الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا لا تُعاد تجربة إفشال معاهدة بورتسموث ؟
يحيى السماوي
2008 / 5 / 28مواضيع وابحاث سياسية
نقـلت بعض القنوات الفضائية ، أن المرجع الشيعي آية الله العظمى السيد علي السيسـتاني ، أبدى رفضه القاطع للإتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين الحكومة العراقية والبيت الأبيض الأمريكي ...
وقبل موقف السيستاني ، أبدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في اجتماعها الإعتيادي مخاوفها من الإتفاقية فحذرت من توقيعها ...
حزب المؤتمر أبدى هو الآخر ، و بلسان رئيسـه الدكتور أحمد الجلبي ، مخاوفه من الإتفاقية ، محذرا ً من قيودها على العراق ...
أحزاب وشخصيات فكرية ليبرالية ، وأخرى إسلاموية ، ناشدت الحكومة العراقية عدم توقيع الإتفاقية في الظرف الراهن ، والتريث إلى حين زوال الإحتلال لتكون الإتفاقية بين بلدين مستقلين متكافئين ، وليس بين مُسْـتـَعْـمِـر ومُسْـتـَعْـمَر أو بين مُحتـَل ٍ ورازح ٍ تحت الإحتلال ..
أحزاب مشاركة في الحكم ومُمَثــّلـة في البرلمان إعترفت بأنها لا تعلم شيئا ً عما تناولته الجولة الأولى من المباحثات ...
ألبرلمان العراقي لا يعرف هو الآخر ما دار في الغرف المغلقة بين ممثلي الحكومتين : الأمريكية الحاكمة بفعل الإحتلال ، والعراقية المحكومة بفعل الأمر الواقع ...
ألسؤال : إذا كانت المرجعية الدينية ـ الشيعية والسنية ـ وقوى اليسار واليمين ترفض توقيع الإتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، فلماذا لا تتحرك هذه القوى في تظاهرات جماهيرية كتلك التظاهرات التي قادتها أحزاب وطنية وتقدمية ضد معاهدة " بورتسمورث " بين حكومة الإنتداب البريطاني وحكومة صالح جبر ؟
إن بمستطاع الجماهير الشعبية إجهاض المعاهدة قبل ولادتها لو أحسـنت الأحزاب والقوى الوطنية العراقية ، إستثمار مثل هذه التظاهرات لتكون بمثابة رسالة واضحة للحكومتين . بل إن مثل هذه التظاهرات الجماهـيرية ، سـتوفـر للحكومة العراقية ـ في حال انطلاقها ـ مبررا ً مشـروعا ً للتنصّـل من " التفاهمات " التي شهدتها الغرف المغلقة ، وسـتخفف من ضغوط البيت الأبيض على الحكومة العراقية ...
أليس عراق اليوم هو عراق الديمقراطية ـ كما يزعم الإمبراطور جورج بوش ومندوبه السامي ؟ فلماذا لا تسـتـثمـر الأحزاب والقوى الوطنية هذه الديمقراطية فـتـُسَـيِّـر التظاهرات السلمية رفضا ً للمعاهدة الأمنية المزمع توقيعها في شهر تموز القادم ؟
لقد حققت حكومة السيد نوري المالكي إنجازات مهمة ضاعفت من شعبيتها بين الجماهير ... ويقينا ً أنها ستحظى بالمزيد من الدعم والتأييد الشعبي حين ترفض الضغوط الأمريكية بشأن توقيع المعاهدة الأمنية مع المحتل ... لكن على الجماهير الشعبية وقواها الوطنية ، توفير الذريعة لحكومة المالكي كي تـتـنصل من تفاهـماتها ـ ولا ثمة ذريعة تقنع المحتل كالتظاهرات الشعبية السلمية .... وهي مسـؤولية يتوجب على الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ، الإضطلاع بالدعوة لها وقيادتها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية
.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر
.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص
.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة
.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات