الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنجان قهوة

محمود نزال

2008 / 5 / 27
الادب والفن


طالما ظننت قبل هذه اللحظة انه لايمكن الكتابة عما بدواخلنا وخاصة انه اذا ماكان بداخلنا عبارة عن فوضى غريبة عارمة تحكمها التناقضات وتسيطر عليها الاضطرابات. احاول الكتابة ولكن حدث ماهو متوقع، لم احسن اختيار الكلمات ولم تسعفني اللغة، يخذلني قلمي للمرة المليون، تسيطر علي فكرة احتساء فنجان قهوة، انتهي من محاولة الكتابة، انتهي نعم، هكذا كما يحلو للغة أن تصف هزائمنا الأولى، انتهي كما يجب أن تنتهي علامة الاستفهام أمام قامة الصمت، انتهي كما يجب أن ينتهي الحوار بين قلبين او عقلين او ربما عالمين لا يجيدان التصالح. اذهب لتحضير فنجان قهوة وعلى وجهي الحزن المتجسد منذ سنين. هل ياترى اصنع قهوتي مرة ام حلوة؟! مرة تجسيدا لحياتي؟ ام حلوة انعكاسا لذاكرة ما؟ اتساءل هل هذه القهوة برازيلية، ام فارسية، ام امريكية، ام تركية، ام بلا انتماء مثلي؟ لا اعرف، كل ما اعرفه انها ليست عربية، وما اعرفه جيدا ايضا ان هذه القهوة كانت قد جلبتها لي يوما امي العذراء. احضر فنجان قهوة مرة واضع بجواره ملعقة سكر، واقرر بيني وبين نفسي انه اذا ماانعكست تلك الذكرى ساذيب السكر لتكتمل الصورة جمالا ولكن اذا ماسيطر الحاضر ساشربها مرة. اعود الى مكتبي المبعثر تماما كما داخلي، لأحتار اين اضع قهوتي، اشعر بعصبية غريبة كنت احلم بها منذ سنين، هذا الشعور بعث بداخلي نوعا من الارتياح والشعور بالقدرة على الكتابة. القي باوراقي وكتبي بعيدا، الان اصبح مساحة كافية لفنجان القهوة ولذكرى. اشعل سيجارة بعصبية لأستمتع بدخانها وكانه يخرج من اعمق اعماق القلب لاقول لقلمي اكتب، كن بواحا، كن فضاحا، واذا ما اردت كن سيفا، كن مهما تريد ان تكون او اختار ان لاتكون لنكون متعادلين. لم يكن ولن يكون اجمل من حبيبتي ذكرى الا ذكرى، ذكرى التي تجمع التناقض، هنيئا لي بك يا ذكرى. ذكرى يا سر حماقتي وجنوني يا سر بؤسي وسعادتي. ذكرى عصية القلب ، مجنونة الغياب ، هل تراها تقول عني ما تقوله أية فتاة خذلها طائش في صدقه ؟ أم تقول أني أكبر من طموحها، وان عناويني كثيرة المحطات ؟ ، هل يجب أن أبرر لها جنوني بحكمة، ثم أتركها وحيدة في مفترق الضياع ؟ أنا ذلك المجنون الذي يمتلك خسائره بامتهان ، ويصف شهوته بالموسيقى ، وقصائد الموج … انتهي …هل كان يجب أن نحتفل بقرار ذبحي لك ام ذبحك لي في عتمة حزننا ، وقفار لوعتنا ؟
سأهجرك اليوم ، كما هجرت يوما ذاتي، وتعلمت على يديك فن القتال عن حب.

طاولة من فراق ، عليها وردة بلاستيكية بلون باهت يسيطر عليه الغبار، هذا كلّ ما يليق بسنوات دامية بيننا ، سأفارقك بعد بضع كلمات أختزل فيها شوقي لك في الغياب . وصلت اللانهاية ، كنت محمّل بالكثير من عبقك، وبالقليل من صبري ، جلست هناك ، على اسفل رواق حزني ، فتحت كتاب قلبي وبدأت أقرأ ، في حين راح صوت عبد الحليم يقول اهواك واتمنى لو انساك، يرن الهاتف واذ بصديقتي المجوسية التي التقيتها في يوم كان خاليا من غبار الجغرافيا وهمجية التاريخ تقول لي.........................

في تلك اللحظة، كنت مشدودا الى تلك الطاولة التي جمعت وفصلت بيننا في كبرياء، المستديرة في حجم غصتي، هل كان الحب بحاجة الى طاولة حوار ؟ أم هل كان الحوار بحاجة الى حب دائري بشكل تلك الطاولة ؟
ابتسمت في اذني تلك المجوسية، لانهي المكالمة، واجلس، أو انتهي، أو أهوي، أو أهذي او انتحر، سأصل بعد ساعات الى عالم الحب ، لكنني بلا حب ، ذلك العالم الغارق في الألوهية والبوح .أشعر بالبرد ، وبكثير من الوحشة ، الكرسي يهتز ، ودواخلي كلّها تهتز ، ووجهك …

لا أدري هل امضي بقية عمري في الانتظار .. ؟؟ واحمل همي بصمت جليل يفيض خشوعا .. ونحن نصنع عالما من الكلمات البراقة .. وهجها الكتمان ...

فلا نقدر على المصارحة , لأن ألأعين تفضحنا .. ترى من يحمل سر الصلبان ..؟؟!!

ما زلت أخبىء كلمة (سري) في طيات القلب .. ولا أقدر على البوح ..فالكلمات هنا أسرار من اللاهوت .

الان فقط ادرك وأقول يَحدُث .. و يَحدُث .. والأشياء الجميلة حين تَحدث ... لا تَتَكرر

كانت ذكرى حَدَثٌا .. اتاني على حين غفلة من الزمن واربك أحداث ايامي .. وَقلِبُها رأساً على عقب واصابني بالدهشة وقسم تفاصيلي إلى ضدين ... برد وحر

ولا ادري .. هل انَدثر من البرد، أو اصرخ من الحر

فوضى واضطراب وفصول ٌسبعة ..

ولكن المهم انه َقَد حَدَث ..

والاهم ان مشاعري لن تَتَكرر

وحالتي التي أدمنتها معها .. لن أُجيدها مرة أخرى

ثَمة مشاعر إن مَنَحتها يوماً .. من الصعب أن تَمنَحها مرة أخرى

فانسكاب الشوقِ لا يتكرر ..

اللهفة لا تتكرر

والحب ......

لا يتكرر
نمت ، كنت بحاجة الى صفحة نسيان في نومي ، وعندما استفقت وجدت نفسي سرابا وجدلا ووهما واشياء اخرى كثيرة ...............................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح