الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان .. رحيل فخامة الفراغ لصالح فخامة الرئيس

محمود حافظ

2008 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم وفى ذكرى عيد المقاومة 25 /5 /2008 م تم إنتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية ليكون الرئيس العتيد الثانى عشر للجمهورية اللبنانية والثالث من المؤسسة العسكرية بعد فؤاد شهاب و إميل لحود وفى هذا الحشد الغير مسبوق للحضور والذى على ر أسهم أمير قطر ورئيس وزرائه ورؤساء حكومات ووزراء خارجية من كافة أنحاء المعمورة عرب وأجانب ووفود برلمانية من مصر ممثلة فى رئيس مجلس الشعب ومن الكويت ممثلة فى رئيس مجلس الأمة الكويتى والذى فى كلمات بسيطة مفادها التركيز على العدو المشترك قاصدا بالطبع العدو الصهيونى هذه الكلمات التى إختصرت حقيقة الصراع وكانت واضحة جلية ، وتمثيل البرلمان الأوربى والكونجرس الأمريكى والذى لم يفت أحد أعضائه تأييد السنيورة .
فى وسط هذا الحشد تم إنتخاب العماد سليمان رئيسا طبقا لما أتفق عليه بالدوحة بين كافة الأطراف والتى وقعت على ذلك وكانت نتيجة التصويت 118 صوتا للعماد سليمان مقابل 6 أصوات ورقة بيضاء و3 أصوات تهكمية ومن الواضح أن مجمل الأصوات التسعة منتمية إلى الأكثرية والصوت الوحيد الذى أعلن عن أنه سوف يصوت بورقة بيضاء كان النائب بطرس حرب مبررا ذلك فى هذا الحشد أما ال8 الآخرين فلم يعلنوا عن أنفسهم وأن كام ممكن بالحدس تمييزهم إذا عدنا إلى مداخلات بعضهم أو ما أعلنه ما يسمى بالمجاس العالمى لثورة الأرز وبعض الذين إعترضوا على ترشيح العماد سليمان على أساس أنه موظف وهذه توقعنا .
إذن بعد 6 أشهر رحل فخامة الفراغ وشغلت سدة الرئاسة وإنتهت صلاحيات حكومة السنيورة وأصبحت حكومة تصريف أعمال حتى تتكون الحكومة الجديدة طبقا لما تم الإتفاق عليه .
هذه الحكومة والتى بإستئثارها وإنفرادها بالسلطة لمدة سنة ونصف منقلبة على الدستور ومنافية العيش المشترك ومستقوية بغطاء السيد بوش وحكومته قد أدخلت البلاد فى أتون الصراعات المذهبية وفى تأزيم الوضع الإقتصادى لإحتجاج المعارضة عليها لتفردها بالحكم ولم تستجب ولم يرف لها رمش لإعتراض أكثر من نصف الشعب اللبنانى عليها ونزوله إلى الشارع بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أستخدمت السلاح من مناصريها لوأد المعارضين تذكيرا بالشهيد أحمد محمود وشهداء يوم 25 كانون الثانى المعروفة بأحداث الجامعة اللبنانية وعلى طريق الجديدة والذين سقطوا بطريق القنص من أعلى المبانى وقد حاول أنصار السلطة تكرار المشهد فى هذا الشهر ولكن خاب ظنهم وقد تم القبض على هؤلاء القناصون وفرار الآخرون .
ولكن نتيجة الإستقواء بالغطاء الأمريكى والعربى ( المعتدل ) تم توجيه الآلة الإعلامية الجبارة فى الداخل اللبنانى وفى المحيط العربى والتى تدار بإعلاميين يتحدثون العربية وبتعليمات علنية من الراعى الأمريكى لشن أكبر حملة لتزييف الوعى وقلب الحقائق على طريقة ضربنى وبكى وسبقنى وإشتكى .
فمن الملاحظ بعد الموافقة القصرية على مطالب المعارضة والتى وضعت على طاولة التشاور من تشكيل حكومة وحدة وطنية والبحث فى قانون إنتخاب بديلا عن قانون غازى كنعان عادت الحياة فى لبنان إلى طبيعتها وعبرت الجماهير اللبنانية عن مدى سعادتها بحل الأزمة بعد مرور سنة ونصف عاشتها هذه الجماهير فى غم وكمد نتيجة تنطع هذه الحكومة وإستئثارها بالحكم فهل من محاسب لحجم الخسائر سواء فى الأرواح التى أزهقت أو الخسائر المادية للإقتصاد اللبنانى وإحياء لشبح الفتنة والتهديد بالحرب الأهلية المقيتة والتى ذاق مرارتها الشعب اللبنانى لمدة خمسة عشر سنة فى الماضى ، هل من محاسب ؟ .
كان ملاحظ فى خطاب القسم للرئيس الجديد والذى تضمن الخطوط الرئيسية لبرنامج الرئيس تركيزه على إحياء دور المؤسسات وخاصة مؤسسة السلطة القضائية والتى من الواضح إنها كانت واقعة تحت سيطرة السلطة التنفيذية فاقدة إستقلاليتها وكان هذا واضحا من التعنت فى حبس الضباط الأربعة وإخلاء سبيل الموقوفين فى أحداث أمنية وخاصة يومى 23 و 25 كانون الثانى من العام الماضى ، إضافة إلى عدم وضوح الرؤيا وربما إخفاء الحقائق فى كم الإغتيالات الذى حدث فى عهد هذه السلطة وتحميلها للنظام السورى وكأن هذه السلطة لاتعمل وسط أو تحت رعاية أعتى أجهزة المخابرات فى هذا الكون ناهيك عن تورط أجهزتها الأمنية مع الجماعات الإرهابية وخاصة جماعة فتح الإسلام وتصفيتها للعناصر الوسيطة بينها وبين الجماعة كما حدث فى إغتيال الشاب أبا جندل وهو يتجرع كوب من العصير .
كان الملاحظ أيضا فى خطاب القسم حرص الرئيس على المحكمة الدولية لكشف القتلة بدءا من قتلة الرئيس رفيق الحريرى إلى كافة الإغتيالات اللاحقة وحتى لاتسيس المحكمة ، ايضا حرص الرئيس على المقاومة ودورها الفاعل فى تحرير الأرض والتى ما زالت محتلة فى جزء منها فى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وضرورة إدخال أو الإستفادة من هذا السلاح فى الإستراتيجية الدفاعية للوطن ، هذا بالإضافة على الحرص على السلم الأهلى والتوافق .
بهذا يدخل الرئيس ميشيل سليمان برؤيا واضحة جامعا بين الأطراف وإن كان يميل كثيرا نحو الإتجاه الصحيح لصالح أجندة الوطن مركزا على التنمية والقطاع العام سواء خدماتى أو صناعى وهنا وما ألمح إليه الرئيس فى هذا الشأن هل سيدخل الرئيس فى صدام مع السلطة الكولونيالية المسيطرة والحاكمة والتابعة للمهيمن الأمريكى والذى من الواضح أنه نفض يديه من الدعم الغير مسبوق لعدم قدرة هذه السلطة لفرض أجندتها ؟ هذا ما سيتضح فى الأيام المقبلة .
-يبقى هنا ومن موقع المتابعة للمحيط الإقليمى الدائب على الإدلاء برأيه فى الأحداث الجارية وخاصة على هذا المنبر اليسارى المتمدن ونحن وإن كنا قد عبرنا عن رأينا مرارا فى الأحداث من منطلق ما نعيه من موقع اليسار ونقدنا المهذب لبعض كتاب الحوار المتمدن والذين يلجأون إلى أسلوب لايليق فى رأينا للتمدن او للفكر اليسارى وخاصة أن يكون هذا النقد موجها لشخصيات معروف عنها أنها يسارية .
- مبدئيا هل هناك خلافا على أن التأريخ ناتج عن حركة الصراع الطبقى ؟
- وهل هناك خلافا عن أن الصراع الطبقى الآن يحدد فى نمط الإنتاج الرأسمالى بين الطبقات الكادحة بقيادة الطبقة العاملة وبين الطبقة الرأسمالية ؟ .
- وهل هناك خلافا أن هناك صراع آخر يدور بين الإمبريالية العالمية ومحيطها المنهوب والمستنزف منه مواده الأولية والإستخراجية وجعل هذا المحيط سوقا محكوم بشريحة إجتماعية من الوكلاء التابعين والذين أصبحوا بالإستقواء بهذه الإمبريالية مسيطرين على السلطة فى مجتمعاتهم مكونين طبقة كولونيالية تابعة للمهيمن الإمبريالى وهذا الصراع هو ما يعرف بالصراع التى تقوده حركات التحرر الوطنى مع الإمبريالية لقطع حلقة التبعية ؟ .
- وهل هناك خلافا بأن هذه الطبقات الكولونيالية لتأبيد سيطرتها تعمل على إعادة إنتاج أنماط سابقة تتشارك معها أو تتعايش معها مثل الأنماط الإستبدادية كما فى مصر والأنماط الإقطاعية كما هو الحال فى لبنان والذى هو محور مداخلتنا وأن هذه الأنماط أعادت إنتاج الطائفية والتى بها تؤبد الكولونيالية تحكمها ؟ .
- وهل إذا كان هناك رجلا كخالد حدادة يطرح طرحا موضوعيا من خلال قانون إنتخاب عصرى من شأنه يعمل على تقويض الطائفية لصالح التكوين الصحيح للصراع الطبقى حتى يكون بين الجماهير الكادحة ومن يستلبها أن يسطح هذا الطرح من شيوخ الماركسية ويتهمون الرجل بالعمالة لصالح حزب الله وبأنه يرتشى منه وأن إختيار هؤلاء الشيوخ لوقوفهم تأييدا لفريق 14 آزار الكولونيالى والمفتخر لتبعيته للمهيمن الأمريكى والذى يأتمر بأمره هل هذه تكون الماركسية فى نظر شيوخها ؟ وهل تحالف حزب الله وحركة أمل وإختيارهم لقانون النسبية والذى يعمل على تفكك الطائفية مع كافة القوى الوطنية والعلمانية سواء مع اليسار اللبنانى من الحزب الشيوعى والحزب القومى السورى وكافة الإتجاهات التى تنتمى إلى اليسار من قوميين وناصريين وعروبين هل هذا التحالف يجمعه حزب الله ليقيم به الجمهورية الإسلامية فى لبنان فى مواجهة الجمهورية الكولونيالية التابعة للرأسمالية العالمية وهل هذا التيار الوطنى الحر من الغباء وهو الذى يجمع معظم مسيحى لبنانفى تحالفه مع مسيحى الشمال اللبنانى بزغرتا (تيار المردة ) هل هؤلاء من الغباء لإقامة تحالفا مع حزب سلفى يبغى قيام جمهورية إسلامية وهم المحافظون على المسيحية الشرقية ؟.
- إلى شيوخ الماركسية وحاملى لوائها فى الشرق لطفا بنا لقد خندقتم الماركسية وأصبحت رهينة أطروحاتكم الباطلة فنضال خالد حدادة وحزبه نضال الشرفاء والمرتشون هم من ذهبوا فى المقلب الآخر وتنكروا إلى مبادئهم وتحالفوا ضد جماهيرهم وراحوا يبيعون أسرار أوطانهم دون خجل للعدو وربما يكونوا مفاخرين بذلك فعندما ينزع الحياء لا لوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارب تونس مع روسيا والصين وإيران: ما الذي يقلق الاتحاد الأو


.. تونس: مقتل عسكري بإطلاق نار في المنطقة الحدودية العازلة مع ل




.. تونس ترد على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب


.. تونس تحتضن الاجتماع الإقليمي حول تعلم الشباب ومهاراتهم وانتق




.. المناظرة التلفزيونية للانتخابات التشريعية الفرنسية. جدل سببه