الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسويات صغيرة مؤقتة :

عماد بني حسن

2008 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تسويات صغيرة مؤقتة : عماد بني حسن
النماذج المفاجئة لتسويات عاجلة أو نوايا تسويات ممكنة لقضايا كبيرة بحجم الصراع العربي الإسرائيلي وبحجم الأزمة اللبنانية الشائكة!
تعكس هذه النماذج من حيث تزامن الإعلان عن مفاوضات سورية إسرائيلية برعاية تركية ليلة التوقيع على اتفاق الدوحة اللبناني عشية الحديث أيضا عن مفاوضات إسرائيلية مع حماس برعاية مصرية تعكس الاستعجال الأمريكي في قراءة بدائل نتائج صراعات كانت ممكنة وكان مقدرا للأطراف المستهدفة سوريا وحماس وحزب الله أن يهزموا في حقول الحروب الافتراضية ()ولو هزائم شكلية تحتاجها الإدارة الأمريكية في مرحلتها الأخيرة من قيادة مشروع ضرب بؤر الإرهاب بحزم ومن زاوية أخرى متناقضة وتعكس حجم الحلول المفترضة هو أن ترعى اصغر دولة في منطقة الخليج حلا لبنانيا شائكا بدل المملكة السعودية التي كان لها الدور الحصري للتحرك بين الألغام العربية واللبنانية على وجه الخصوص وقد حلت أيضا الدوحة بدل القاهرة .فيما برز الدور التركي كوسيط على المسار السوري وهو في هذة اللحظة بالذات يشكل أستعارة أميركية لم تكن فاعلة سابقا في القضايا العربية وبديلا عن أي من الدول العربية ذات الثقل والنفوذ مع حجم تركيا وقدراتها إلا أنها شكلت لسوريا نافذة أيضا من حيث حيث عجز العرب او تغاضى عن وصلها من أي من بوايات الحوار مع أي كان من العالم حتى لو كان هذا المحاور مفاوضا أسرائيليا أستنادا للمعانة السورية الطويلة مع ادارة الرئيس بوش الذي حاصرها وأحيانا أستغلها ونقض بوعوده معها .. فقد لبت تركيا نداء الاثنين الاميركي المضطر لبدائل يستطيع ابعادها ساعة يشاء ولبت ايضا حاجة سوريا في لحظة لم تكن مناسبة سابقا لها ..اذا سوريا ايضا تدخل الحراك السياسي ولو كان هذا الحراك من بوابة فض الصراع التاريخي بدء من الجولان وان كان الشعور السوري بأن ما يحدث هو مجرد حاجة سياسية لرئيس الوزراء الاسرائيلي وحاجة اميركية ضغط الوقت عليها قبل الرحيل ... وإذا كانت حماس تسجل خلافا للواقع والمنطق في ذات اللحظة دخول أيضا مفاوضات مع الاسرائيلي فأن المتغير الحقيقي هو غياب مصر الفعلي .. وأن كانت حاضرة فهي مجرد حاجة لحماس التي لاتريد أن تسجل عليها لقاءا مباشرا مع الاسرائيليين وبذات المستوى والمنطق فأن النظام المصري المطعون به من قبل الزائر جور بوش من على منبر المنتدى الاقتصادي في شرم الشيخ عندما يشير الى التوريث في الحكم وغياب الديمقراطية في بعض البلدان ورد الرئيس مبارك الغير مباشر علية بالقول ان المنطقة لم تنعم بالديمقراطية ولم ينتهي التطرف بأشارة الى مهمة بوش في المنطقة وحروبة الماضية ... اذا فان حجم الدور المصري في مثل هكذا وساطة هو شكلي وربما سيكون منحازا بقوة لحماس او يأخذها الى أقصى التشدد لانه يلعب دورا غير معني به دوليا او على الاقل غير مبارك له اميركيا وهنا لانستطيع أن نغفل ترابط الافصاح عن هذا الحوار والمفاوضات التي كانت قد تنقلت سابقا بين سويسرا وفرنسا .. لتحط بشكل معلن مستغرب من حماس رغم بروز الدور الاعلامي للوسيط المصري الان ان الفعل في القرار يبقى خارج أي تنازلات قد يلعب فيها دور الوسيط فاعل خيركالمعتاد لتذليل العقبات بل ربما يلعب الوسيط المصري دور الطرف الى جانب حماس وربما يكون متشددا أكثر منه .
فالدور المصري وبالوقت الذي يعتبر مناسبا لحركة حماس من حيث الإعلان الصريح عن المفاوضات يعني ترابط المسارين المشاكسين في المنطقة مع بعضها البعض
أي المسار السوري والفلسطيني متمثل بحركة حماس
وهذا ما أثار حفيظة القيادة الفلسطينية التي بداـت ترسل أشارات لسوريا من خلال رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس وكبير المفاوضين احمد قريع ابو العلا الذي يتوقع زيارتة لدمشق قريبا للقاء القيادة السورية والسعي لتحالف سياسي على المسارات الممكن تحريكها بالشكل المسموح به . ولكي لاتذهب حماس بدور السلطة الى النهاية كمفاوض رسمي .
مما يعني على جانب آخر وواضح أن الدور المصري الذي لا يرتبط بأي أفق دولي جاء على خلفية توافق حماس بكل صناع قرارها الإيراني والسوري على قبول التسويات الصغيرة مثل

1- إطلاق سراح الجندي شاليط
2- التهدئة وفتح المعابر
3- إعادة الاعتبار لحماس في غزة كحكومة شرعية يمكنها أن تفاوض
4-
أما الدور الأمريكي فهو مصرح به من على منبر الكنيست وما قرا من خطاب الرئيس بوش على الوفاء لصديقه بعد شارون أو لمرت هذا المحكوم بتهم قاسية داخل إسرائيل من التحرش الجنسي إلى قضية الفساد
وما يتربص به القادم على دبابة تجتاح وتقصف لتدخل تسوية حقيقية هو باراك رجل الحرب والسلام والذي يمسك بثلاث ملفات سبق أن تعامل معهم
على الجبهة الفلسطينية ,اللبنانية,والفلسطينية
وبالعودة لتأكيد أن المرحلة هي مرحلة تسويات صغيرة وبالتالي هي تجميد شكلي للأزمات
يجب التأكيد على أن هذه التسويات ستنتهي بمفاجئة بوش الأخيرة للمنطقة ولعل الأقرب منطقيا وبعيد عن تشابك التقارير واختلافها في قضية النووي الإيراني
فان الأزمات ربما الثلاث التي يصعب حلها بالقوة مع سوريا وفي لبنان أو فلسطين حماس
يتم جمع هذه القضايا أمريكيا لوضعها في الأنف الإيراني مرة واحدة وجعلها إحد عناوين استهداف إيران وبغض النظر على تداعيات هذه التهمة لإيران وجعلها هدفا عسكريا يحل من عقدة إسرائيل في عدم حل ملف حزب الله وحماس ومن ورائهما ميدانيا سوريا كوسيط لوجستي مع إيران هو خيار أمريكي لم يفكر في التداعيات الكثيرة وردود الفعل على ضرب إيران بمفاجئة غير متوقعة تنهي هذه الإدارة مرحلتها بفتح ملف لا يغلق مع مجيء الديمقراطيين إذا كانت قراءة الجمهوريين صحيحة بفشلهم في الانتخابات ولهذا يمكن أن نسجل الآتي
أولا: إرسال خبراء عسكريين وأمنيين إلى المنطقة لدراسة ملفات المشكلات المعقدة على الصعيد اللبناني
على الادارة الاميركية أن تحل قضايا تتخوف منها أسرائيل مستقبلا وعي
1-لبنان وعلاقة الرئيس والجيش ب حزب الله
والخيارات الممكنة لتحويل المسارات الأساسية في الحكم اللبناني من خيارات متواطئة مع حزب الله وربما سوريا من خلال العماد ميشال سليمان إلي ما يمكن محاصرته من خلال قضايا داخلية
وان يخضع الجيش لمحاصرة حقيقية من واشنطن وبالتالي يصبح العلاج من داخل الواقع بعد أن فشلت الفتن والحروب الداخلية
وهنا تشير المعلومات الى أن الادارة الاميركية وعبر تقارير أمنية تلقتها من ضباط شكلوا خلية أزمة تتعلق بلبنان منذ عام ستقف على هذا الملف وتربط المساعدات العسكرية بتغييرات وتنقلات تتعلق بضباط لهم علاقة بحزب الله وحركة أمل وهنا معلومات لدى الاميركيين عن ضباط لهم علاقة بسوريا ولم تنقطع
ثانيا:مراقبة التنازلات السورية على مسار التفاوض مع إسرائيل وامكانية أن تنتزع إسرائيل تعهدات أو التزامات قد تبعدها عن إيران وهو ما عجز عنه العرب في محاولات سابقة
ثالثا :أن تقبل حركة حماس بعد قبولها بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل في اخذ دورها كسلطة وضابطة للوضع في غزة
وبالتالي فأن قادة أسرائيل لم يتنازلوا عن حلم البدائل للكيان الفلسطيني او خلق كيانات تبدأ ب قطاع غزة الضعيف والمحكوم من حركة حماس التي قد توفر أسبابا وجيهة لابقاء غزة بؤرة للجوع والمرض وربما الجريمه ولا ما نع أن تكون مقاومة تعطي الذرائع للعالم عن سبب العزل الذي يختفي وراءة التجزىء وخلق الكيانات وان تصبح الضفة مسؤولية أردنية وهو ما يخيف العرش الاردني من أن يجتاح العدد الفلسطيني الحاضر في الاردن والوارد اليها بحكم الارتباط المحتمل تجديدة بفعل الضغط الاميركي الذي يصعب مقاومتة أردنيا ومع الوقت يهدد هذا الواقع كيان الاردن كمملكة خالصة في تكوينها وأدائها .
والبدء باعلان أتفاقات عن مد خيوط تواصل مؤسساتي مع الضفة لكن قرارها إلحاقا بالأردن كخيار بديل لسلطة عاجزة عن القيام بدورها
واخيرا لا بد من أن نسجل التالي:
أن الحلول الصغيرة المطروحة هي استبدال دول الاعتدال العربي في لعب دورهاالممكن حاليا و في هذه القضايا التي لن تنتج أتفاقات فعلية بل مجرد هدنة وفتح أبواب يسهل أغلاقها وفي اللحظة التي تحدد فيه الادارة الاميركية الراحلة خيارها لاغلاق الملفات والارجح فتح ملفات لاتغلق وتبقى الشغل الشاغل للآدارة الاميركية القادمة والمنافسة بطبيعة اللبعبة الديمقراطية الاميركية للأدارة الحالية
عماد بني حسن
* كاتب وصحفي فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ


.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا




.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم




.. عاجل | مصدر قيادي في حماس: نتنياهو شخصيا يعرقل التوصل لاتفاق