الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لئلا يتأخر الفجر أكثر

التجمع الشيوعي الثوري

2004 / 1 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


   الطاغية الذي طالما أرعب شعبه بأعمال الإبادة والتعذيب والإذلال على مدى عقود والذي خاض حرباً مدمرة مجنونة كلفت العراق، لكن أيضا الشعب الايراني، اكثر من مليون قتيل، ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، فضلاً عن خسائر وتكاليف مادية بمئات المليارات من الدولارات.
   والذي قدّم بذلك خدمات لا تقدّر بثمن للرأسمالية العالمية والامبريالية الاميركية، وإسرائيل، بوجه اخص، والذي – بعد احتلاله الكويت، وما استجرّه ذلك من حرب طاحنة بقيادة أميركية اعادت العراق الى العصور ما قبل الصناعية – تسبّب بحصار مجرم كلف الشعب العراقي اكثر من مليون ونصف مليون ضحية، معظمهم من الاطفال، والذي هجّر مئات الألوف من خيرة أبناء شعبه، ومن بينهم العلماء والمثقفون والمبدعون، وقضى على الامكانات الهائلة لبلد كان يمكن لقيادة رشيدة ان توظفها، ليس فقط في إنجاز تنمية متقدمة له بالذات، بل أيضاً لكامل الوطن العربي، وذلك في شتى المجالات، بما فيها المجال العسكري؛ مع ما كان يمكن أن يعنيه ذلك من إنجاز تفوق حقيقي على الدولة الصهيونية يضعها على طريق الزوال.
   والذي بنى من القصور الشخصية الخرافية اكثر مما بنى الخلفاء العباسيون مجتمعين.
   وأخيراً وليس آخراً، الذي سهّل شن التحالف الاميركي- البريطاني – الدولي حرباً لم يكن من نتائجها فقط الإجهاز على قدرات العراق المادية والعسكرية الباقية، وتمزيق ما كان مستمراً من لحمة شعبية، وتوجيه ضربة بالغة القسوة للتراث الرائع لإحدى اعرق حضارات التاريخ، بل ايضاً وبوجه اخص اخضاع العراق للاحتلال، واستخدامه منطلقاً لتهديد كامل المنطقة العربية بإعادة الهيكلة وفقاً لمصالح الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل.
   هذا الطاغية انتهى، متخفياً في جحر نتن، كفأر خائف، ومن ثم أسيراً ذليلاً بين ايدي المحتلين، الذين بالغوا في تحقيره، من دون أدنى حركة احتجاج.
   وبالطبع، لم يكن ثمة غير الأغبياء ليتوقعوا منه لحظات أخيرة من الشجاعة، لكي لا نقول البطولة؛ فهاتان خصلتان نادراً ما كانتا من شيم الطغاة.
   وفقط المفرطون في العته وقصر النظر كان يمكن أن يتصوروا خاتمة مشرّفة لمجرمٍ بقي على مدى عقود يجثم على صدر شعبه، كابوساً بلا نهاية!
   لكن من المؤسف والمحزن والمخزي أن يكتب الفصل الأخير من سيرة هذا الطاغية محتل أميركي باغٍ، بدلاً من أن يفعل ذلك الشعب الذي عانى الويلات على يديه الوالغتين في نهر من الدماء.
   ومن المؤسف والمحزن والمخزي ألا يكون صدام حسين الطاغية الوحيد على امتداد وطن عربي شاسع جرى تفصيل اجزائه على قياس طغاة آخرين، لا يبدو الى الآن أن جماهير بلدانهم جاهزة لاطاحتهم، وفرض سلطتها الشعبية الخاصة بها، وبالتالي تجاوز عجز طال أمده، وتفويت الفرصة على بوش وبلير وشركائهما في مساعيهم لإعـادة صياغة المنطقة، بدعوى إشاعة الديـمقراطية ومزاعم كاذبة أخرى.
   هؤلاء الطغاة يجب أن يلحقوا قريباً بجزار بغداد، لكن على أيدي شعوبهم بالذات. والعجز الذي طال ينبغي أن يجد خاتمة له. فبذلك فقط يمكن أن يبزغ على الوطن الكبير فجر تأخر كثيراً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح