الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفريس المنطقة لمصلحة من ؟

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا في معرض اتهام او تخوين احد ، الا ان حقائق الارض – في العراق ولبنان على الاقل – تثبت ، وبما لا يدع مجالا للشك ، ان ثمة مشروعا منظما لتفريس المنطقة العربية .
اقول مشروعا لتفريس المنطقة ، لانه يتجاوز فعلا عملية تشيعها مذهبيا ، وهو مشروع سياسي – قومي عملت عليه ايران الخميني منذ الايام الاولى لانقلاب عام 1979 على نظام شاه ايران السابق . الطور الاول من هذا المشروع قادته احزاب الاسلام السياسي الشيعية في العراق ، وايران نجاد تقطف ثماره اليوم تمددا على مساحة شاسعة من عملية صناعة القرار السياسي العراقي . و الطور الجديد من هذا المشروع يقوده حسن نصر الله في لبنان ، وهو ما يهدد لبنان بوضع عراقي آخر في المنطقة العربية .
وبعيدا عن مهاترات وادعاءات المقاومة( التي صارت قميص عثمان جديد ) ، لماذا يرى حسن نصر الله نفسه اكثر وطنية من باقي مكونات الشعب اللبناني ؟ حسن نصر الله ليس اكثر وطنية من باقي اللبنانيين – ان لم يكن اضعفهم حسا بجراح لبنان وشعبه – وانما هو يتوفر – وبدعم ايراني طبعا – على الاموال والسلاح وجحافل الغوغاء الذين يستطيع تجنيدهم للقتال وهم مغمضين ، دون وعي او رؤية لحقيقة الهدف الذي يقاتلون من اجله ؛ ولعل مثال حرب تموز 2006 التي جاءت على معظم البنى التحتية للدولة اللبنانية ، خير مثال على ما نقول ..
اذا كان سلاح نصر الله سلاح مقاومة فلماذا يوجهه الى صدور اللبنانين ووحدة نسيجهم الاجتماعي ؟ لماذا يمارس دور الدولة داخل حدود الدولة اللبنانية ويفرض على سيادة القانون واجماع اللبنانين رؤيته او رؤية من يموله ، على وجه الدقة ؟
وهذا ماتفعله بعض الاطراف العراقية المماثلة في العراق : فرض الوجه الفارسي
ورؤيته على مكونات المجتمع العراقي ، وباسم الله وبدولارات النفط الايراني وسلاح مصانع مرشد الامة الاكبر ، حجة الاسلام والمسلمين !
هل زعزعة هيبة الدولة اللبنانية وكيانها السياسي يخدم فعل المقاومة بشيء ، وخاصة امام وحش همجي مثل اسرائيل ؟
واليوم ، وبعد اعلان اتفاق قطر ، فان اول ما يجب ان تتوجه اليه جهود الرئيس التوافقي الذي سينتخب ، وهو سيكون جنرالا عسكريا ، سواء كان العماد سليمان او غيره ، هو تقوية الجيش اللبناني – الطرف المحايد الوحيد في الخارطة السياسية اللبنانية ورمز وحدة لبنان اللاطائفي – وزيادة عدد عناصره وعدته وتدريبه ، من اجل ان يضع حدا لعنجهية حسن نصر الله والاعيبه الانفصالية والتقسيمية ، تحت دعوى المقاومة ومجابهة الغطرسة الاسرائيلية ، قميص عثمان الفارسي الذي لم ولن يبلى ، مادامت ايران محكومة من قبل نظام ايديولوجية عقائدية تقوم على فكرة المظلومية الطائفية .
هل من سبيل لوضع حد لطغيان حسن نصرالله ، وهو يمتلك مقومات الدولة داخل الدولة ؟ بالتأكيد ، والامر مرهون بموقف عربي موحد من الهجمة التي ينفذها حسن نصرالله ، عن طريق تقوية كيان الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والامنية ، وبما يجعلها قادرة على ردع حسن نصر الله والمشروع الايراني
الذي ينفذه مع الاطراف العراقية الموالية لايران ، وهو مشروع مكشوف النوايا والاهداف ويستهدف جميع البلاد العربية ، وعلى اساس طائفي مقيت .
ومن دون الموقف العربي هذا ، لن تقوم قائمة لاتفاق الدوحة الذي توصلت اليه الاغلبية مع نصر الله ، عن طريق سيل من التنازلات التي جاءت على حساب سيادة وكيان الدولة اللبنانية ، لان نصر الله لايعنيه من لبنان غير المساحة التي يتمدد عليها تحت يافطة المقاومة . . فما قيمة انتخاب رئيس جمهورية لاتتعدى سلطاته حدود السرايا الحكومي ؟ وما قيمة حكومة يمتلك حسن نصر سلطة نقض قراراتها او تعطيلها وعلى هوى ومصالح ايران ؟
واخيرا نسأل حسن نصرالله : اذا كان السلاح الذي بيدك سلاح مقاومة ، كما تدعي ، فلم لاتوجهه الى العدو الاسرائيلي وحدوده اقرب اليك من مواطني بيروت بعشر مرات ؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى