الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايهمنا نحن العراقيين

عزيز العراقي

2008 / 5 / 31
الارهاب, الحرب والسلام


تبقى اغلب التوقعات حول تطور الاحداث في المنطقة اسيرة لمستجدات قد تأتي بنتائج عكسية . وبعكس التفاؤل الذي ابدته القوى الموالية للمحور الايراني , وبشرت بقرب ابرام صفقة بين المشروعين الايراني والامريكي لاقتسام النفوذ في المنطقة , و تتالت باعلانات ارادت بها ان توحي عن قرب انتصارها التاريخي , والذي اعتبرت فيه اتفاق الدوحة الخاص بالمشكلة اللبنانية هو استجابة لقوة اطراف هذا المحور المتمثل بحزب الله , وحصوله على الثلث المعطل في الحكومة بعد اجتياحه العسكري لبيروت . والاعلان عن المفاوضات الاسرائيلية السورية برعاية تركية , هو دلالة الصمود السوري وقدرته على لعب (الاوراق الرابحة) , واجبار اسرائيل لاعلان قبولها الانسحاب من الجولان واعادتها الى سورية . ويبقى الاعلان الآخر عن وجود مباحثات بين ايران واميركا لايشكل اية قيمة , لانه صادر من ايران ولايوجد من يؤكده , والقصد منه اعطاء قيمة موازية لقيمة السياسة الامريكية في المنطقة , وكأنه ند معترف به وليس نظام مطارد من قبل الاسرة الدولية .

ويرى التفسير المقابل ان الاستجابة لتلبية رغبة اداة ايران في لبنان هو لايقاف التدهور ومنع الوصول للمواجهة العسكرية التي تستعجلها ايران لعدة اسباب , منها امتصاص النقمة الداخلية نتيجة التردي الاقتصادي للجماهير الايرانية , وتحويل اتجاهها الى تشديد الصراع مع الامريكان . وقد انعكست الازمة الداخلية في توجيه الكثير من النقد لاحمدي نجاد على اثر كلمته في مشهد قبل عدة ايام , والتي ادعى فيها بان الامام المهدي (ع) هو الذي يدير دفة حكومته , مما دفع رجال الدين والسياسيين لانتقاده بشكل مكشوف , واستدعى ذلك تطويق طهران وباقي المدن الايرانية الكبيرة من قبل قوات البسيج ( الجيش الخاص بؤسسة ولي الفقيه علي خامنئي , وهو الاكثر قدرة وتسليح من الجيش النظامي ) . والسبب الآخر المهم عدم اعطاء الامريكان الوقت الكافي لاستكمال استعداداتهم الميدانية التي تهدد بشن الحرب على ايران . والنظام الايراني يدرك جيداً ان الوقت ليس في صالحه , وكلما تقدم كلما فقدت الفرصة في التأثير على الراي العام الاقليمي والدولي .

ولذات الغرض في تجريد المشروع الايراني من ادواته الفاعلة , تم ايقاف هجوم حزب الله , وتجري مقايضة سوريا , في اعادة الجولان مقابل توقفها عن دعم حزب الله , وانهاء مقرات الاحزاب الفلسطينية الرافضة للسلام مع اسرائيل المتواجدة في دمشق , والاهم فك ارتباطها بالمشروع الايراني , وهو الشرط الذي ليس من السهولة الاستجابة اليه . فسوريا بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي الذي كان المظلة التي تحتمي بها , تمكن المرحوم حافظ الاسد من ايجاد مساحة للمناورة واتقاء اذى اميركا المنتصرة . الا ان قيادات النظام البعثي في سوريا لم تدرك حجم التغيرات التي طرءت على طبيعة الصراع الدولي مثلما ادركها حافظ الاسد , ووجدت بالاتكاء على النظام الايراني الذي يشاطرها غياب الفهم المعاصر لطبيعة الصراع , ما يعوضها عن المظلة السوفيتية , ويعزز الاعتقاد بسراب التكافؤ مع القوة الغربية . وكلا الطريقين سيكشف هزالة النظام السوري , فالقبول بالشروط الاسرائيلية مقابل الجولان , سيتبعها رفع اسباب الطوارئ التي حكمت بها طيلة الستين عاماالماضية , وللشعب السوري استحقاقات انسانية وسياسية واقتصادية لن يستطيع ان يلبيها النظام الحالي . ثم المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري , التي اصبحت في عهدت الامم المتحدة ولا احد يستطيع ان يجعلها اداة للمساومة . اضافة للاذلال الامريكي المتوقع والذي سيكون شبيها للانتقام الذي مورس مع الشعوب السوفيتية بعد انتهاء انظمتها الاشتراكية . او عدم القبول بعودة الجولان , وهذا سيسقط كل ذرائع صمودها المزعوم , وكونها ( قلب العروبة النابض ) الذي تتغنى به .

ان الذي يهمنا نحن العراقيين في هذه المرحلة بالذات , وبعد ان وجدت الاطراف الرئيسية في الحركة السياسية العراقية نفسها عاجزة عن تطبيق توجهاتها على حساب الآخرين , والتي اتسمت بضيق الأفق الطائفي والقومي , وكلفت العراقيين آلاف الضحايا , ومنعت توجههم لاعادة بناء دولتهم وتنظيم حياتهم طيلة الخمس سنوات الماضية , ومثلما ادركت بعض القوى السنية بعدم جدوى المقاومة الشريفة وغير الشريفة ومصلحتها الحقيقية في اعادة بناء العراق الآمن المستقر الذي تتقاسم فيه النفوذ والسلطة مع باقي المكونات , وعودة بعض القيادات الكردية لتغليب المصلحة الوطنية وادراكها بعدم امكانية نجاح التجربة الكردستانية بدون نجاح التجربة العراقية . نأمل ان لاتنجر بعض الاحزاب الشيعية المرتبطة بايران لما يتمشدق به النظام الايراني , وتنساق وراء رغباته المجنونة , واوهامه التي يحاول بها اقناع نفسه قبل الآخرين .

ان الخطوات الجريئة التي قام بها رئيس الوزراء في محاولة القضاء على عصابات الجريمة , يؤمل منها ان تتجذر اكثر نتيجة الزخم الذي يرافقها من الجماهير العراقية , ومن تاييداغلب المكونات السياسية الذي تجسد بعودة بعض الاطراف المنسحبة من الحكومة . تشكل فرصة حقيقية قد لاتعوض لكل الاطراف السياسية العراقية للسير بطريق اعادة بناء العراق , وتقريب المواقف بما يضمن قيام المشروع الوطني العراقي , الحامي الحقيقي والوحيد لحفظ مصالح العراقيين من الذئاب الامريكية والايرانية وكل الطامعين بالعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ