الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن تُخبئينَ هذا الجسد؟

طارق قديس

2008 / 5 / 25
الادب والفن


نظر إلى المرآة ، رأى صدره ، وقميصه المفتوح الملطخ باللون الأحمر ، رأى نفسه جالساً على طرف السرير في غرفته داخل المستشفى ، ويده اليمنى ملفوفة بالضماد، وعينه اليسرى متورمة حتى لا يكاد يظهر منها شيء . نظر إلى المرآة ثم دفن رأسه بين يديه ، وأحس بحاجة إلى هاتفه الخلوي ، تناوله ، نقره بضع نقرات، ووجد ما يريد ، وجد صورتها التي لطالما أحبها ، صورتها التي التقطها لها منذ عامين ، وربما أكثر ، حينما شاهدها أول مرة في روما دون أن تعرف.

في ذلك المساء ، أنهى نسيم عمله في شركة النسيج الإيطالية باكراً، ومضى إلى الفندق الذي ينزل فيه ، حيث واعد صديقاً عربياً للقاء هناك ، والتقاه في الموعد ، في قاعة الانتظار ، وأمضيا ، ساعة من الزمن بين شرب القهوة ، واستدعاء الدعابات العربية القديمة من الذاكرة المملوءة بالكثير من المواعيد ، ومئات الأرقام.

عج الممر بالكثير من النزلاء ، وفيما هو يودع صديقه ، لفت انتباهه شيء ما، إنها هي ، تقف أمام باب إحدى القاعات ، تستقبل الناس ، وهنالك لوحة عريضة تشير إلى أن هنالك معرض لدور النشر العربية ينظم بدعوة رسمية للتعريف بالثقافة العربية.

كانت جميلة فوق العادة ، وجهها حنطي اللون ، شعرها أسود ، تلبس فستاناً بُنيّاً مرقطاً ، تشبه إلى حدٍّ ما فتيات أمريكا اللاتينية ، وعاد بذاكرته قبل عام تقريباً، حينما صادف وأن رآها في ذات المكان ، حيث أقيم المؤتمر الثاني لمنتديات دور النشر العربية ، إلا أن الحظ لم يقف إلى جانبه آنذاك، لأن لحظة رؤيتها كانت لحظة مغادرتها الفندق ، وتواريها عن الأنظار، ولم يبقَ معه من ذكراها غير صورةٍ التقطها لها من هاتفه الخلوي آنذاك.

اليوم قرر أن يقتنص الفرصة ، قرر أن يعرف عنها ما باستطاعته أن يعرفه : من هي ؟ أين تعمل ؟ متزوجة أم عزباء ؟ .... فتقدم نحو باب المعرض ، اقترب منها ، اقترب ببطء حتى أصبح إلى جانبها تماماً ، وهي مشغولةٌ بالكتابة على قصاصة ورق، والحديث مع إحدى العاملات معها ، وتيقن من لهجتها أنها عربية ، أما هو ظل ينظر إليها، ظل يشتم رائحة عطرها الفواح الجميل ، ظل ينظر أصابع يديها الخاليتين من أي خاتم يدل على أنها مرتبطة ، ولما انتبهت له ، وشعر بالحروف تتدلى من لسانه ، تركته ومضت مسرعة نحو الداخل وكأنها تذكرت شيئاً ما ، وغابت في الزحام .... وبقي وحده ، رغم كل الحاضرين ، ولم يوقظه من وحدته سوى هاتفٍ يطلب منه العودة إلى مقر الشركة ، ولم يجد أمامه حلاً لكي يعرف ما تيسر عنها سوى أن يتودد من تلك العاملة التي تحدثت إليها ، وتجلس على باب المدخل.

عند عودته إلى الغرفة في المساء ، بدأ بتوضيب حقيبة السفر ، عليه أن يعود إلى الوطن مع رئيسه في الصباح الباكر . فتح الحقيبة ، أمعن في النظر إليها ، لم تكن بحاجة إلى توضيب ، ألقى فيها بعض الأشياء ، وجلس على السرير ، أخرج ورقة صغيرة من جيبه ، أعاد قراءة ما كتب عليها ، الاسم : رشا الأيوبي ، العمل : مديرة العلاقات الخارجية في دار الحوار العربي للنشر والتوزيع .. ومقرها أرض الوطن ، أما الأهم فكانت العبارة الأخيرة ، الحالة الاجتماعية : عزباء.

لقد أصبحت تلك الحسناء جزءاً من حياته ، خياله ، غذائه اليومي ، هو الذي لطالما رفض بشدة الفتيات اللواتي عرضن عليه عن طريق والدته ، وحتى من غير والدته . وهو الذي لطالما قاوم إغراء جمال أوروبا وفاتنات أوروبا ، حتى توقف عندها ، هو لم يعشق جمالها الجسدي ، لم يفكر يوماً بأن جسده يمكن أن يلتحم بها ، أن يمتزج بها امتزاج الخمر والماء ، أن يتمتع بتضاريسها ، بانثناءاتها ، بشهقاتها ، بجموحها داخل السرير ، لتتحول إلى كتلة من النار ترقد فوق جسده المبلل بالعرق، بل إنه أحبها لأنه أحس بأن ذلك القالب الجميل يُكَمِّلُهُ ، وحبه لها يشبه حبِّ رسامٍ للوحة قد رسمها ليس أكثر.

وضعه الوظيفي كمترجمٍ خاص لمدير الشركة الإيطالي أكسبه المزيد من الثقة بالنفس ، والمزيد من الاستقرار المادي في عائلته الثرية ، والمكونة من ستة أخوة ، إضافة إلى تفوقه الجامعي ، إلا أن هذا لم يغير شيئاً من نظرته للحب والزواج ، ولم يقربه من طريقة والدته في الارتباط ، بل إن لقاءه بتلك الحسناء زاده ابتعاداً عنها ، حتى أصبحت هاجساً له ، وجعلته يفكر لأكثر من أسبوعين بطريقة يمكن أن يكلمها من خلالها ، الأمر الذي قاده لأن يصارح أعزَّ أصدقائه بما يشعر به ، ويتشاور معهم ، ليجدوا له حلاً ناجحاً.

توجه نسيم إلى مبنى دار الحوار العربي القريب من مقر الشركة ، بعد أن وجد الحل الأمثل . ركن سيارته المرسيدس إلى جوار المبنى ، نظر إليه من الخارج ، لفت انتباهه ارتفاعه الشاهق ، دخل ، سأل الاستعلامات عن وجهته ، ثم طفق ماشياً إلى المصعد ، وضغط على الدائرة التي تشير إلى الطابق العاشر.

أخذ يلتقط أنفاسه ، بدأ نفسه يضيق مع كل طابقٍ يرتفع ، بدأ يتصبب عرقاً ، ويقول لنفسه : ما هذا يا نسيم ؟ إنك لم ترها وتتصبب عرقاً ، فكيف إذا أصبحت أمام عينيك؟ ولم يكد ينهي حواره الذاتي حتى توقف المصعد ، وأشارت اللوحة إلى الطابق العاشر ، عندئذٍ التقط نفساً عميقاً ثم زفره ، ومسح ما تبقى من عرق ، وبخَّ قليلاً من العطر على ثيابه ، من قارورة كان يخفيها في معطفه الأسود ، ثم توجه إلى الدار .

(الآنسة رشا لو سمحت !) هذا ما قاله للسكرتيرة التي التقطت ورقة ودونت عليها اسمه ، وسألته بعض الأسئلة ، وأدخلتها إليها ، لتعود بعد قليل ، مشيرةً إليه بالدخول . أحسَّ حينها بمكانتها المرموقة فعلاً ، ولم يصدق أنه سيراها من جديد ، فانتشى ، لكنه تمالك نفسه ، ودخل ، ليجدها بانتظاره خلف مكتبها المقوس إلى حدٍّ ما ، سَلَّم عليها ، شعر بدفء يدها ، وحرارة جسدها تتسرب إلى جسده ، فيما ابتسامتها تملأ الغرفة بعبق الحيوية والمرح ، وتشغل تفكيره حتى غاب وجهها في عينيه ، فلم يعرف ماذا قال أو ماذا قالت ، هل قدم نفسه أو لا ، ولم يدرِ كيف جلس على الكرسي ، وكأنه في مكانٍ آخر من هذا العالم .

( أظنُّ أننا التقينا سابقاً ، أليسَ هذا صحيحاً ؟ ) أيقظه هذا السؤال ، لكنه تدارك انبهاره ، وأكد لها ذلك ، وعاد منطلقاً بالحديث ، تارةً عن نفسه ، تارة عن لقائه بها في المعرض الأخير ، وأخرى عن سبب زيارته ، وكلُّ ما في جسمه يتحرك ، يده ، فمه ، شعره ، مؤخرته ، إلا أن شيئاً واحداً لم يكن يتحرك لديه ، أنهما عيناه ، فقد ظلتا تنظران إليها طوال الوقت ، تكادان لا ترمشان ، لا تنزلقان ، لا تحيدان عنها ، ولا حتى للنظر إلى النافذة المطلة على حديقة الزهور ، أما هي فكانت تنصت إليه باهتمام ، تنصت إلى رغبته في نشر إحدى الروايات الإيطالية التي ترجمها من خلالهم ، دون النظر إلى التكاليف أو الأعباء، والحديث يقودهم إلى حديث آخر قارب النصف ساعة .

وانتهى الحديث ، وشرب قهوته السادة ، وقامت عن مكتبها لتوصله إلى الباب ، وقد حددا موعداً آخر يكون فيه قد أحضر مسودة الكتاب ، قامت عن مكتبها واقتربت منه ، رائحتها هي ذاتها تلك الرائحة ، رائحة العطر الغامر شديد الفتنة ، للمرة الأولى يلاحظ طولها الجميل ، ويتمعن في قوامها الممشوق ، في مدى جسدها المكتنز تحت قيود الفستان البرتقالي الضيق ، في ردفيها الخلابين ، في ساقيها المنتصبين كعمودين من الرخام ، في أناقتها الغاية في الروعة ، فيما هو يتبعها للخروج من المكتب، ويلامس يدها مرة أخرى ، على أمل اللقاء.

أغلق هاتفه الخلوي ، أخفى صورتها من جديد ، تحسس يده اليمنى من فوق الضماد ، ثم قذف جسده إلى الوراء ، إلى فراشه ، وأغمض عينيه مستسلماً إلى أفكاره ، وذكرياته ، مستسلماً ، إلى أحلامه المتكررة ، إلى صورتها حينما تظهر بين خلايا الدماغ ، تسكن في العقل الباطن ، تلك المرأة العذراء ، تلك التي لم يتخيل أن أسرار جسدها لم يفضها أحدٌ بعد ، ولربما لن يفضها أحد ، لأنها تستحق من هو أعظم ، و ليس هناك بين البشر من هو أعظم منها ، ولا حتى قيصر ، فجسدها المخبأ لا يليق به إلا أن تنظر إليه ، أن تلمسه على أبعد تقدير . مع أنها يمكن أن تكون أحبت ، أو ذابت في أحضان أحدهم ، أو حتى وصلت إلى حدِّ التخلي عن عفافها المصون في لحظة ضعفت فيها ، وتنازلت عن هذا الكبرياء.

لم يكن يتصور نفسه يوماً أنه سيحظى بها ، كانت دائماً تقبع في مخيلته ، كان يراها تستحم والماء يغمرها ، ورغوة الصابون تحجب عنه كثيراً من ملامح الجسد ، كان يراها ووابل القطرات يلامس بشرتها الناضرة ، فتنقشع الرغوة عن مساحاتٍ من وجهها ، وتسيل إلى عنقها ، فصدرها ، فثدييها ، وحتى تصل القدمين . وحينما تستدير ، ويبرق ظهرها الحنطيُّ الأملس ، ويظهر نصفها الآخر ، نصفها الخفي ، ويقع ضوء الشمس القادم من النافذة ، يرى نفسه يقترب منها ، يحدق فيها ، يمرُّ بيده على شطآنه ، ينفض عنه قطرات الماء ، ويقبله بشفتيه الصامتتين ليتأكد من أنها هي ذاتها نفس المرأة ، يقع في شبه غيبوبة ، يدفن وجهه في غابات شعرها الأسود ، يستنشق رائحة بقايا الرغوة فيه بينما يداه تحيطان بها كالمنشفة البيضاء التي التقطها ، وأحاطت بها جسدها على استحياء.

صورتها في كلِّ مكانٍ حوله ، والموعد بعد أسبوع ، الحلُّ أمامه هو أن يتصل بها ، ألا يجعلها تنسي صوته . وبالفعل اتصل ، وظل كل يومٍ يعاود الاتصال بحجة جديدة ، حتى التقاها في الموعد المحدد في مكتبها ، ولكن دون كتاب ، وقد قرر أن يكشف لها عن نواياه . لم تصدق رشا ما سمعته أذناها ، إنه اعتراف صريح بحبه لها ، وطلب رسميٌّ للزواج . صمتت رشا للحظات ، فيما حبات العرق ترتسم على جبينه ، والكلمات لا تكاد تخرج من حلقه . طلبت منه مهلة للتفكير ، لم تعده بشيء ، لكنها طلبت مهلةً للتفكير ، ووعدته بأنها سترد له الجواب خلال يومين على الأكثر.

المشهد يصعب تصوره ، إلا أنه تعلق بخيط رفيعٍ من الأمل ، وعزاؤه الوحيد هو أن أصدقاءه أثنوا على ما فعله ، وأبدوا تفاؤلهم أيضاً ، وقد أخفى تفاصيل مشاعره عن عائلته طيلة هذه المدة .

رنَّ جرس هاتفه ، إنها هي ، أرادت أن تصارحه بكلماتٍ لا تخلو من التردد ، حاولت أن تقنعه بأنها لا يمكن أن تتزوج شخصاً لا تعرفه ، قالت : ( أنت تعرف أن هذه الأمور لا تجري هكذا ، يجب أن نعرف بعضنا جيداً قبل أن نرتبط ، وإلا فالحياة ستضحي عالماًً من المجهول بالنسبة لنا.) .. هذه الكلمات دفعته للتأكيد على ذلك ، وبأنه لا بد وأن يلتقيا مجدداً ، وبعيداً عن أجواء العمل ، ليتعارفا على بعضهما أكثر . ترددت كثيراً قبل أن تجيب ، لكنها قررت في النهاية أن يحظى بهذه الفرصة ، بأن يلتقيا خارج المكتب في الغد ، وهو ما بدد شكوكه بوجود شخصٍ آخر في حياتها ، و أعطاه دفعة من الثقة بالنفس ، والأمل بتحقيق حلمه الجميل.

حُدِّدَ اللقاء في فندق المدينة ، الساعة الثامنة والنصف ، هو جاء قبل موعده بنصف ساعة ، وارتدى أفضل ما لديه من ثياب ، رشَّ على جسده قارورة العطر بأكملها ، رتب شعره أيما ترتيب ، وعلى مقعد في زاوية قاعة الاستقبال جلس ، وطلب كأساً من المشروب ، جلس يتأمل الناس من حوله ، القادمين والذاهبين وقد بدا أن حفل زفافٍ سيقام ، ليعود بنظره إلى ساعته ، وإلى مدخل الفندق ، حتى استوقفه وجهٌ ما ، إنه وجه أحد أصدقائه القدامى ، لم يره منذ خمس عشرة سنة ، لكن براءة وجهه المعهودة اختفت خلف لحيته الكثة ، وشعره المنكوش ، وكاميرا التصوير في يده .

قام نسيم عن مقعده ، وأراد أن يذهب ويكلمه ، إلا أنها ظهرت هناك ، إنها آتية في غاية الأناقة ، وغاية الجمال ، وأمامها حشدٌ من المدعوين إلى حفل الزفاف ، إلا أنها لما أصبحت إلى جوار الصديق القديم الذي همَّ بفك أزرار قميصه ، والابتسامة تغمر وجهها الملائكي حدث شيء ما ، دوى صوت انفجار عظيم في أرجاء المكان ، وفقد الوعي إلى حين ، ولما أفاق كان المكان قد استحال إلى دمار ، وأصوات البكاء والعويل تعمُّ المكان ، أما هو فقد قُذِفَ بعيداً عن مكانه ، ويده تنزف دماً ، ورأسه كأنه كتلة حجر ، إلا أن ذلك لم يمنعنه من سماع تلك الكلمات : ( لقد فجَّرَ أحدهم نفسه ، إنه عملٌ انتحاري ، اطلبوا الإسعاف!) ، فقام و شرع يبحث كالمجنون عن فتاته الجميلة بين تلك الأجساد الملقاة هنا وهناك ، وبقايا الجثث المتناثرة في أرجاء المكان ، حتى علقت يداه بحقيبتها الصغيرة أمام المدخل دون أن يتمكن من الاهتداء إليها.

نهض عن سريره ، أبعد تلك الصورة البشعة عن ذهنه ، صورة حبيبته وقد استحالت إلى أشلاء ، ذلك الجسد الذي ظل بعيداً عن مطامع المحبين ، ولم يتمكن أحدٌ من كشف أسراره ، وهو اليوم قطعٌ صغيرة ترقد داخل كيسٍ أسود في أحد المستشفيات ، وما كان ذنبها إلا أنها منحته بريقاً من الأمل ، وفرصةً للحياة في زمن لم تعدْ للحياة فيه قيمة ، وهي لا تساوي لدى الكثيرين أكثر من الاختباء وراء حزامٍ ناسف!

نهض عن سريره ، وعاد إلى هاتفه الخلوي ، عاد إلى صورتها الأولى والوحيدة التي خرج بها من هذا العالم ، هذا العالم الذي أخذها منه إلى عالم آخر ، وأخذ منه روحها ، جسدها الجميل ، ابتسامتها المشرقة كقرص الشمس ، وظل وحده في غرفته ، ظلَّ وحده يسأل صورتها المرسومة على شاشة الهاتف : لقد رحلت الآن ، ولم يستطع أحدٌ أن يفك لغز ذلك الجسد الملتهب ، فلمن كنت أيتها الفاتنة تخبئين هذا الجسد ؟ .. قال هذا ثم انهمرت من عينيه الدموع ، فيما أصوات البكاء في الجوار تتعالى ، وصفير سيارات الإسعاف يتوالى ، وذلك عبر نافذة الغرفة المفتوحة على مصراعيها ... في ليلة بكى فيها القمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا