الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
علي رشيد
2004 / 1 / 13الادب والفن
فنان ينتمي إلى عصر الرهان الصّعب ، إلى فن لايمنح نفسه بألفة إلى عاشقيه ، بل يختبر اصرارهم على المكوث في حضرة الفعل ومكائد التعبير . فن لاتطيح أكاليله المعصية ، ولايفتح أبوابه لكسالى التلاميذ . تجارب تركي عبد الأمير تفرد خصوصية هذا الفنان المتمكن من أن يوثق بصماته كفنان ينتمي إلى الرعيل الأول ( تشكلت بصماته في بداية الستينيات حيث أقام أول معرض شخصي له عام 1961 وكان يمثل مع أقرانه الجيل الأول ما بعد الرواد ومنهم سعدي الكعبي وصالح الجميعي وعلي النجار وآخرون ) ، كذلك يمثل تركي ( كما جيله ) مرجعية ثقافية خاضت غمار التجريب والنهل من عالمية الفن ، حيث السفر والبحث والدراسة في معاهد وأكاديميات الغرب . كثيرا ماتحيلنا أعمال الفنان تركي عبد الأمير إلى الصحراء بأفقها اللامتناهي ، ولكن الصحراء معه ترنّم وليس معصية ، ايقاع بصري وليس قساوة متاهة ، هكذا يؤالف مراميه بمخيلة الفضاء
فن يبحر إلى أفق متسع ، أفق لايبح انفتاحه بل يؤول مكامنه ببلاغة عصيّة ، أفق يجرد اللون من عصيانه ويختزل قساوة الأشكال بانثيالاتها على قماش شرس يلتهم حدود المخيلة .
اختزال يتناغم وايقاع تجريدي زاخر بابتكار بصري .
يمتلك تركي عبد الأمير قدرة على الأدهاش بتحقيق ايقاع تتابعي لوني يملأ فضاء العمل المتحرك أصلا ( أصفر ،، أوكر ،، يتلقّف اندهاش البياض ليزيح عنه شرط الصمت . أشكال تتناغم بتجريدية لونية وبأحالة تعبيرية تنطق أشكالها ) وبمدلولات تختزل التفاصيل من خلال تسليط الضوء على فضاء لوني ينعم بالسرد ، متحرر من صلابة الخط وثبات الأشكال ، انه إدراك ابداعي وقراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا .
اللون لدى تركي عبد الأمير يكتسب قيمة روحية تستنبط كثافة الصدفة ورهافة الأشكال ، اللون قدرة على التحول من الملموس الضاج بالرتابة إلى حيوية المتخيّل بتحقيق استقلاليّته في التجسيد البصري المتناغم و بسردية تقترب من الشاسع .
اللوحة لديه اقتراب من الذات ، وتأكيد لفاعلية الوجود ، وبالرغم من صناعة ماهرة أفرزتها التجربة ، تبقى اللوحة مستسلمة لعفوية وبساطة الإيماء ، غير مثقلة بقوانين الحرفة التي يمسك الفنان بأدق تفاصيلها .
تفرز أعماله في السنوات الأخيرة هاجسا آخر ، أنه الكائن ( الانسان ) الذي يتسلل إلى فضاء ، كتل لونية تستوطن ألفة الفضاء ، محاولة أن تقود هجراتها الجماعية في أفق رحب بعدما أثقلتها هجراتها العدمية في واقع مرير .
تركي عبد الأمير عودة من مواليد 1941 ميسان – العراق ، خريج معهد الفنون الجميلة –بغداد و حاصل على دبلوم عالي من أكاديمية الفنون الجميلة روما – ايطاليا ، درّس مادة اللون ولمدة عشرين عاما في معهد الفنون الجميلة – بغداد ، ومادة التصميم في عمان ، أقتنيت أعماله في العديد من المتاحف ومنها المتحف العراقي ، وعمل جدارية في مطار بغداد الدولي أقام وشارك في العديد من المعارض منذ بداية الستينات وفي العديد من الدول ومنها العراق ، الاردن ، ايطاليا ، السعودية العربية ، الكويت ، لبنان ، تركيا ،انكلترا ، المانيا ، وهولندا حيث يقيم منذ 1994 .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد
.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف
.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع
.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية