الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمات المركز ...ومأزق الاطراف

جهاد الرنتيسي

2008 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تنقسم القوة بمعناها السياسي والعسكري الى نوعين ، حقيقية قادرة على تحقيق الاهداف وصياغة معادلات جديدة ، و خادعة سرعان ما تتبدد لتكشف عن حالة من الافلاس .

والمؤشرات التي يمكن التقاطها من تطورات الاسابيع الماضية تكشف عن حالة من الافلاس وصلت اليها الاذرع السياسية الايرانية التي اصطلح على تسميتها محور الممانعة .

فمن الممكن ان ينجح رهان خالد مشعل على سذاجة متلقي خطابه السياسي وهو يطلب وساطة عربية للمصالحة مع السلطة الوطنية الفلسطينية بعد ساعات من اطلاقه تهديدات باقتحام معبر رفح .

ولكن تضارب هذه التصريحات لا يضعها خارج سياقات الارتباك السياسي الذي توغل فيه حماس منذ انقلابها على شرعية السلطة الوطنية .

فالذي يرغب في مصالحة السلطة الوطنية ، ويطلب من امين عام جامعة الدول العربية التدخل لهذا الغرض لا يهدد القاهرة ، عاصمة الاعتدال السياسي العربي من طهران ، بؤرة " التوتير " الاقليمي .

والواضح ان انبهار مشعل بالسلوك السياسي لحزب الله اللبناني ، واستحقاقات الزيارة التي يقوم بها لطهران دفعاه لتجاوز افرازات الجغرافيا السياسية للمنطقة التي لا تتيح له ولغيره وضع قدم في احد المعسكرين ، والقدم الاخرى في المعسكر الاخر .

فالفهلوة السياسية في الخطاب الذي يستخدمه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لم تبتعد عن فهلوة خطاب امين عام حزب الله الذي يحاول المزاوجة بين العروبة وولاية الفقيه التي تقترن بمشروع صفوي ايراني مفرداته السياسية تصدير التطرف الى المنطقة العربية والاطاحة بالطروحات العقلانية ومقومات النهوض .

ولا يبدو الخطاب السياسي السوري افضل حالا من خطابي حماس وحزب الله اثر نفي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت التعهد باعادة الجولان .

فلم يبق اولمرت احتمالات كثيرة لتفسير الدعاية السورية للوعد الاسرائيلي المزعوم .

ومن بين التفسيرات الممكنة لادعاءات الاعلان السوري ان دمشق كانت تحاول اخفاء الفجوة بين شعاراتها وممارساتها السياسية وهي بالمناسبة فجوة واسعة وان تجاهلها المتعيشون على الشعارات .

وعلى ايقاع ذبذبات الخطاب السوري ترنح خطاب ملالي طهران بين دعم موقف القيادة السورية لاستعادة الجولان ، والتاكيد على بقاء دمشق في الفلك الايراني ، دون التخلي عن شعارات ازالة اسرائيل من الوجود .

والتقاء بؤرة التطرف وامتداداته عند نقطة الاضطراب السياسي لا يعد تطورا لافتا للنظر بالنسبة لمتابعي تطورات الاوضاع في المنطقة .

فالقسم الاكبر من التطورات التي تجري في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق منذ استيلاء ملالي ايران على السلطة لم يخرج عن تداعيات ازمات طهران مع المجتمع الدولي .

والقصف الذي تعرض له معسكر اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق في العراق مؤخرا يعد دليلا اخر على المأزق الايراني الذي فاقمه تقرير وكالة الطاقة الدولية لا سيما وان طهران لم تتعرض للمعسكر بالقصف منذ 5 سنوات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد