الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار -المُتعفّن- وليس -المُتمدّن-

سليم سوزه

2008 / 5 / 26
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


جلسنا نتسامر الحديث ونتجاذب حلو الكلام فعرّجنا على الكتابة وما يصاحبها من مشاكل ومعاصي وآثام قد تدفع بصاحبها ان يكون بطلاً قومياً ورمزاً وطنياً كبيراً، او ان يكون مجرماً وكافراً وخائناً، وكل ما حوى قاموس الرذيلة من الفاظ .. وحين بدأنا نتعرّض للكتابة الالكترونية ومواقع النشر الانترنيتية، جاء ذكر عزيزتنا صحيفة (الحوار المُتمدّن)، فانتفض زميلي المُسامر واشتدّ غضبه عليّ، ليصف الموقع ب(الحوار المُتعفن) .. بصراحة دخلت في غيبوبة فكرية امدها ثواني بسيطة، علّي اجد مبرّراً لهذا الهجوم من قبل صديقي الكاتب والشاعر والمثقف الذي كنت احسبه من محبّي (التمدّن) .. لكني لم استطع ان التمس عذراً لما عفنه لسان صديقي الكاتب وما صاحبها من كلام، لا يقل عفونة ً او قسوة ً على الموقع ومحرّريه بل وكتابه ايضاً.

حاولت ان ارطّب الاجواء واكسر حالة التشنّج التي سيطرت على مجريات الحوار لدقائق معدودات، لأقول له بأنني لا ارى اي تعفّن في وجوه الكتّاب خصوصاً جميلاته .. فالصور الجميلة التي بجانب كل مقال لا تدل الاّ على طيب المظهر والاناقة سواء كان رجلاً ام مرأة .. واستشهدت ببعض كتاب الموقع الذين احترم كتاباتهم بقطع النظر عن اختلافي معهم في التوجّه .. حتى انني ذكرت اسماء الكثير منهم امامه وقلت له بربّك، أهذا (معفن) ام هذه (معفنة)؟
لكنها كانت محاولة بائسة لم تستطع تليين موقف زميلي الشاعر قيد انملة، فاصبح الجد سيد الموقف حينها، وبدأت اتفقد فعلاً سبب غضبه من الموقع باصرار شديد، لاُصعق صعقة ً اخرى كانت ربما الاشد حينما قال بأن الموقع موقع كافر ينشر (لحثالات) الكتاب المُشكّكين من امثال، كا..... و وف..... و.... طبعاً ذكر عدداً من الكتاب الذين يخالفون هواه، ثم سألني مستفهماً؟ ابن سوزه، ما رأيك في كتاباتي؟ فأجبته عن قناعة تامة طبعاً بانها رائعة، قال اذن لماذا لا تنشرها صحيفة الحوار المتمدن حينما ارسلت عدداً منها؟ فأستغربت وقتها، وقلت له بانها تنشر لكل التوجّهات، فما المشكلة معك!!

لا اعرف ما السبب في عدم نشر مقالاته كما اخبرني، مع انني اعرفه كاتباً مُتمكّناً، لكني هدّأت من روعه، وقلت له حينما وصفت انا كتاباتك بالرائعة، ذلك لا يعني بانها رائعة للجميع، فالاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة، وما يكون رائعاً لنا قد يكون سخيفاً للآخرين، فليس كل الناس على فكرٍ واحد، وانت اعلم مني بذلك.

عموماً لا ادري لماذا يصر بعض الاخوة على خلق جدار فاصل بينه وبين الآخر ويضع نفسه في قارورة الانعزال والقطيعة مع كل ما لا ينسجم مع فكره وتطلّعاته .. ان لم يكن (الحوار المُتمدّن) مستقيماً مع فكرنا ومنهجنا، فهو لا يعني بانه اصبح متعفناً، بل هو الاختلاف بعينه، ونحن لسنا الاّ مواداً في هذا الاختلاف شئنا ام ابينا.

الف تحيّة (لتعفن) الحوار المُتمدّن من احد مدمني هذا (التعفن) على رأي شاعرنا المثقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل