل الفعلي لمشكلة ومشاكل هذا النظام ليس فقط في لبنان بل في عالمنا العربي والعالم أجمع.
فقط بوحدة حزبية ورؤية وبرنامج واضح ننتج الحل ونكون نحن مفتاح الحل وجبهة التغيير والتجديد والمقاومة.
• نحن منفتحين على كل شباب لبنان، على كل عمال وفلاحي لبنان، كل شعب لبنان، ومحاوريين وديمقراطيين إلى حد كل المدن والقرى والطوائف. ولكننا محاربين لأرباب الإقطاع السياسي وزعماء الطوائف والأحزاب العنصرية والمناطقية والعشائرية، في آن معاً.
فكيف نحارب الأسياد والإقطاع والزعامات ونريدها بالمقابل أن تتصالح وتتحاور وتعيد إنتاج علاقاتها؟؟ أليس هذا التناقض بعينه؟
• تعلمنا في فكرنا الشيوعي اللبناني أن الطوائف غير موجودة مادياً إلا في علاقاتها السياسية بين بعضها ومن خلال هذا النظام المستنقع السرطاني العليل. ولا وجود لها إلا في فكر البرجوازية السياسية وعلاقاتها. فأرفض دخولي كطرف بين أرباب الأزمة إلا إذا كنا البديل والحل وليس المصلح والباعث والمُسامح.
فلا تسامح مع سارقي لقمة الشعب وكرامته وحريته وحياته وخبزه بل ثورة على ظلمه وعلى مشاريعه وعملائه وحماته. من أجل عدالة اجتماعية بدأت طريقها منذ 79 سنة على شرقي هذا الشاطئ المتوسطي العربي. فلن أرفع راياتي الحمراء مع رايات الذُل والعمالة لن أساوم على تاريخ نضالي، لن أحرق دماء رفاقي الشهداء، لن أسجـن مجدداً أحلام رفاقي الأسرى المحررين، لن أجلد دموع أمهاتنا ولن أصلب عرق عمالنا وآباؤنا، لن أصوّر كتب طلابنا وعلمهم لن أحوّل مقاعدنا الدراسية متاريس للطائفية والتقوقع والعنصرية والتعصب الديني، لن أطالب بتحرير سفاكي دماء الأبرياء والعملاء أبداً، بدل المطالبة بتحرير من تبقى من رفاق في زنازين الصهاينة والغزاة، كرفيقنا البطل الحر دوماً، الرفيق أنور ياسين والرفاق اللبنانيين والفلسطيين والعرب وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار. فلماذا لا نطالب بهم وماذا فعلنا من أجلهم؟؟
• لكل شيء أولوية ومبدأ. فلماذا يا رفاقي نطالب أو يطُالب بمصالحة وطنية شاملة ونحن بأمس الحاجة إلى مصالحة حزبية بين أرباب وأسياد الرفاقية في الحزب؟؟ يا للعجب!!
كيف نكون أكثر المحاورين والمتقبلين للرأي الآخر وحتى على حساب تاريخنا وحزبنا خارج الحزب ولكون أكثر المتشبصين والمتيبسين الفكريين داخل الحزب؟؟ أليس هذا التناقض؟؟
• رفاقي الأحباء.
فليكن مؤتمرنا التاسع هذا 16 أيلول آخر. وإطلاقاً لرصاصات التغيير والحل وبعثاً لمشاريع الحل اللاوهمية بل المادية والعملية.
الشباب ينتظرنا والشعب افتقدنا والساحات اشتاقت إلى راياتنا ومظاهراتنا والمعامل والعمال يحلمون بالإضرابات الشريفة لمصانع اللحم والعرق والدم والخبز، ويطالبون بالنقابات التي نحن أول من أسسها وجعلناها يتيمة لعملنا. والمعلمين سئموا تدريس مسرحية التاريخ والتربية الوطنية الزائفة الطائفية.
• فمن وحي فكر فرج الله الحلو ومهدي عامل وحسين مروة وغيرهم...
ومن بركان الدم المتفجر في معارك الشهادة والكرامة والحرية ووعداً لرفاقنا الشهداء بإكمال الدرب حتى التحرر والتحرير الفعليين.
ومن نور زنازين الشرف والبطولة في أنصار والخيام ومعتقلات الصهيونية واحتلالاته وتطبيعه.
ومن قهر شوارع المخيمات والأحياء النابضة بالبساطة والفقر وعرق الكادحين في كل زوايا وطني. ثورة على الظلم والقهر وأسياده اللاوطنيين والغرباء معاً عاش المؤتمر التاسع. وإلى المؤتمر العاشر موعد قريب.
عاش الحزب الشيوعي اللبناني.
المجد للشهداء والحرية لأسرى الحرية.
الرفيق جان الشيخ
     إيطاليـــا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -