الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الممارسة الديمقراطية وترسيخ بناء المؤسسات والوعي الديمقراطي

جاسم الصغير

2008 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لايختلف اثنان في ان الاستمرارية في الممارسات الديمقراطية هي من الاسس الهامة لبلورة وخلق تراكمات على صعيد تمرس الانسان في التعبير عن ارائه في مختلف انساق الفعل الديمقراطي ويتجلى ذلك على صعيد التعبير الحر لحرية الرأي من منطلق الايمان بحرية الاختلاف الحضاري او على صعيد ممارسة حق الاقتراع في أي مفصل من مفاصل مؤسسات الدولة والمجتمع ولقد مر المجتمع العراقي بعد سقوط دولة الاستبداد الشرقي المتمثلة بالنظام البائد في 9/4/203 وتبني كل القوى المؤمنة بالحرية وبحق الانسان في العيش الكريم واللائق النهج الديمقراطي في عدة ممارسات ديمقراطية اثمرت عن بناء مؤسسات ديمقراطية هامة للبلاد ولاول مرة تعكس الوجه الحقيقي الحضاري لبلادنا كمجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس النواب وتتابعت المسيرة الديمقراطية منذ ذلك الحين لغاية هذه الفترة وهي الخطوة الهامة والتي تتمثل في تعزيزالفعل والممارسة الديمقراطية لمتابعة بناء المؤسسات الديمقراطية وتجذيرها في المجتمع من اجل تنظيم هندسة اركان المجتمع ومؤسساته وهو مايصب في بلورة وعي سياسي واجتماعي عالي يساعد على خلق وتهيئة مفاهيم حضارية تدفع بالمجتمع نحو اماكن وفضاءات اكثر نضج وتقدم للمجتمع وقد تنتاب هذه الممارسات بعض الاخطاء الا ان ذلك وارد جدا بسبب حداثة التجربة لدينا وعدم وجود تراكم ممارساتي في هذا الجانب الاان اختيار الديمقراطية كطريق ونظام لترتيب شؤون المجتمع هو اختيار حضاري قطعاً وكما يوضح القاضي الاستاذ قاسم حسن العبودي عضو مجلس الهيئة العليا لمفوضية الانتخابات المستقلة ان الديمقراطية ترسي احترام الرأي الاخر عبر النهج الديمقراطي وكلما زادت الممارسة زاد التراكم الثقافي للديمقراطية كما يقول المثل الغربي (ارفع بطاقة انتخابية بدلا من ترفع السلاح وتطلق رصاصة)
ان ثقافة الممارسة الديمقراطية ترسي احترام الرأي الاخر عبر النهج الديمقراطي وكلما زادت الممارسة زاد التراكم الثقافي للديمقراطية ان الحد الفاصل في عالم اليوم لجميع الانظمة والمجتمعات هو تبني الديمقراطية بكافة مفرداتها ومضامينها وممارساتها من عدمها ولان الاشياء تعرف باضدادها او نقائضها يقول المفكر الامريكي الشهيرصموئيل هندكتون مهندس فكرة صراع الحضارات يمكن تفسير التخلف في النطاق السياسي على انه درجة منخفضة في بناء المؤسسات فاذا يمكننا القول يمكن تفسير التقدم في النطاق السياسي على انه درجة عالية في بناء المؤسسات وهي هنا المؤسسات الديمقراطية بالطبع او كما عبر يوما المفكر العربي ابن خلدون حول اهمية العمران البشري للتقدم وكما هو معلوم للكثيرين ممن يتابعون الشؤون الدولية واحوال المجتمعات والشعوب في عالم اليوم يرون بجلاء ان البلدان التي تكون فيها المؤسسات المنبثقة عن ارادة وممارسة ديمقراطية حقيقية تتمتع باستقرار سياسي واجتماعي وحتى في الظروف التي قد تكون فيها هناك احداث قد تقع فهي تسبب اضرارا بسيطة مقارنة باحوال البلدان الفقيرة من ناحية البناء المؤسساتي الديمقراطي الغارقة في بحر الاستبداد التي تتعرض الى هزات خطيرة من ابسط انواع الاحداث التي تقع فيها وهذا برايي يشكل عظمة واهمية الديمقراطية نهجا وممارسة فهي تساعد على التضامن السياسي والاجتماعي وزيادة في التماسك الاجتماعي وتقوية وتعزز مشاعر الوحدة الوطنية لانها تعامل الجميع كسواسية وتمنح الفرصة بالتساوي للجميع وترسي قيم مدنية انسانية وتزيل أي فكر او ملامح للتطرف وهذه من اعظم سمات الديمقراطية والتي ترسي مشاعر الرضى الاجتماعي للجميع ومن هنا ومن افاق تجربتنا الديمقراطية العراقية التي قطعت اشواطا هامة جدا تتمثل في المؤسسات الديمقراطية الشاخصة يتابع المواطنون والمسؤلون بناء المؤسسات الديمقراطيةعبر آلية الانتخابات والاقتراع لاكمال بناء هذه المؤسسات على جميع ربوع البلاد وهي المهمة الوطنية المقدسة لجميع مكونات المجتمع لايجاد حاضر مستقر ومستقبل مشرق ونحن متفائلون في ذلك لان مايبنى على اسس سليمة بالتاكيد سوف تكون النتائج هي الاخرى سليمة وهذا مايتفق عليه الفكر العلمي ومن هنا ان الديمقراطية وماتخلقه من ثقافة بفضل الممارسات التي تحصل تغير الاجواء الاجتماعية وتخلق مناخ وفضاء حياتي يتقبل قيم التسامح واحترام الاخر كينونة ودورا وهو ماتهدف اليه الديمقراطية ونهجها الحضاري لهذا ومن هنا اتسمت الديمقراطية بالقبول الاجتماعي بل والضرورة يقول الدكتور علي الدين هلال( ان الديمقراطية هي ضرورة لنهضة البلدان والمجتمعات والخروج بها من ازماتها وهي سبيل اعادة صلة الرحم بين المواطنين ودولته وهي سبيل استعادة النظم لشرعيتها ومصداقيتها وهي سبيل استعادة الانسان لدوره) ولاجل ذلك اخترنا النهج والطريق الديمقراطي كافضل سبيل للمسيرة السياسية والاجتماعية لايماننا بمبادئها ونتائجها الانسانية للجميع ومن هنا روعة الممارسات الديمقراطية وثقافة التراكم الممارساتي وكما تقول الحكمة الصينية ( الاراء كالمسامير كلما طرقها المرء اكثر زادها عمقاً ) 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا