الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الوحيدة هي الديمقراطية الجذرية

سلام ابراهيم عطوف كبة

2008 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


60 عاما لميلاد اسرائيل
بمناسبة الولادة الستين لدولة اسرائيل،تباينت آراء النخب الثقافية الاسرائيلية والنخب الثقافية اليهودية في شتى انحاء المعمورة.ومن هذه الآراء ما ابدته الكاتبة جودث بيتلر.
ترجمة/ د.رعد موسى الجبوري
من صحيفة Die Zeit الالمانية
نشرت الهيرالد تريبيون نداء لمشاهير المثقفين من الذين لم يرغبوا في الاحتفال بمناسبة الولادة الستين لدولة اسرائيل،لماذا ميلاد اسرائيل؟حديث مع جودث بيتلر**
تحية الميلاد تماثل اعلان وفاة.(لا سبب للاحتفال)مكتوبة باحرف سوداء و(60 عاما من تهجير الفلسطينيين)بدل 60 عاما اسرائيل.ظهر هذا الاعلان مؤطر بخطوط الحزن في صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية الصادرة يوم 8 ايار،وبالذات في ذكرى التحرر من النازية والعنصرية.كان هذا رفضا غاضبا حاد اللهجة للاحتفال بتأسيس دولة اسرائيل،ما دام السلام لا يسود مع الفلسطينيين.الموقعون كانوا علماء،فلاسفة،كتابا،موسيقيون،سينمائيون من كل العالم،بينهم ثمانية فلسطينيين واثنين من لبنان وخمسة اسرائيليين وكتاب عديدون من اصول يهودية.ومن ال 54 الذين لم يقدموا التهاني كين لوخ،خوان غوتيسولو،محمود درويش،جون بيرغر،الياس خوري،طارق علي،نيغل كينيدي،جياني فاتيمو و جودث بيتلر.

دي تسايت: السيدة بيتلر،متى كنت اخر مرة في اسرائيل؟
جودث بيتلر: انا لست متأكدة ماذا تعني ب "اسرائيل"،لان حدودها تتمدد دوما.قبل بضع سنوات زرت القدس وتل ابيب لاتحدث في مؤتمر للسلام والذي شارك فيه فلسطينيون ويهود اسرائيليون على حد سواء.وكانت تجربة مثيرة،ولكنني لاحظت ان اليهود الاسرائيليين ليست لديهم معلومات كافية عن الفقر والاحباط في المناطق المحتلة.
دي تسايت:انتقدت على صفحات الهيرالد تريبيون ان عملية " تأسيس دولة اسرائيل اقتلعت مئات الوف الفلسطينيين من جذورهم"ولكن اية فرصة اخرى كانت متوفرة لليهود الاوربيين بعد 1945،وبشكل خاص الذين نجو من الهولوكوست،ليؤسسوا اخيرا دولتهم الخاصة بهم؟
جودث بيتلر:يجب على المرء التفريق بين ضرورة وجود الملجأ لليهود بعد الحرب العالمية الثانية وبين الظرف الخاص الذي تأسست تحته دولة اسرائيل.انني اشكك بانه كان هناك التزام دولي لخلق ميناء آمن لليهود الناجين،فلا يمكن تبرير جرم ما بجرم اخر،حتى ان كانت المقارنة بين الجرمين غير جائزة.وكانت حنا ارندت على حق حين تنبأت بأن الاستيلاء القسري على مساكن 700000 أنسان سيقود الى نزاع محتم.انني يهودية يعني بالنسبة لي انني جزء من عالم لا يرضى بالتمييز والتفرقة على اساس الدين او القومية. لقد كان انتزاع الحقوق والاستيلاء على ممتلكات الاخرين الطريق الخاطئ لليهود الذين عانوا أنفسهم من الظلم.وفي كل الاحوال فقد رفضت الدول الاوربية بعد 1945 ان تستقبل يهود اضافيين،وكذلك ضيقت الولايات المتحدة حصة قبول اليهود.وساهمت معاداة السامية في اوربا الغربية على وضع الخطط المشوؤمة ضد فلسطين.في الحقيقة اقترح يهودا ماغنس ومارتن بيبر انشاء فيدرالية ولكن دون جدوى.ونشهد اليوم مدى النتائج الكارثية لانتصار خطة بن غوريون على بيبر وماغنس.
دي تسايت:ولكن هل الذي ذكر بالاعلان"ان اسرائيل تحجب حقوق الفلسطينيين حسب الامم المتحدة لانهم من غير اليهود"صحيح؟الا يؤكد بعض الفلسطينيين عدم شرعية وجود اسرائيل؟
جودث بيتلر:لقد وضعت اسرائيل نفسها فوق قرارات الامم المتحدة.انني استطيع تعداد المئات الذين يدينون العمليات الاسرائيلية او ينتقدون الاستيلاء على الاراضي.ويبرر عدم اعارة الاهتمام ادعاء ان الامم المتحدة ضد اسرائيل او حتى اتهامها بمعاداة السامية.من اهم هذه القرارات هو الصادر في 12 تشرين ثاني 1948 والتي اكدت الامم المتحدة فيه على ان تكون القدس مدينة عالمية،وصاغت قواعد حل مشكلة اللاجئين.وبسبب امتداد حرب التحرير طويلا تركز العمل على الحلول الدبلوماسية،كتشكيل هيئة وساطة.وتقرر كذلك وجوب السماح السريع للاجئين الفلسطينين الراغبين بالعيش مع جيرانهم بسلام للعودة الى بيوتهم.جوبه ذلك بالرفض من قبل اسرائيل.ماذا يقول المرء حين تدعو اسرائيل فجأة للرجوع الى قرارات الامم المتحدة؟ومن ال 700000 مهجر فلسطيني بقى الكثير منهم عالقين على الحدود.واليوم يعيش 2.5 مليون انسان في الضفة الغربية لنهر الاردن و1.5 مليون في غزة. ومايقارب ثلاثة ارباع الفلسطينين في هذه الاماكن يعيشون باقل من 2 دولار/اليوم اما سكنة
مخيمات اللاجئين فيعيشون باقل من ذلك.فهل من العجيب ان بعضهم يرفض الاعتراف باسرائيل؟ربما هم يرفضون حدودا وضعت قسرا بوسائل العنف؟ولماذا لانطرح السؤال فيما اذا تعترف اسرائيل بحق فلسطين في كيان سياسي مستقل؟
دي تسايت:ان اسرائيل اليوم في وضع مأساوي ولايوجد منه مخرج سهل.ما العمل تجاه اطلاق الصواريخ من المناطق المسكونة في لبنان؟كيف يمكن السلام مع خصم لايقبل بالسلام؟
جودث بيتلر:هل انت متأكدة بان اسرائيل لاتريد الحرب؟اني اعتقد انه في المانيا من الصعب القبول بذلك،لان وضع اسرائيل بصورة مثالية ربما يسمح ويساعد على التخلص من الشعور بالذنب التاريخي.ومن الانصاف ان نقر بان الفلسطينيين فقدوا من الارواح البشرية اكثر من الاسرائيليين.وفقط بعد ان نضع صورة شاملة عن العنف سنقترب من افاق اقل مأساوية واكثر تفائلا للسلام.
دي تسايت:يسمع المرء اصوات انتقادية الى الحكومة من قبل المثقفين الاسرائيليين.هل على المرء ان يستنتج ان نهاية النزاع يكمن بيد اسرائيل؟
جودث بيتلر:بنويا اسرائيل ليست يائسة.ولكن ولاة الامر يريدون الحفاظ على بنية محددة،لضمان استمرار الصراع.هذا ينطبق ايضا على الجانب الفلسطيني.السؤال يكمن في شكل الدولة الذي يمكن شعبا مختلطا من ازالة العوائق امام ازالة التمييز في المواطنة وهدم الجدران وينهي سياسة التجويع في قطاع غزة.ستكون هذه خطوات مهمة في سبيل السلام.لست متأكدة عن اي مثقفين اسرائيليين تتكلمين،فهناك القليلون سواء ضمن اجنحة اليمين او اليسار ممن قطعوا علاقتهم كليا بالصهيونية.
دي تسايت:يوري أفنيري يعد في بلادنا من قبل الصحافة اليمينية واليسارية على حد سواء كناقد اساسي للسياسة الاسرائيلية ذو نغمات معادية للسامية.باستمرار يذكر بانه يتوجب اخيرا السماح بالحديث عن كيفية ايذاء اليهود للفلسطينيين.هل انت على دراية بامكانية استغلال موقفك النقدي؟
جودث يبتلر:نعم،اقوم حاليا بكتابة كتاب حول مخاطر الانتقادات العامة،لكني اجد من المميز ان ينشر ليوري افنيري في المانيا.يجب ان نتذكر بانه توجد هناك تقاليد قوية بين اليهود لمسارات العدالة،من بوبر وماكنس حتى ليفي واميرة هاس الى افنيري.هذه التقاليد تقوم ضد كل اشكال التعصب القومي وتقف موقفا انتقاديا واضحا في انتقاد عنف الدولة.
دي تسايت:لقد ولدت في اوهايو كابنة لمهاجرين يهود وتعيشين في كاليفورنيا.الا تخشين على اسرائيل كأمة؟
جودث بيتلر:ان حقيقة تصفية جزء من عائلتي في الهولوكوست اصبح دافعا لي ان اسعى للعدالة.يجب ان لا نرضى بدولة يكون فيها غير اليهود مواطنين بحقوق محدودة،كما علينا ان لا نرضى بدولة يتم فيها التضييق على حقوق اليهود.دعيني انهي باقتباس من بريمو ليفي الذي انتقد وزير الخارجية مناحيم بيغن بعد مذابح مخيمات الفلسطينين صبرا وشاتيلا،وتم لعنه من كثير من الناجين من الهولوكوست بسبب انتقاداته،والذين كتبوا له رسائل من داخل اسرائيل"انني اجيبكم بان الدم اليهودي الذي استبيح يؤلمني كما يؤلمني الدم الذي سفك للناس الاخرين.مع ذلك تؤلمني هذه الرسائل المؤثرة.نعم اني اعلم ان اسرائيل تأسست من قبل اناس بدون وطن موشومين بارقام معتقلات اوشفتز على اذرعهم،الذين وجدوا وطنا في اسرائيل.انا اعرف كل هذا،لكنني اعرف ايضا انها بداية اعذار مفضلة،وانني ارفض كل مصداقية هذه الاعذار".بالنسبة لي تبقى الديمقراطية الجذرية السياسة الوحيدة الممكنة.وبالذات كيهودية يجب ان اقف ضد الظلم وان اقف ضد تهديد النفوس من اليهود او من غير اليهود.

قامت باللقاء الصحفي:افلين فنغر
نشر في صحيفة دي تسايت ( الوقت) الالمانية بتاريخ 15 ايار 2008

**جودث بيتلر- دكتوراه من حملة درجة البروفيسور في الفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة،وهي استاذة فلسفة في الجامعات الامريكية حاليا،وتقول عن نفسها انها يهودية امريكية معادية للصهيونية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق