الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان .. لا غالب ولا مغلوب

محمود حافظ

2008 / 5 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إنتهى مؤتمر الدوحة ونالت المعارضة اللبنانية والتى تمثل أغلبية الشعب اللبنانى على عكس ما يراه الآخرون على مطالبها طبقا لأجندتها المعلنة منذ إعتصامها فى وسط المدينة هذا الإعتصام الذى تعاملت معه الحكومة واضعة اليد بقوة الإستقواء بالإمبريالية الأمريكية وما تمثله من فرض هيمنتها على العالم ووصايتها على المجتمع الدولى الخاضع لقوانين الوصى الأمريكى وكذا الدائرين فى الفلك الأمريكى أو ما يطاق عليهم بالمعتدلين العرب ، هذا بعدما أفشل الوصى الأمريكى العديد من المحاولات السابقة وخاصة المبادرة الفرنسية ومن بعدها المبادرة العربية وكان مجرد زيارة من السيد وولش أو مجرد إتصال منه كفيل بإفشال أى مساعى للمبادرين سواء فرنسيين أم عرب ، ولكن ما الجديد اليوم الذى أوصل طرفى الصراع اللبنانى فى الدوحة إلى الوصول لإتفاق بعد الكثير من المراوحات ، هل الجديد هو محاولة فرض قوة الأمر الواقع على المعارضة بإصدار قرارين كفيلين بمرور الوقت بهزيمة ساحقة لقوى الممانعة من خلال تلقفهما من أطراف الصراع الكبرى كزريعة للإنقضاض على المعارضة وتوجيه ضربة قاضية بمساعدة ما يعرف بالمجتمع الدولى ؟ أم الجديد ردة الفعل من المعارضة والتى وجهت إنذارا شديد اللهجة إلى قوى السلطة بسحب قراريها وإلا سوف تواجهون بوجه آخر هذا الوجه ما عبر عنه ب(قطع اليد التى تمس سلاح المقاومة ) وعدم الإستجابة من قوى السلطة حتى نفذت المعارضة تهديدها وقامت بعملية نستطيع القول فى شأنها أنها عملية تقليم أظافر للقوة المستأثرة بالسلطة وهذه العملية المحدودة كانت فى نزع السلاح المليشيوى لبعض عناصر قوى السلطة والتى طالما تم توجيهه للمعارضة دون ردة فعل منها حرصا من المعارضة على السلم الأهلى وعدم الإنجرار إلى مأزق يقال فيه أن حزب الله إستعمل بندقيته الذى طالما قال إنها موجهة للعدو الصهيونى إلى الداخل اللبنانى وقد دفعت المعارضة الكثير من الشهداء وكانت على إستعداد أن تدفع بشهداء أكثر طالما أن قوى السلطة لم تتعد الخط الأحمر وهوالتعدى المباشر والإنقلاب علىنفسها بمخالفة البيان الوزارى والذى حرصت فيه على سلاح المقاومة فالإنقلاب هنا لمثيرى الفتن سواء فى قناة العربية أو غيرها كان من قوى السلطة وليس من المعارضة وكل ما فعلته المعارضة هو كما قال أحد أقطابها هو توجيه القاطرة إلى الطريق الصحيح ولكن هذا التوجيه قد كلف المنقلبون الكثير على الأرض كلفهم كشف قوتهم الحقيقية فى مواجهه مع المعارضة لم يصمدوا خلالها سوى سويعات وكلفتهم أكثر نزع أظافرهم وتسليم الشطر الأكبر من سلاحهم إلى الجيش اللبنانى هذا السلا ح الذى أستخدم فى السابق فى مقتل الشهيد أحمد محمود كما أستخدم من القوات اللبنانية فى أحداث 23 كانون ثانى ضد مسيحى التيار الوطنى الحر والذى خرج بعدها هذا السفاح ليقول أنه لولاه لوقع إنقلاب من المعارضة كما أستخدم هذا السلاح فى أحداث 25 كانون الثانى بما يعرف بأحداث الجامعة العربية اللبنانية فى طريق الجديدة ووقع به الكثير من الشهداء هذا السلاح معظمه الآن فى عهدة الجيش اللبنانى وهذا ما جعل الأصوات تعلو وتزأر بضرورة نزع سلاح المقاومة بدأ من الرئيس الأمريكى إلى أذنابه الذين تلقفوا الدعوة وأخذوا يروجون لها دون طائل حتى نفض منهم هذا الرئيس وتركهم لمصيرهم المحتوم بعدما فشلوا فى إعطائه ما يريده ، كما فشلت أيضا بوارجه فى تغيير الواقع على الأرض ، مع فشل الأله الإعلامية الجبارة فى تزييف الحقائق وإثارة الفتنة المذهبية لحرص المعارضة الوطنى وقوة بصيرتها ومواجهة هذا التجييش والذى مازال مستمرا من توابع هذا النظام الأمريكى وهذا مانلحظه من محاولة نقل هذه الفتنة بواسطة بعض العملاء للنظام الأمريكى من لبنان إلى مصر ولكن كل محاولات هؤلاء العملاء محكوم عليها بالفشل ليقظة الأغلبية من شعب مصر وطبيعة النظام الغير طائفى فى مصر وحرص المسلمين على إخوانهم الأقباط فى مصر فبئسا للعاملين على إثارة الفتنة الطائفية فى مصر .
عودة إلى العنوان ومعادلة لاغالب ولامغلوب وتجليها فى إتفاق الدوحة فبالرغم من حصول المعارضة على الرئيس التوافقى والذى أثبت أنه قادر على الإدارة الصحيحة لدفة البلاد وبالرغم من الحصول على الثلث الضامن والذى من شأنه أن يمنع قوى السلطة من إرتكاب حماقات كإصدار هذين القرارين المكلفين فإن الثلث الضامن يمنع مثل هذه الحماقات وإراقة الدماء كما حدث وهذه إحدى مزايا الثلث الضامن فهو ضمان سلامة لكى لايجور طرف على الآخر فى التركيبة التوافيقية اللبنانية ، أعود وأقول بالرغم من الحصول على هذا الحق فإن قوى السلطة لكى لاتخرج مهزومة تمسكت بالمحافظة على أهم تعديل والذى من شأنه يدفع بالبلاد إلى الرقى والتقدم وتجاوز العلاقات الإقطاعية والمتمثلة فى الطائفية وهو قانون الإنتخاب ، فهذا القانون من شأنه أن يكرس الطائفية أو يدفع بالبلاد إلى تجاوز الطائفية وفى رأينا كرأى اليسار اللبنانى أن قانون الستين هو تكريس للطائفية حيث أنه يعتمد القضاء كدائرة إنتخابية وكان هذا المطلب لمسيحى لبنان فى محاولة منهم لتغيير قانون الألفين المسمى بقانون غازى كنعان والذى تم تفصيله لمصالح فئات بعينها وكان من أهم عيوبه سقوط نائب كسليمان فرنجية حاصل على أكثر من ثلاثمائة ألف صوت ونجاح آخر حاصل عل بضعة آلاف من الأصوات ، ربما هذا ماجعل الشطر الأكبر من مسيحى لبنان يطالبون بقانون سنة 1960 م وهو المعروف بقانون الأقضية وهذا القانون فى مجتمع طائفى يكرس الطائفية وهذا هو مكسب قوى السلطة وربما ما حصلت عليه المعارضة فى هذا القانون حفظ حق الأقليات وبعض القوى الفاعلة والتى من الممكن ألا تفرز ممثليها كالأرمن وهذا ما حدث من تعديل خاصة فى قضاء بيروت وتقصيمه إلى ثلاثة دوائر من شأنها حفظ حق تمثيل بعض الطوائف .
أما فى حالة إعتماد قانون عصرى كقانون النسبية والتى تتبناه العديد من دول العالم المتحضرة فإن هذا القانون من شأنه القضاء على الطائفية لأن لبنان ستكون دائرة واحدة ويصوت الناخب لمن يمثله طبقا لخلفيته الوطنية وطبقا لبرنامجه الإنتخابى أو بمعنى آخر الخروج من قمقم الطائفية إلى توجيه الناخب طبقا لمن يمثله طبقيا ومن هنا نجد أن هذا القانون سوف يجعل كل مواطن يصوت لممثله الطبيعى والقادر على المطالبة بحقوق المواطنين وهنا سوف يظهر المجتمع بتقسيماته الطبيعية كيمين ووسط ويسار لا كمارونى وسنى وشيعى هذا هو المكسب التى حصلت عليه قوى السلطة وهذه هى الخسارة التى منيت بها المعارضة طبقا لمقولة لاغالب ولا مغلوب علما بأن هناك قوى محسوبة على الطائفية كانت تريد أو تتبنى القانون النسبى كقوى الشيعة من حركة أمل وحزب الله وربما هذا ما يظهر هذه القوى بأنها قوى تتبنى الفكر التقدمى وليست قوى ظلامية كتيار المستقبل الحالى وليس وقت النشأة والذى يتمسك بالبعد الطائفى لتمسكه بقانون متخلف كقانون غازى كنعان أو قانون 1960 م ، ربما فى جولة قادمة تدفع قوى التقدم لإذابة الطائفية إلى قانو ن إنتخاب جديد يفرز طبقات المجتمع والممثلين الحقيقيين بدلا من القباضيات والإقطاعيين.
أخيرا ليت مثيرى الفتن بعد تأييد زعمائهم لإتفاق الدوحة ولو حتى من قبيل الخضوع للأمر الواقع أن يتواروا قليلا وهذا بالضرورة ما سوف يحدث طبقا للهزيمة الجديدة للشرق الأوسط الجديد ولهزيمة إستراتيجية كسب القلوب والعقول ربما بعد إفلاس القائمين عليها تفلس أيضا الميزانيات المرصودة لهذا الغرض بعد الهروب الكبير للرئيس الأمريكى من شرم الشيخ دون أن تقف جوقة الوداع لوداعه وربما حرى بالقوى المنتصرة أن تكون حريصة كل الحرص من غضبة الذئب الجريح فربما يعد العدة لأمر ما فعلى قوى الممانعة أن تكون مستعدة لأسوأ الإحتمالات وربما وجب على الأطراف المتصارعة أخذ هدنة حتى تفرز الإنتخابات الأمريكية قيادة جديدة بفكر جديد تمحو به الهزائم المتلاحقة لإختيارات الأرعن مدعى النبوه السيد جورج بوش .
- إذ ربما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران: ما الذي يقلق الاتحاد الأو


.. تونس: مقتل عسكري بإطلاق نار في المنطقة الحدودية العازلة مع ل




.. تونس ترد على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب


.. تونس تحتضن الاجتماع الإقليمي حول تعلم الشباب ومهاراتهم وانتق




.. المناظرة التلفزيونية للانتخابات التشريعية الفرنسية. جدل سببه