الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن اليهود قوم بهت

احمد فايق دلول

2008 / 5 / 22
القضية الفلسطينية


حاليا ، و علي المستوي المحلي ظهر تفاؤل شعبي تجاه التهدئة التي من المحتمل ان تعقدها حركة حماس و باقي الفصائل مع الكيان المسخ ، و في المقابل ازداد التصعيد العسكري الإسرائيلي علي أبناء شعبنا ، فمن اجتياح عبسان الجدية إلي قصف مراكز الشرطة في مدينة رفح ، إلي ما هو مجهول ، و بات التفاؤل كبيرا لدي أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل اشتداد الحصار الصهيوني و في ظل مماطلة الاحتلال ، و في اعتقادي أن إسرائيل اليوم هي الخاسر الأكبر في حال رفضت التهدئة مع الفصائل في قطاع غزة خاصة في ظل الارتباك و التردد الذي يسود الشارع الإسرائيلي ، وكذلك فإن رفض الاحتلال لهذه التهدئة يؤدي إلي المزيد من التصعيد العسكري في كلا الطرفين .

و كما يبدو لي أن مصر و بالتعاون مع العديد من الأطراف تبذل جهودا كبيرة لتحقيق التهدئة وفك الحصار، وأن مصر أصحبت معنية بفك الحصار حفاظا على أمنها وأمن حدودها وتخوفها من إعادة تجربة فتح الحدود ، و أن هذه المبادرة لم تأت من مصر علي وجه التحديد و إنما أتت من إسرائيل و لكن بالواجهة المصرية كي تحفظ ماء الوجه أمام دول العالم ، و إظهار نفسها أنها الدولة صاحبة ورقة الضغط القوية ، بالرغم من أن ورقة الضغط الفعالة هي المقاومة ، خاصة و أن إسرائيل تبحث دائما عن أمنها ، فالمقاومة هي المهدد الأول لأمن إسرائيل ، و هذا كما قال القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار : " إن كافة الأطراف الدولية والإقليمية أصبحت معنية بشكل كبير بفك الحصار عن قطاع غزة، وأن سلطات الاحتلال تفضل بشكل كبير إنهاء الحصار مقابل حصولها على أمنها وإنقاذ اقتصادها، كاشفا أن الاحتلال هو الذي تقدم لمصر بأن تكون وسيطة لدى حركة حماس لتحقيق تهدئة" .

وفي حين رفض الاحتلال هذه التهدئة فلن ينعم بالأمن علي الصعيد المحلي و علي الصعيد الخارجي ، و إسرائيل التي تريد أن تضرب إيران مطلع الصيف الحالي ستواجه أشد الضربات من محاور الشر الأربعة –علي حد زعمها- فحماس في قطاع غزة ، وسوريا من هضبة الجولان ، حزب الله من لبنان ، و إيران كذلك ، فما علي إسرائيل اليوم إلا أن تعقد اتفاقية أو هدنة مع الجانب الفلسطيني في قطاع غزة كي تتفادى الجبهة الأولي ، و كذلك اتفاقية سلام مع سوريا حتى تتفادى أي ضربات من هضبة الجولان ، أما حزب الله فهو يخوض فوضي خلاقة مع الإطراف الموالية التي تعمل علي إضعافه ، و في هذه الحالة لم يبق إلا إيران ، فضربها سيكون بسهولة من المنظور الصهيوني ، لذلك إسرائيل مضطرة اليوم إلي عقد تهدئة مع حماس أكثر من سابقها .

و علي حركة حماس و الفصائل الأخرى أن تتمسك بورقة الضغط أمام الاحتلال الصهيوني ، فالاحتلال اوهن من بيت العنكبوت ، و إذا ما بقي المفاوض الفلسطيني متمسكا بورقة الضغط ، فلا بد من خضوع إسرائيل لمطالبه ، أما بالنسبة للجانب المصري فأعتقد انه سيفتح المعبر و لو بشكل شبه يومي ، لأن الأمن المصري اليوم مزعزع للغاية ، خاصة و أن مصر تعيش علي القمح الأمريكي اليومي .

و علي الصعيد المحلي فإن حماس هي الرابح الأول من هذه التهدئة ، فجهود المفاوض الفلسطيني التي بذلها قد تضيع أدراج الرياح أمام هذه التهدئة ، فحركة حماس جادة في التهدئة ، و بهذا ينتقل الجانب الصهيوني إلي حركة حماس خاصة و أنها الحاكم الأول لقطاع غزة ، وهذه التهدئة تعطيها الفرصة لإعادة ترتيب أوراقها بشكل جيد والذي سيمكنها من الاستمرار علي الطريق الذي انطلقت فيه والذي يمكنها من إضافة مكاسب جديدة لها ، و كذلك تعطي مثالا حيا لكل من إسرائيل وأمريكا عن ثمار التفاوض مع حركة حماس بأنها قادرة على فرض اتفاقاتها في حال تم الجلوس معها والتحاور معها والتوصل إلى حلول معها فإنها سوف تكون قادرة على تسويق هذا الاتفاق في الشارع الفلسطيني وتكون قادرة على فرضه على الأرض وإلزام عناصرها وإلزام غير عناصرها وفرض وجهه نظرها على الجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -