الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألغام والحياة

سميرة الوردي

2008 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كم من جوانب مشرقة في الحياة تغطيها وتدمرها أفعال دنيئة لا تبقي ولا تذر. تشوه الحياة وتقتلها وإذا لم تُميتها ،تشوهها ، وهذا ما تفعله الألغام ألتي يذهب ضحيتها ملايين البشر الأبرياء وقد يعاقون مدى الحياة فيخسرون مستقبلهم وتتحطم حياتهم .
يُقال عن المناطق التي تُوجد فيها ألغام ( أرض زرعت بالألغام ) ، وعن مثل هذه الأفعال من الحرام استعمال كلمة زُرعت أو مشتقاتها لأن عملية الزراعة عملية بناء ونمو وإزدهار للأرض وللإنسان ، أما وضع ألغام أو عبوات ناسفة فهي عملية غدر وتدمير لأقدس مقدسات الإنسانية ، الإنسان أولا ومكونات الطبيعة ثانيا الهواء والماء والأرض والنبات والحيوان .
فأي زراعة هذه التي غايتها القضاء على كل ما هو حي .
في العراق وبالرغم من مروره وتأثره بالحربين العالميتين ووصول العديد من قوات الإحتلال اليه إلا إننا لم نسمع عن انفجار لغم بأحد ، ولكن ما إن حلت ثمانينات القرن المنصرم ونشوب تلك الحرب الضروس والتي قتل فيها مئات الآلاف من شباب ورجال البلدين العراق وإيران ، بدأنا نشاهد ونلمس الكثير من المشاهد القاسية والمؤذية التي أنتجتها الحرب . انتهت الحرب بلا غالب أو مغلوب ولكن لتترك ألاف المشوهين من أروع وأجمل شبابنا ولتترك لنا أرضا يباب دنستها الألغام ، وأحرقت فيها أي مظهر من مظاهر الحياة ،
(وتركت ثلاثة عقود من الحرب أثراً مميتاً في العراق حيث أصبحت أكثر من 4 آلاف منطقة فيه ملوثة بالمخلفات الحربية مثل الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي تحصد يومياً أرواح أبرياء ، وذلك وفقاً لما ورد في جريدة " الشرق الاوسط " .
وأشار مسح أجرته المنظمة الدولية للمعوقين عام 2006 إلى أن ما لا يقل عن 55 مليون قنبلة عنقودية منتشرة في العراق ، فيما هناك أكثر من 25 مليون لغم ارضي، أي ما يعادل لغم لكل عراقي) *
أي ضمير إنساني وأخلاقي يقبل بمثل هذه الجرائم ، كم من أعمال تنمية تعرقلت وكم من جهود تبذل لتذليل هذه الصعاب ، إن الشريحة الإجتماعية الأكثر تضررا من الألغام هم الأطفال لأنهم لايدركون عمق المخاطر التي تحيطهم ما أن يروا جسما غريبا حتى يدفعهم الفضول لإستكشافه .
على المجتمع الدولي المطالبة بوضع حد لا ستعمال الألغام ومحاسبة الدول المصنعة والمصدرة والمستعملة لهذه الألغام . وإنشاء جمعيات ومنظمات دولية لمكافحة ومحاصرة انتشار الألغام . بالإضافة الى الدعوة بانشاء منظمات لنشرالسلام والدفاع عنه بين الأمم والشعوب ، ومن يستقرئ التاريخ يرى ويلمس ويخرج بحقيقة واحدة ومهما تطورت أسلحة الدمار أن نتائج الحرب واحدة ومهما طالت وانتصر فريق على آخر الا أن نهايتها ونتائجها تبقى واحدة أن الحرب ليس فيها غالب أو مغلوب ، لنأخذ من التاريخ عبرة أين نتائج حروب الأوئل وما هي نتائج الحروب التي خاضتها الإمبراطورية التركية وألإمبراطورية الإيرانية وما هي نتائج الحربين العالميتين التي مازالت تأن الكثير من شعوب العالم من ألغامها وما بينهما من حروب بين دول صغير .
والآن وبعد كل هذا الدمار لم نتعض فمازال الحريق والألغام في فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان وغيرهم كثير ، وغدا وبعد غد من سيكون ضحية آلة الموت والدمار أما آن الآوان للعقل والحب والحكمة والسلام أن يسود وأن تطهر الأرض من الموت والدمار .
...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟