الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون هو الحل!!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2008 / 5 / 21
دراسات وابحاث قانونية


يواجه العرب مشاكل سياسية واقتصادية كثيرة ، ورغم تعدد الاجتهادات التى تشرح اسباب وطرق حل هذه المشاكل ، الا ان السبب الرئيسى لكل هذه المشكلات هو بلا شك غياب المعايير والقواعد والمرجعيات الواضحة التى يمكن الاحتكام اليها عند مواجهة اى مشكلة!
فما هى معايير انتقال السلطة فى بلاد العرب ، والى اى نظام سياسى تنتمى تلك البلاد، وما هو معياراختيار الرئيس ونائبه واعضاء البرلمان؟
ما هى القواعد التى يتم على اساسها وقف برامج التنمية واستبدالها باستيراد أسلحة بمليارات الدولارات؟
هذا على مستوى الدولة أما على مستوى الشعوب، فلقد اصطنع الانسان العربي لنفسه عالما ( بمعايير خاصة ) موازيا للعالم الذى يعيش فيه لنفس السبب ( غياب المعايير )
فقد استبدل الطبيب بالمشعوز وشيخ المسجد ، والشرطة والنيابة والقضاء بالجلسات العرفية أو الثار كما فى صعيد مصر !!
وأزعم ان المشاكل المتفجرة فى ولبنان والسودان والعراق وغيرها من بلدان المنطقة تعود الى نفس السبب ( غياب المعايير ) !!
ففى مصر انفق الرئيس مبارك وبقرار شخصى منه مليارات الدولارات على مشروع توشكى ، وحقق المشروع فشلا زريعا فما هى مرجعيته فى اتخاذ هذا القرار؟
ومن يحاسبه على المليارات التى اهدرت ؟
وفى نقابة الصحفيين منع بعض الزملاء انعقاد مؤتمر " مصريون ضد التمييز" ..فما هى مرجعيتهم فى هذا المنع ؟ هل هى الوطنية أم الدين أم القانون ؟
ما هى مرجعية المشايخ فى تكفير الناس ؟ هل هو القرآن ؟ واذا كان القرآن ..فالى أى تفسير ( مرجعية ) استندوا ؟
ما هى القواعد التى على اساسها تم تغيير نظام الثانوية العامة من نظام السنة الواحدة الى السنتين ثم العودة مرة اخرى الى السنة الواحدة ؟أيهما صحيح وأيهما خطأ ؟ ومن المسئول الذى يجب عقابه على هذا الخطأ الذى ارتكبه فى حق اجيال بأكملها ؟
على أى اساس يدفع اقباط مصر ضرائب اذا كان اولادهم ممنوعون من الدراسة فى جامعة الازهر التى يمولها اباؤهم؟
الامثلة كثيرة وما يجب الاشارة اليه هو ان المرجعيات تتغير لكن المهم تغييرها باتفاق الناس من خلال القنوات الشرعية .
أعتقد أن الدين لا يصلح كمرجعية يمكن الاحتكام اليها لأن الأديان متعددة ومختلفة الاحكام ،وداخل دين طوائف ومذاهب وفرق مختلفة فى مرجعياتها وأحكامها.
اما المرجعية الحقيقة فى رأيى فهى القانون لأنه من صنع البشر وهم الذين ابدعوه بأنفسهم بما يتناسب وظروفهم واوضاعهم الاجتماعية والسياسية ، كما انه من ناحية اخرى نابع من الارض وليس وحيا من السماء بمعنى انه يمكن الطعن عليه وتغييره عكس الاديان فهى ثابتة لا تتغير.
مرة اخرى ..الاديان محلها القلب والضمير ولذلك من المستحيل على اى دين ابداع برنامج يصلح لادارة دولة ، لأن الأديان صقوس وشعائر وليست برامج سياسية ، وما يدعيه الاخوان المسلمين بأن لديهم برنامج مدنى بمرجعية اسلامية هو مجرد تدليس وضحك على الذقون لن ينطلى على احد ولا عليهم انفسهم ولكنهم يداعبون مشاعر العامة والغوغاء للوصول الى السلطة ، وان كنت أؤيد السماح لهم بحزب حتى يخضع تمويلهم لرقابة الدولة .
أما القانون فهو القادر على التعامل مع المصالح المختلفة للناس لأنه متغير ، والثابت الوحيد فى هذا الكون هو التغير.
فالقانون هو الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟