الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحيرة الأميرة البيضاء - 4 -

غريب عسقلاني

2008 / 5 / 28
الادب والفن


رواية قصيرة للفتيان

جلست الثعلبة الطيبة تستريح في ظل شجرة البلوط ، بعد مسيرة نصف يوم فإذا بزرافة شابة مختالة تمر أمامها ، نادت عليها الثعلبة :
ـ ما أجملك أيتها الزرافة ، وما أروع مشيتك
أطرب الكلام الزرافة فقالت :
ـ كل الزرافات مثلي
ردت الثعلبة
ـ لم أشاهد بين الزراف من هي في جمالك ، لأن فيك الكثير من الأميرة البيضاء.
ـ أصحيح ما تقولين ؟ لا يوجد في الغابة من هو أجمل الأميرة البيضاء
ـ خذيني إلى عرين الأميرة ، وأجعلك مقربة منها ..
رافقت الزرافة الثعلبة وعند باب العرين سقطت الثعلبة وتمرغت بالأرض، وأخذت تذرف الدموع .
رقت الأميرة لحالها ، وطيبت خاطرها وسألتها :
ـ ما حاجتك أيتها الثعلبة المسكينة ، يبدو عليك التعب والإرهاق .
مسحت الثعلبة دموعها وقالت :
ـ جئتك من مكان بعيد بعيد ، كما أمرني سيدي القمر .
ظهر الاهتمام على وجه الأميرة وقالت :
ـ وما شأنك بالقمر أيتها الثعلبة ؟
ـ أنا الذي استقبله عندما يولد ، وأودعه عندما يموت ، إنه ولدي وسيدي أرسلني بخبر لا هو بالسعيد ولا هو بالمحزن ، وما عليك إلا الحكمة والحذر
توجست الأميرة من مكر الثعلبة ، سألتها :
ـ وكيف أصدق ثعلبة ماكرة مثلك ؟
ـ أنا أعرف سرك الذي يعرفه القمر
فوجئت الأميرة وسألت
ـ وما هو السر
ـ صوتك ليلة يكتمل القمر
ضحكت الأميرة وارتاحت للثعلبة وقالت :
ـ صدقت أيتها الثعلبة ، ما هو الخبر الذي تحملينه من سيدي القمر ؟
قالت الثعلبة :
ـ يرقد في حضنك عدو قاتل ، ويخيرك بين الموت أو الموافقة على طلبه ، وسيدي القمر يقول لك وافقي لأن حياتك غالية .
انتفضت اللبوة البيضاء ، وكشرت عن أنيابها وصرخت :
ـ ومن يتجرأ على ابنة الملك ؟
خافت الثعلبة من غضب الأميرة
ـ لا أعرف يا سيدتي ولكن القمر يوصيك بالموافقة
استأذنت الثعلبة وودعتها الأميرة قائلة :
ـ شكراً لك أيتها الثعلبة الطيبة
قبلت الثعلبة رأس الأميرة وقالت :
ـ أطمع في كرمك يا سيدتي أن تهتمي بالزرافة الشابة فهي صديقة القمر مثلك
أخذت الأميرة الزرافة إلى حضنها وقالت لها :
ـ استعدي لمرافقتي إلى البحيرة ليلة يصبح القمر بدراً .
وبعد يومين انتظرت الزرافة عند شجرة البلوط كما طلبت منها الثعلبة ، وفجأة خرجت عليها حية ضخمة وقفت على ذيلها .
ارتجفت الزرافة من الخوف والفزع فقالت الحية
ـ الثعلبة الطيبة تهديك السلام أيتها الزرافة الشابة
هبطت الحية إلى الأرض والتفت حول نفسها مثل كعكة ، وغرست رأسها في حضن الأرض فاطمأنت الزرافة . قالت الحية :
ـ اسبقيني إلى الأميرة ، وأخبريني عندما تنام .
بكت الزرافة وأخذت تتوسل إلى الحية ، أن لا تلدغ الأميرة البيضاء قالت الحية تطمئن الزرافة :
ـ أنا الحية الألفية لا ألدغ غدراً
قالت الزرافة :
ـ كيف أصدقك وسمك قاتل ؟
ـ أعطيك نابي السام قبل أن أدخل إلى الأميرة .
عضت الحية غصن شجرة وغرست نابها فيه ، ثم جذبت رأسها بقوة فبقى الناب في الغصن ، أخذته الزرافة ومضت مع الحية ، وعندما تأكدت الزرافة أن الأميرة تغط في النوم أخبرت الحية .
تسللت الحية إلى حضن الأميرة والتفت حول خصرها وصدرها ثم أخذت تلحس وجهها بلسانها ، صحت الأميرة ، فزعت فطمأنتها الحية :
ـ لا تخافي يا سيدتي الأميرة .
قالت الأميرة البيضاء مذعورة يائسة :
ـ لماذا لم تلدغيني وأنا نائمة أنت تعذبيني وسمك القاتل يسري في دمي .
قالت الحية :
وهل أقتل صديقة القمر ، وحبيبة الحيوان والشجر ، جئت أبلغك أن أميراً وقع في هواك وأن القمر مسرور بذلك ، والأمر فيه حياتك أو موتك
قالت الأميرة البيضاء :
ـ القمر يعرف أنني لن أتزوج قبل أن أرى من هو أجمل مني ، وأن يقيم زوجي مملكة العدل والمحبة .
ـ لك ما تريدين أيتها الأميرة
قالت الأميرة :
ـ وما دليلك على موافقة القمر على زواجي من الأمير ؟
قالت الحية :
ـ تسمعين صوت القمر عند البحيرة
دهشت الأميرة وتذكرت ما كان بينها وبين الثعلبة الطيبة قالت
ـ أنا لا أعصى أمر صديقي القمر .
خرجت الحية الألفية من مخدع الأميرة عائدة من حيث أتت ، مرت بشجرة البلوط .
وأخذت نابها من الزرافة
ومر يومان وانتظرت الزرافة عند شجرة البلوط ، فإذا بطائر جميل يهبط من فوق الشجرة ، ويرقص ، نظرت الزرافة إليه بإعجاب ، أنها ترى الطاووس عن قرب وهو يفرد ريش ذيله ، ويحرك رأسه الصغير وتاجه البديع ، وتمنت لو تصبح أنثى طاووس لتتبعه ، توقف الطاووس عن الرقص وحدثها :
ـ مرحباً يا أجمل الزرافات
ردت الزرافة فرحة :
ـ أهلاً بأجمل الذكور قاطبة
ضحك الطاووس :
ـ من أجمل أنا الطاووس أم الأميرة البيضاء ؟
ـ أنت الأجمل بين ذكور الطير وهي الأجمل بين نساء الأسود
ـ إذن هيا إلى الأميرة
وأمام العرين أخذ الطاووس يتباهى بجماله ، فخرجت الأميرة تتأمله بإعجاب قالت:
ـ ما أجملك أيها الطير ، لماذا ترقص أمام عريني ؟
قال الطاووس بثقة :
ـ أرسلني الطاووس لتشاهدي من هو أجمل منك
ضحكت الأميرة :
ـ أنت الجميل الأجمل ولكن ما اشارتك من القمر
قال الطاووس
ـ تسمعين الإشارة ليلة يصبح القمر بدراً في السماء
قالت الأميرة :
ـ هل تعلمني الرقص أيها الطاووس الجميل
رقص الطاووس وأخذ يقترب من اللبوة ، لامس وجهها وقبلها وطار عائداً من حيث أتى .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير