الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة: الوضع الفلسطيني أمام خياري اعادة الوحدة الوطنية أو المزيد من الانقسام والتدهور

نايف حواتمة

2008 / 5 / 27
القضية الفلسطينية


قال أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أن الوضع الفلسطيني الراهن يقف بين خيارين؛ الأول: تكثيف الجهود لإعادة الوحدة الوطنية بين الفرقاء الفلسطينيين ضمن أطر ديمقراطية ودستورية بعيدة عن الصفقات الأحادية والثنائية بوجهها الاقصائي للخروج مما أسماه مربع الخطر، والثاني: أن يبقى الوضع الفلسطيني يتراوح بين الانقسام والتدهور وما يترتب عليه من زيادة الأزمة والانشقاق الداخلي.
ودعا حواتمة في مؤتمر صحفي عقده في مقر حزب الشعب الأردني المفاوضين الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس إلى تبني استراتيجيات تفاوضية تركز على الحقوق الوطنية والسياسية المركزية للشعب الفلسطيني وهي حق العودة والقدس وقضية اللاجئين والمستوطنات، والأسرى، والمياه ، لافتاً إلى أن المفاوضات في السنوات الأخيرة انحصرت في القضايا الأمنية الآنية (في غزة مفاوضات غير مباشرة عن طريق "مصر حول "التهدئة، شاليط، المعابر)، وفي الضفة مفاوضات مباشرة حول قضايا جزئية أمنية)، واعتبر أن المفاوضات بين عباس واولمرت غير ملزمة للطرف الإسرائيلي كونها تقتصر على الشؤون الأمنية، الشفوية، منتقداً في الوقت نفسه جدول أعمال المفاوضات الذي اقتصر على قضايا أمنية توفر الأمن للجانب الإسرائيلي.
وكشف حواتمة عن بعض مضامين لقائه الأخير مع الرئيس عباس في عمان ، قائلاً أن المفاوضات الشفوية بين الطرفين توصلت إلى أن القدس ستبقى موحدة مع ممر آمن لها والتوسع بالضفة الغربية لمسافة قريبة من الجدار العازل والإبقاء على مستوطنات إرئيل، جعفات زئيف، داخل الضفة الغربية. كما اشترط الإسرائيليون أن تبقى الحدود الفاصلة بين غور نهر الأردن وصولاً إلى شريط البحر الميت بما يساوي 20% من الضفة تحت سيطرتهم بعمق 15 كم ، وبموجب ذلك يترتب تحويل الحدود الأردنية - الفلسطينية إلى حدود أردنية ـ إسرائيلية.
كما يطرح الإسرائيليون إنشاء ممرات في الضفة الغربية تتحكم بها إسرائيل وفي المناطق الحدودية بين قطاع غزة ومناطق 48 ومشاركة المصريين للفلسطينيين بإدارة معبر رفح ، مع إعطاء صلاحيات أوسع لللإسرائيليين بإدارة المعبر.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تقدمت بخريطة جديدة للسلطة الفلسطينية كشف فيها الإسرائيليون عن نيتهم بضم وإلحاق 12 % من الضفة الغربية. وفي إطار الإلحاق والضم لدولة إسرائيل ، تشكل هذه النسبة جزرا معزولة ومتقطعة من الكتل البشرية التي تعاني من الفقر والبطالة.
وأكد أن المخطط السابق يشكل خطوة تمهيدية تهدف إسرائيل من خلالها تنفيذ مشروعها بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في البلدان العربية المجاورة مما اعتبره حواتمة مناقضا لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في المستقبل.
وأضاف أنه أبلغ للرئيس عباس تخوفه من وصول الفلسطينيين لدائرة الخطر ، مشيرا إلى أن الاستمرار على هذا المنوال، والقفز فوق الحقوق التاريخية والطبيعية للفلسطينيين والبحث عن حل إسرائيلي إقليمي كما وقع عام 1947 وعام 1948، يرتكب الفلسطينيون بذلك خطأ تاريخيا.
وانتقد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للأراضي المحتلة مشيراً إلى انه "لم يعر اهتماماً للأوضاع الفلسطينية المتأزمة أو الإشارة إلى المبادرات العربية، بل حاول تجاهل قضايا الصراع والدفع باتجاه جر دول الشرق الأوسط نحو الخليج لإشعال نيران حرب جديدة في المنطقة تحت عنوان الخطر الإيراني وليس الإسرائيلي، مع تهنئة الأخيرة بدوام احتفالاتها بعد 120 عاماً من قيامها، مستهتراً بالجانبين الفلسطيني والعربي".
ودعا حواتمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى إصدار قانون جديد لانتخابات المجلس الوطني حسب التمثيل النسبي الكامل، مشيرا إلى أن اللجنة دعت رئيس المجلس الوطني لذلك والذي بدوره كلف اللجنة القانونية لوضع تصوراتها لقانون انتخابات جديد يشارك فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني المنتشرين في أكثر من خمسين دولة حول العالم والذين لم يشاركوا منذ العام 1993 بأية انتخابات للسلطة أو منظمة التحرير، ويشكلون 62 % من الشعب الفلسطيني.
وأكد على مبدأ الديمقراطية في كافة مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الوطنية، مشدداً على أن المنظمة وليس السلطة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .
وحول الوضع اللبناني قال حواتمة أن اللبنانيين وصلوا لحافة الحرب الأهلية نتيجة تفاقم الأزمة الداخلية بين فرقاء السياسة وتصاعد حجم تدخل المحاور الإقليمية والدولية في الساحة اللبنانية، لافتاً إلى أن تداعيات ذلك دفعت الدول المعنية إلى التدخل لاتخاذ قرار موحد بالإجماع لأول مرة لحل الأزمة خلال اجتماعها الأخير في الدوحة.
وتابع قائلاً: "لقد وجدت تلك الدول نفسها مضطرة للتوقف عن تلك التدخلات في الساحة اللبنانية والاتفاق لأول مرة بدون التباس ، بعدما واصلته بسنوات طويلة، من خلال وفد عربي ثماني لوضع الأمور في سياقها" ، لافتاً إلى أن البيان الذي صدر في بيروت قبل الدوحة، والآخر اتفاق الدوحة ينص على "تمتع كل نقطة من نقاط الاتفاق بذات القوة في التنفيذ حتى لا يتكرر ما وقع سابقاً من عمليات انتقائية واستنسابية لبند دون آخر أدت إلى أزمة وصلت إلى حافة الهاوية".
ورأى أن "الأزمة اللبنانية الداخلية تنفتح على إمكانيات التسوية بين جميع الفرقاء وفق عناوين انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإيجاد قانون انتخابات جديد متوازن، وهي العناوين ذاتها في الساحة الفلسطينية".
وطالب حواتمة العرب "بالاستفادة من الفرصة التاريخية المتاحة بالجمع بين الحقوق العربية والفلسطينية، وعدم إنتاج أخطاء القيادات الفلسطينية والعربية السابقة" التي أضاعت أكثر من فرصة تاريخية في حروبها السابقة مع إسرائيل .
واستعرض حواتمة المبادرات العربية لحل أزمة الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وأشار إلى أن "المبادرة اليمنية تحمل عناصر انفجارها في دواخلها ، فانفجرت تناقضاتها منذ اللحظة الأولى بسبب تناقض بندها الثاني مع الأول الذي يبني الحوار على أساس إعلان القاهرة واتفاق مكة مع إسقاط وثيقة الوفاق الوطني رغم أنها الأكثر تطوراً وتضمناً لآليات تنفيذية خلافاً لسابقاتها، مما أدى إلى شل وإعلان الموت السريري الفوري للمبادرة".
وانتقد السلوك الانقلابي الذي مارسته حركتا فتح وحماس على الاتفاقات السابقة وخاصة اتفاق القاهرة وبرنامج وثيقة الوفاق الوطني الذي وقع عليها 13 فصيلاً فلسطينياً وممثلون عن الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية ومؤسسات المجتمع المدني ولكن بعد 24 ساعة انقلبت عليها كل من حماس وفتح بأمل أن يتوصلا إلى محاصصة ثنائية احتكارية للسلطة.
وأشار إلى أن اتفاق مكة الذي تم إعداده في سوريا، وأعلن في السعودية أفشلته حماس وفتح بقوة السلاح ونتج عنه تنامي حدة الصدام العسكري الشامل بين الفصيلين مما أدى إلى فصل بين وحدات السلطة المركزية ووصول الأوضاع داخل الضفة والقطاع إلى دائرة الحرب الأهلية.
ووصف حواتمة المبادرة اليمنية "كشكل آخر من أنماط الصياغات والتدخلات العربية التي تتصرف مع الحالة الداخلية الفلسطينية بمبدأ وصاية ما تريد وليس بما توصلت إليه الفصائل".
وشدد على ضرورة "الحل الداخلي للأزمة الفلسطينية بإنهاء الانقسام، والحوار الوطني الشامل"، بينما يؤدي "الانحناء للتدخلات الأمريكية والإسرائيلية إلى مزيد من الدمار والكوارث وتحقيق المكاسب لسلطات الاحتلال" بحسب تعبيره.

حاوره: فارس الحباشنة – عمان/ الأردن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل