الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناي مبحوح

يوسف المحمداوي

2008 / 5 / 23
الادب والفن


عيون المها بين الدمع والذهول
عانس تبحث في مأتم ابيها عن بدلة عرس
كعنين يحلم بزوجة تلد الاطفال على سرير القبل
كرأس مقطوع يرقص حالما بعودة الجسد
ونهر موتور الجسر يحلم بالتئام الضفاف
هكذا نحن ياكعبة الجسور
اسراب من الاحلام تحلق في الليل عند الوسادة
يثلجنا حريق الجمال
اوغلنا في الذل حد المحال
نذبح ما تبقى من غنج البنات
بشفاه ترتاب حتى من الصمت
غزل قديم منكب الوجه على اوصال جسر
عانقه النهر وصرخ الاثنان: متى يأتي القطار؟
ذكريات وطن تبحث عن كفن ماء
رياؤنا ليس ادعاء
متى لا نثور على احترام النشاز
متى يأتي البشر ليطوينا الهروب
ماذا قلت.. لنا .. للنهر.. للضفاف؟!
ياواهب الله رحيلا لا يجيء
يغازل اجنحة النوارس بموت تعبوي
انفاس عشق وضفائر حلم قديم تصيح
متى لا نستريح؟
بعد طول عقود تبا للجنة التي سرقتك مني، تبا لصراخي
خجل مني، من المرآة وهي تريني كل صباح ملامح وجه مذعور
من طفلتي وهي تطالبني بالعبور
اهرب مني، ابحث عن غيري في وطن مذبوح الخاطر
مد يديك يا زعيم الجسور وان تهشمت للسماء
عسى ان يأتي البشر
ماذا قال النهر وهو يعمد حديدك بريش الطيور
كيف ودعت الضفاف الضفاف
وانت تعصبها بمنديل فراق اخضر الحديد
اي ابكم لا يصيح؟
وانت تبلع انفاس التيار كغواص عوقه الظلام
متى لا انام.. وعش الحمام يذبح ما تبقى فيه بدمع النهر؟
احلام غرقى تغني بناي مبحوح
مآذننا عيون قناص تتصيد الرؤوس
لا موعد مع الحبيبة بعد الان
عجزي هجرها الى قلب ينبض بعزف العشق
شهقنا الجسر وصرنا صامتين
عطس الذباح صحنا آمين
حسنا فعلتم يا اخوة”يوسف “
لان الجسر اتى على ظهر دبابة اميركية
لان بوش كان يحتسي الشاي في الشابندر
لان لكافور ثأر قديم عند المتنبي
لان خضار”سوق الصدرية “ طائفية
نسمعك تغني يا”مسرور “ الشعر
”جسر الحديد انكطع“ لاسباب قومية
وام تهرول معها الضفاف تبحث عن طفلتها
وهي تصرخ بوجه عزرائيل
”جسر الحديد انوخذ رجعلي البنية“
ساهرب باتجاهي
لوحة لقيس جسر وليلى نهر
ومنذ ستين هياما وعيونها تشتهيه
وقارب كفنه الشراع
يتلاشى في لوحة القناع
والريح تخيط باجنحة الفراشات ثوب الزفاف
الالوان فقط تمنحنا مسوغات البقاء
كم من الوداع سنحتاج للقاء جسر بطول الوطن
ساهرب باتجاهي حتى لا ارى طيورا مضربة عن الطعام
والسمك يخط باصدافه على حديد الجسر اندحار الحياة
من ينقذني مني؟
هل نسأل انفسنا ذات مستحيل
من الساقط نحن ام الجسر؟
جبناء بلا حدود وآباء لاطفال لا تجيد غير رسم الدمار
كم من رذيلة يحتمل هذا الضمير
ليحصل على هوية العفاف؟
نستر عيوبنا بثوب رزانة مسرود
نكتب باسماء مستعارة
لا شيء حقيقيا سوى ذلة تستعمر افئدة متهمة بالشرف
لا عفة هنا..
وانا ارى جرذان الكهوف تستبيح بكارة مدينتي
الان.. لم تعد الان
وكالارصفة لا نجيد غير استقبال صفعات الاحذية
وبعد طول كبرياء
طلب الجسر مني ان اكون مظلة تحمي النهر من الشمس.. من المطر
وحين شاهدته كمحارب سقط توا من صهوة السماء
بصقت في وجهي لاغتسل
بزفير دمع جمرته الحروب
ادرك كم يصعب قول هذا
لكن، لماذا لا ننتحل الشرف مرة
ونصفق للوطن بالخفاء؟
نحرقه بسوء فهم بسيط ونغني محض افتراء
موطني .. موطني
غرفت الان اخر ما تبقى من النهر ونفذت الحكم
لاسجن نفسي بكأس حسرة لا يعبها غيري
واسأل ضميري هل من صديق ينتظرني بعد الان؟
كم يقلق الرجال مساء بلا نساء؟
يقلق النهر رحيل الجسور
سأعلق انفاسي على الجدار
لارى صورة احتضاري
وشجار على قارعة نهايتي يوقفه صوت فيروز
”دخلك يا طير الوروار.. احرسلي جسر الاحرار “
من اطلق الرصاصة الاولى يتحمل ما جرى
لماذا انتظر.. ابي هرب قبلي حين علمني ما يريد
ومثله ادمنت العقوق وفعلت ما لا يريد؟
ماذا نجيد.. لنستحق الوطن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال