الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هنا ...............

رشيد كرمه

2008 / 5 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذُ زمن بعيد والمسلمون بشتى مللهم ونحلهم ومذاهبهم ومـــن يعيش بين ظهرانيهم مـــن معتنقي الديانات وتفرعاتها الكثيرة والمتعددة يمارسون عــن عمد وسبق إصرار مزجا غير طبيعيا بين الدين ومتطلبات الدنيا , بين الضروري من الواجبات والحاجات البشرية وبين ما نطلق عليه ( الكماليات ) خلطا ً او مزجاً قسرياً تصل مدياته الى أعلى درجات الغلو فـــــي مجمل أمور وشؤون حياتنا اليومية بدء مـن الولادة وإنتهاء بالموت ومن المؤكد ان هكذا ممارسة تنتج مجتمعا إزدواجيا ًيبدء من الطفولة والى الكهولة ناهيك عن إزدواجية وتكريس معاييرخاطئة بين مجتمع الذكور ومجتمع الإناث , مجتمعا ًمتخبطا ً بين الموروث والحداثة يجهل بالتالي ما يريد تحقيقه,, فبقدر سعي الناس في خضم هذه الدائرة الى الرفاه الأجتماعي وتطلعها الى ممارسة العمل والمشاركة في التفكير بشئ من الحرية والعلنية واسلوب الحكم المدني والديموقراطي والفيدرالي وماتفرضه قوانين التحضر التي لابد منها تراهم يتمسكون بما عفى عليه الزمن دون سبب مـُلزِم إن جاز التعبير ,,, ولطالما حرص الناس وهـم كثرة على أحياء طقوس لاصلة لها بالواقع وتنتمي الى ما يسمى ( العصر الجاهلي ) رغم ان بعض ممارساته لايرتقي اليها المتمدنون اليوم ,ولا زلنا نردد قوالب ونصوص لغوية جاهزة تمتد الى ذلك العصر خذ على سبيل المثال الأعراف المتبعة والتهاني في مراسم الولادة والدفن وما بين الولادة والموت الكثيرمـــــــــن الأشياء التي تتسم بـلاعقلانية التفكيروالمنطق السليم وصولا ًللخرافة والعادات والطقوس التي لجأَ إليهاالأنسان القديم ثم مالبث ان هجرها بعد ان تطورت مداركه وخلق بنفسه ممارسة أخرى أكثر قربا ًمن حيثيات تفكيره الجديد القائم على أنقاض الماضي الذي شيد على أُُسس الإعجاز والعجائب والخوارق !! حتى ان المرء ليشك في ان نمط الحياة هو هذا وليس اي شئ آخر و لسوف تستمر هكذا ولا تنجح محاولات فك أسر الدين عن الدنيا ومتغيراتها الديناميكية المتسارعة .أو فلنقل فك اسر الدنيا عن الدين وقوانينه المطلقة القوة والنفوذ التي ما أنفك الناس بشكل عام وفئة رجال الدين يطوعونها الى مصالحهم ويستدرون منها أموالا و ارباحاً طائلة ومعينا ًلا ينضب ’ إذا مابقى الناس صاغرين دون حراك فكري او على الأقل ذهني , متخبطين في دائرة الموروث بجانبه السلبي والتطلع صوب المدنية والتحضر ولولا قوة العنف المُستخدمةِ من جانب أولا ًـ العائلة التي تخضع هي الأخرى لرب ٍإضافي ثان ٍ طبقا ًلما تمليه المجتمعات الذكورية أن تكون لكل أسرة او عائلة رب وقد تكون المرأة قد كسبت هذا اللقب كنفاق إعتباري إذ درجوا على ان تكون المرأة ( ربة بيت ), وثانيا ًـ حراس الأرثوذكسية ُ* باساليبها المتعددة بدء من ( قرصة الإذن ) والعصا داخل البيت الى الرجم بالحجارة وقطع الرقاب بحد السيف , لما بقت التقاليد البالية معشعشة ً في خلايا أذهاننا , نستل منها متى ما نريد وفقا ً للمواقف الحياتية دون تمحيص ودونما دراية , كأن نفرض على الآخرين التقيد بالقوانين والأعراف التي نؤمـــن بها كأن نـُسمِعهـُم مافي كتابنا أو شريعتنا ***؟؟؟؟؟ ثم ما نلبث ان نحشرهم في خانة الأدنى ؟؟؟؟
من هنا لابد ان يقف المَعنيِ بالأمر ومعه التنوريون وقفة رفضٍ لهذا السلوك المشين....
ومن هنا لابد من مواجهة عقلانية تحد من هذا التطرف , الذي سيصبح لاحقا ً إحدى الممارسات الذي يرسخها المتدينون من على المنابر طيلة أيام السنة !!!
من هنا لابد من التطرق الى حرية الأنسان وعدم ربط ذلك بالشريعة أو نصوصها فالدستور العراقي صيغ بناء على فسحة الديمقراطية ومن السخف القفز على منجز الديمقراطية الي صيرهم أمناء وذوي سلطة ومن العيب الإرتهان الى مجلس محافظة او تيار ما كي يحد من ابسط حريات الفرد البصرة العراقية مثالا ً!!!!
ومن هنا يجب مطالبة المجتمع الدولي بعدم الرضوخ والصمت أزاء الخروقات التي تطال لائحة حقوق الإنسان ..بحجة مراعاة ضوابط معينة !!!
يتقول الكثيرون على القوى اليسارية والديمقراطية ويعلقون على شماعتها ماآل اليه الوضع في العراق متناسين عن عمد أخطاء القومانية **منذ أمد بعيد والذي تكرس فيما بعد منتصف الستينات و التي ما فتئت تمارس التقتيل بحق من يريد ان يطور ويبلور وعيا معرفيا ًوواقع جديد يوازي متطلبات العصر , ومن الطبيعي ان تهاجر العقول النيرة والأكاديمية وتنحسر المبادرات الإبداعية أو تختفي نتيجة الرعب والإرهاب التي مارسته السلطة الدينية وسلطة الدولة مما خلق فراغا ًعميقا ًفي جميع مفاصل الحياة , ثقافياً , صحيا , إقتصاديا ً, إجتماعيا ً,سياسيا ً إلخ
يقول ارسطو : الطبيعة تخشى الفراغ
ومن الضروري ان نبدء بملئ الفراغ الذي خلقته القوة المفرطة كالتي خلقها الكهنوت الديني, ــ عالميا ً ــ سواء في المناطق التي يهيمن عليها الدين أو ــ عربيا ــً في مناطقنا التي تخضع بشكل وآخر لخلفية الدين أومحليا ً كجغرافية العراق الذي أطبق عليه الدين عبر خنق كل جديد ونير ومن خلال كمٍ غير قليل من الفتاوي والأحكام من جهة وبين وحشية وبربرية الأنظمة التي تلبست وتقمصت وتصرفت بتشجيع المرجعيات ومباركتها أو بتخويل رباني عبر فجاجة حجة ( التكليف الشرعي ) !!!! ولابد من تصدي لكل صغيرة تخلط بين القديم والجديد بين الموروث السلبي ومنجزات الحداثة والديمقراطية مثلا ً****..

الهوامِش:
ـــــــــــــــــــــــ
* حراس الأرثوذكسية : هذا التعبير إستخدمه محمد آركَون ويقصد به كبار علماء الدين المتشددين الذين يراقبون أي إنحراف ولو بيط عن العقيدة وهم من يأمر بمصادرة هذا الكتاب أو ذاك , أو هذه الرواية وتلك ..إنهم يشبهون محاكم التفتيش التي عانت منها أوربا طيلة عدة قرون .
ملاحظة من الكاتب : ( ليس بالضرورة ان يكون الأنحراف سلبيا ً) فالتمرد على نمط العلاقات العشائرية المتخلفة والتحريض ضدها يعد إنحرافاً إيجابيا ً,, رشيد كَرمــة )
** القومانية : القصد منها الغلاة من القوميين المتشددين والذين يلجأون الى القوة بصدد تطبيق برامجهم وصهر القوميات الأخرى وصولا لمصادرة حقوقهم والبعثيون مثلا .
*** فرض قراءة القرآن في محفل عام يضم بين ثناياه عدد غير قليل من أتباع ديانات غير الأسلام , حفل تأبين شهداء المقابر الجماعية مثلا ,,
**** تتيح الديمقراطية كنظام تشريع القوانين وفق آلية يشترك فيها الشعب عبر ممثليه المنتخبين وبدل ان تعنون لوائح القوانين بأسم الشعب يفرض الآخرون ان تكون هذه القوانين والتشريعات بسم الله أو بسمك اللهم وهي إحدى الجمل التي إنتقلت الينا من عصر اًطلق عليه الجاهلية .!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام